1064 - أخبرنا ثنا أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا سعدان بن نصر ، أبو معاوية محمد بن خازم (ح) قال : ثنا ثنا الحسن بن علي بن عفان ، قالا : ثنا عبد الله بن نمير ، عن الأعمش ، المنهال بن عمر ، عن زاذان ، عن قال : [ ص: 963 ] البراء بن عازب ، لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) ، فيقول : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحا ، ثم قرأ : ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) ، فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقال له : من ربك ؟ ، فيقول : هاه هاه ، لا أدري ، فيقولان له : ما دينك ؟ ، فيقول : هاه هاه ، لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ ، فيقول : هاه هاه ، لا أدري ، فينادي مناد من السماء أن كذب ، فأفرشوه من النار ، وألبسوه من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، فيأتيه من حرها ، وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسوءك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ؟ ، فوجهك الوجه [ ص: 965 ] يجيء بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث . فيقول : رب لا تقم الساعة " . خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به الأرض ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " استعيذوا بالله من عذاب القبر " . مرتين أو ثلاثا ، ثم قال : " إن العبد إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة ويجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة الله ورضوان ، قال : فتخرج وتسيل كما تسيل القطرة من السقاء ، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض . قال : فيصعدون بها فلا يمرون بملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ ، فيقولون : فلان بن فلان ، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتحون له ، فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة . فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى . قال : فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ ، فيقول : ربي الله ، فيقولان له : ما دينك ؟ ، فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الذي بعث فيكم ؟ ، فيقول : هو رسول الله ، فيقولان له : وما علمك ؟ ، فيقول : قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت . فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة . قال : فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ، ويأتيه رجل حسن الثياب طيب الريح فيقول له : أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد . فيقول له : [ ص: 964 ] فمن أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير . فيقول : أنا عملك الصالح . فيقول : يا رب أقم الساعة أقم الساعة ، حتى أرجع إلى أهلي ومالي . قال : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال إلى الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه . قال : فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلونها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على ظهر الأرض . فيصعدون بها ولا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة ؟ ، فيقول : فلان بن فلان ، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ، حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له فلا يفتح له " ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ا ه .
هذا إسناد متصل مشهور . رواه جماعة ، عن البراء ، وكذلك رواه عدة ، عن وعن الأعمش ، المنهال بن عمرو ، والمنهال أخرج عنه ما تفرد به ، وزاذان أخرج عنه البخاري وهو ثابت على رسم الجماعة . وروي هذا الحديث عن مسلم ، جابر ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد ، وأنس بن مالك ، رضي الله عنهم . ا هـ / 50
وعائشة