الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( تنبيهات ( ( الأول ) ظاهر كلام علمائنا أن أفضل الصحابة بعد العشرة أهل بدر من المهاجرين ، ثم الأنصار على قدر الهجرة أولا فأولا ، ثم سائر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولهم رتب ، وهذا الذي قدمه ابن حمدان في نهاية المبتدئين ، ثم ذكر أن أمة محمد خير الأمم ، وأفضلهم القرن الذي صحبوه وشاهدوه وآمنوا به وصدقوه ونصروه ، وأفضل القرن الذي صحبوه أربع عشرة مائة الذين بايعوا بيعة الرضوان ، وأفضلهم أهل بدر الذين نصروه ، وأفضلهم أربعون في الدار كنفوه - يعني السابقين الأولين - ، وأفضلهم عشرة عزروه ووقروه ، وشهد لهم بالجنة ومات وهو عنهم راض ، وأفضل هؤلاء العشرة الخلفاء الأربعة ، وأفضلهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وهذا [ ص: 372 ] موافق لما حررنا من تقديم أهل البيعة على أهل غزوة أحد ، فالتحقيق أن أهل بيعة الرضوان يلون أهل بدر في الأفضلية ، لما قدمنا من النصوص ، ولأن الله تعالى قال في أهل بيعة الرضوان : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) ، وقال في أهل غزوة أحد : ( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم ) ، وفي الآية الأخرى : ( ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم ) فوصفهم في الموضعين بالعفو ، ووصف أهل البيعة بالرضى ، وهو أعلى وأسنى وأفضل من العفو ، وهذا ظاهر ، والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية