( ( هدية مني لأرباب السلف مجانبا للخوض من أهل الخلف ) )
( ( خذها هديت واقتفي نظامي تفز بما أملت والسلام ) )
( ( و ) ) تظفر أيضا بـ ( ( السلام ) ) أي الأمان من التخليط الجدلي والتخبيط الكلامي ، وما ينشأ عن ذلك من حزازات الصدور ووساويس الأفكار وتصعب الأمور ، ومعنى السلامة لغة الأمان ، قال العلماء : ، فمعنى السلام عليك اسم الله عليك وسلم الله عليك . وقال السلام من أسماء الله تعالى العلامة أبو بكر بن أبي داود في التحفة في معنى اسمه تعالى السلام : قيل معناه ذو السلامة من كل عيب ونقيصة ، فيكون من أسماء التنزيه ، وقيل : مالك تسليم العباد من المهالك فيرجع إلى القدرة ، ذو السلام على المؤمنين في الجنان فيرجع إلى الكلام الأزلي ، قال تعالى : ( سلام قولا من رب رحيم ) ، قال : وحظ العبد من هذا الاسم أن يسلم من الغش والحقد والحسد ومن كل رذيلة .
وهذا آخر ما قصدت إيراده في منظومتي المسماة بالدرة المضية في عقد أهل الفرقة المرضية ، وأنا أتوسل إليه تعالى بلسان الافتقار ، وأتذلل إليه بجنان الذل والاحتقار ، وأتضرع بجوارح العجز والانكسار ، وأتشفع بحرمة النبي المختار ، وآله الأطهار ، وأصحابه الأخيار ، وأصهاره الأبرار ، وسائر المهاجرين والأنصار ، وبجميع الأنبياء والمرسلين ، وبالملائكة المقربين ، وبالعلماء العاملين ، وأهل المعرفة والمتقين أن يجعل هذا الشرح خالصا لوجهه الكريم ، وسببا في الفوز لديه في جنات النعيم ، وأن ينظر إلي وإلى من كتبه وقرأه وأقرأه بعين العناية ، وأن يحفظني وأهل بيتي وإخواني من كل ضلالة وغواية ، وأن ينفع به من كتبه وقرأه وفهمه ووعاه ، إنه جواد كريم ، رءوف رحيم ، وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين ، وآله وصحبه وأمته الغر المحجلين ، وكافة من دعا لنا بخير يا رب العالمين .
[ ص: 470 ] خاتمة الطبع
قد تم بحمد الله تعالى طبع الجزء الثاني من كتاب لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرر المضية في عقد الفرقة المرضية ، كلاهما للشيخ العلامة محمد بن أحمد السفاريني وبتمامه تم الكتاب والحمد له رب العالمين .