الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      معلومات الكتاب

      معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

      الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

      صفحة جزء
      المذهب السابع مذهب ( السالمية ) ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة ، وأهل الحديث أنه صفة قديمة قائمة بذات الرب - تعالى - لم يزل ولا يزال ، لا يتعلق بقدرته ومشيئته ، ومع ذلك هو حروف وأصوات ، وسور وآيات ، سمعه جبريل منه ، وسمعه موسى بلا واسطة ، ويسمعه - سبحانه - من يشاء ، وإسماعه نوعان : بواسطة ، وبلا واسطة ، ومع ذلك فحروفه وكلماته لا يسبق بعضها بعضا ، بل هي مقترنة الباء مع السين مع الميم في آن واحد ، ثم لم تكن معدومة في وقت من الأوقات ، ولا تعدم بل لم تزل قائمة بذاته - سبحانه - قيام صفة الحياة والسمع والبصر ، وجمهور العقلاء قالوا : إن تصور هذا المذهب كاف في الجزم ببطلانه ، والبراهين العقلية ، والأدلة القطعية شاهدة ببطلان هذه المذاهب كلها ، وأنها مخالفة لصريح العقل والنقل ، والعجب أنها هي الدائرة بين فضلاء العالم ، لا يكادون يعرفون غيرها .

      ثم ذكر - رحمه الله تعالى - قول أتباع الرسل ، وأطال على ذلك ، ثم مسألة تكلم العباد بالقرآن ، وساق فيه كثيرا من كلام البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه ، وفي كتاب خلق أفعال العباد ; لأنه من أحسن الأئمة توضيحا وتفصيلا في هذه المسألة ، لما جرى عليه من المحنة في شأنها ، ثم ذكر الكلام على حروف المعجم ، وساق فيه أقوال الأئمة ، ثم ذكر اللفظية في أثناء ذلك والواقفة ، ثم ذكر فصلا في الكتابة له في الرق وغيره ، ثم فصلا في السماع ، ثم فصلا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في أول من أظهر إنكار أن الله - سبحانه - يتكلم بصوت في أثناء المئة الثالثة ابن كلاب ، وأنكر عليه ذلك أئمة الحديث كأحمد والبخاري وغيرهما ، وفي غضون هذه الفصول أبحاث نفيسة لا يستغنى عنها فلتراجع منه .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية