ناد رب الدار ذا المال الذي جمع الدنيا بحرص: ما فعل؟
عاد رجل مريضا فسمع قائلا يقول من ناحية البيت:فأجابه مجيب:
كان في الدار سواها داره عللته بالمنى، ثم انتقل
لم يمتع بالذي كان حوى من حطام المال، إذ حل الأجل
إنما الدنيا كظل زائل طلعت شمس عليه فاضمحل
قال - رضي الله عنه - : رأيت على حجر أبو حاتم بطبرستان مكتوب:
العيش لونان: فحلو ومر والدهر نصفان: فريف وضر
والنطق جزآن: فبعر ودر والناس اثنان: فنذل، وحر
يومك يومان: فخير وشر نهار يزول، وليل يكر
وكذاك الزمان على من مضى وكل السنين على ذا تمر
وأنشدني الأبرش:
إنما الدنيا نهار ضوؤها ضوء معار
بينما غصنك غض ناعم فيه اخضرار [ ص: 280 ]
إذ رماه زمانه فإذا فيه اصفرار
وكذلك الليل يأتي ثم يمحوه النهار
وأنشدني ابن زنجي البغدادي:
يا لائم الدهر إذا ما نبا لا تلم الدهر على غدره
الدهر مأمور له آمر ينصرف الدهر إلى أمره
كم كافر بالله أمواله تزداد أضعافا على كفره
ومؤمن ليس له درهم يزداد إيمانا على فقره
لا خير فيمن لم يكن عاقلا يبسط رجليه على قدره
وأنشدني الكريزي:
ما الدهر إلا ليلة ويوم والعيش إلا يقظة ونوم
يعيش قوم، ويموت قوم والدهر قاض، ما عليه لوم