( الثاني في ) قدر لبثه في الأرض وكيفية النجاة منه
أما قدر لبثه في الأرض فتقدم في خبر النواس بن سمعان عند مسلم والترمذي . وفي رواية عند الإمام أنه يمكث أربعين يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم أحمد ومسلم من حديث رضي الله عنهما مرفوعا " ابن عمر عيسى ابن مريم عليه السلام كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيطلبه فيهلكه " . يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين فيبعث الله
وفي حديث أبي أمامة رضي الله عنه عند ابن ماجه وابن خزيمة والحاكم والضياء " المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي " . إن أيامه أربعون سنة كنصف السنة والسنة كالشهر والسنة كالجمعة وآخر أيامه كالشررة ، يصبح أحدكم على باب
وقد اختلف العلماء في تأويل هذا الحديث فمنهم من قال هو كناية عن اشتغال الناس بأنفسهم من الفتن حتى لا يدروا كيف يمضي النهار فيكون مضي النهار عندهم كمضي الساعة والشهر كاليوم ، والسنة كالشهر . ومنهم من قال بل هو على ظاهره فقد ورد من حديث أنس رضي الله عنه عند الإمام أحمد في أشراط الساعة والترمذي . حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار
وذكر بعض العلماء أن الصلاة تقدر في هذه الأيام أيضا على قياس ما مر . واختلف الجواب عن اختلاف الحديثين فمنهم من مال إلى الترجيح فعلى هذا حديث النواس بن سمعان رواه الإمام أحمد في المسند ومسلم في صحيحه في سننه فهو أقوى لأنه أصح وإن كان الثاني أيضا صحيحا فيقدم عليه ، ومنهم من مال إلى الجمع وطريقه أن أيامه أربعون سنة وتسمى السنين أياما مجازا كما يقال أيام والترمذي ابن الزبير وأيام أمير المؤمنين وأيام عمر بن الخطاب بني أمية ، ثم إن أول أيام السنة الأولى كسنة وثانيها كشهر وثالثها كجمعة وباقي أيامه [ ص: 106 ] كأيامنا ثم تتناقص أيام السنة الثانية حتى تكون السنة كنصف سنة وهكذا إلى أن تكون السنة كشهر والشهر كجمعة والجمعة كيوم حتى يكون آخر أيامه بحيث يصبح أحدهم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي فتكون السنة الأولى مشتملة على مقدار سنين من سنينا وسنوه الأخيرة مقدار سنة من سنينا .
ويقرب هذا الجمع رواية الحاكم ونعيم عن رضي الله عنه مرفوعا ابن مسعود أنه يقول - يعني الدجال - أنا رب العالمين وهذه الشمس تجري بإذني أفتريدون أن أحبسها فيحبس الشمس حتى يجعل اليوم كالشهر وكالجمعة ، ويقول أتريدون أن أسيرها فيجعل اليوم كالساعة الحديث .
وأما كيفية النجاة منه فمعلوم أنه مخلوق يأكل الطعام ويشرب الشراب ثم إنه لخسته وعجزه أعور وهو جسم مرئي وهذه كلها لا تجوز على الباري ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " " وفي رواية من آخر الكهف رواه من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال مسلم في صحيحه عن رضي الله عنه مرفوعا . أبي الدرداء
وورد عن أبي أمامة مرفوعا . رواه من لقيه منكم فليتفل في وجهه . الطبراني
وروى الترمذي من حديث رضي الله عنه مرفوعا " أبي الدرداء " قال من حفظ ثلاث آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال الترمذي حديث حسن صحيح .
ومما ينبغي للمؤمن أن يكثر من ذكر الله تعالى من التهليل والتسبيح والتكبير فإنه قوته .