55 - ذكر خبر جامع من تفسير الإيمان والإسلام شبيه بما فسره جبريل عليه السلام .
وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : بكلمة واحدة جامعة ، فلما سئل : لمن ؟ ، قال : " إنما الدين النصيحة " ، فجمعت هذه الكلمة كل خير يؤمن به وكل شر يتقى وينهى عنه . ا هـ . " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم "
قال " جماع تفسير النصيحة على وجهين أحدهما فرض ، والآخر نافلة ، فالنصيحة المفروضة لله هي شدة العناية من الناصح لاتباع محبة الله في أداء ما افترض ومجانبة ما حرم . محمد بن نصر المروزي :
وأما النصيحة التي هي نافلة فهي إيثار محبته على محبة نفسه . ا هـ . فأما الفرض منها فمجانبة نهيه ، وإقامة فرضه بجميع جوارحه ما كان مطيقا له . ا هـ .
وأما النصيحة التي هي نافلة لا فرض فبذل المجهود بإيثار الله على كل محبوب بالقلب وسائر الجوارح حتى لا يكون في الناصح فضل عن غيره . وأما النصيحة لكتاب الله فشدة حبه وتعظيم قدره إذ هو كلام الخالق وشدة الرغبة في فهمه ثم شدة العناية لتدبره والوقوف عند تلاوته بطلب معاني ما أحب الله أن يفهمه عنه فيقوم به لله بعد ما يفهمه بما أمر به كما يحب ويرضى ، ثم ينشر ما فهم في العباد ويديم دراسته والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه .
وأما النصيحة لرسول الله في حياته فبذل المجهود في طاعته ، ونصرته ، ومعاونته ، والمسارعة إلى محبته .
وأما بعد وفاته فالعناية بطلب سنته والبحث عن أخلاقه ، وآدابه وتعظيم أمره ولزوم القيام به وشدة الغضب ، والإعراض عمن يدين بخلاف سنته ، والإعراض عمن ضيعها لدنيا يؤثرها عليها كان منه قريبا أو بعيدا . ا هـ .
ثم التشبه به في جميع هديه .
[ ص: 424 ] وأما والبغض لمن أراد الخروج عليهم . ا هـ . النصيحة لأئمة المسلمين فحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم واجتماع الأمة عليهم ، وكراهية افتراق الأمة عليهم ، والتدين بطاعتهم في طاعة الله
وأما ويفرح بفرحهم ، ويحزن بحزنهم ، ويحب صلاحهم ، وألفتهم ، ودوام النعم عليهم ، ونصرهم على عدوهم " . ا هـ . النصيحة للمسلمين فأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه ، ويشفق عليهم ، ويرحم صغيرهم ، ويوقر كبيرهم ،