( تنبيهان )
( الأول ) ذكر القرطبي في تذكرته أن أربع : حشران في الدنيا وحشران في الآخرة ، فاللذان في الدنيا المذكور في سورة الحشر وهو حشر الحشر اليهود إلى الشام قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : اخرجوا قالوا إلى أين قال إلى أرض المحشر . ثم أجلى آخرهم رضي الله عنه من عمر بن الخطاب جزيرة العرب .
والحشر الثاني المذكور في أشراط الساعة ، نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب كما في حديث أنس ، ، وفي حديث وعبد الله بن سلام ابن عمرو رضي الله عنهم في الحاكم مرفوعا " تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ويكون لها ما سقط منهم وتخلف وتسوقهم سوق الجمل تبعث على أهل المشرق نار فتحشرهم إلى المغرب " قال الحافظ ابن حجر وكونها تخرج من قعر عدن لا ينافي حشرها الناس من المشرق إلى المغرب لأن ابتداء خروجها من عدن فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها ، والمراد تعميم الحشر لا خصوص المشرق والمغرب ، أو أنها بعد الانتشار أول ما تحشر أهل المشرق .
قال القرطبي : وأما اللذان في الآخرة فحشر الأموات [ ص: 155 ] من قبورهم بعد البعث جميعا قال تعالى ( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) وحشرهم إلى الجنة والنار .
وقال الحافظ ابن حجر عن الأول المذكور في أول سورة الحشر ليس حشرا مستقلا لأنه إنما وقع لفرقة مستقلة مخصوصة وهذا وقع كثيرا كما وقع لبني أمية حين أخرجهم عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما من المدينة إلى جهة الشام . والجواب عن ذلك بأن المراد ما سمي حشرا على لسان الشارع وقد سمى الله ذلك حشرا .