المذهب السابع السالمية ) ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة ، وأهل الحديث أنه صفة قديمة قائمة بذات الرب - تعالى - لم يزل ولا يزال ، لا يتعلق بقدرته ومشيئته ، ومع ذلك هو حروف وأصوات ، وسور وآيات ، سمعه مذهب ( جبريل منه ، وسمعه موسى بلا واسطة ، ويسمعه - سبحانه - من يشاء ، وإسماعه نوعان : بواسطة ، وبلا واسطة ، ومع ذلك فحروفه وكلماته لا يسبق بعضها بعضا ، بل هي مقترنة الباء مع السين مع الميم في آن واحد ، ثم لم تكن معدومة في وقت من الأوقات ، ولا تعدم بل لم تزل قائمة بذاته - سبحانه - قيام صفة الحياة والسمع والبصر ، وجمهور العقلاء قالوا : إن تصور هذا المذهب كاف في الجزم ببطلانه ، والبراهين العقلية ، والأدلة القطعية شاهدة ببطلان هذه المذاهب كلها ، وأنها مخالفة لصريح العقل والنقل ، والعجب أنها هي الدائرة بين فضلاء العالم ، لا يكادون يعرفون غيرها .
ثم ذكر - رحمه الله تعالى - قول أتباع الرسل ، وأطال على ذلك ، ثم مسألة تكلم العباد بالقرآن ، وساق فيه كثيرا من كلام - رحمه الله تعالى - في صحيحه ، وفي كتاب خلق أفعال العباد ; لأنه من أحسن الأئمة توضيحا وتفصيلا في هذه المسألة ، لما جرى عليه من المحنة في شأنها ، ثم ذكر الكلام على حروف المعجم ، وساق فيه أقوال الأئمة ، ثم ذكر اللفظية في أثناء ذلك والواقفة ، ثم ذكر فصلا في الكتابة له في الرق وغيره ، ثم فصلا في السماع ، ثم فصلا من كلام البخاري شيخ الإسلام ابن تيمية في أول من أظهر إنكار أن الله - سبحانه - يتكلم بصوت في أثناء المئة الثالثة ابن كلاب ، وأنكر عليه ذلك أئمة الحديث كأحمد وغيرهما ، وفي غضون هذه الفصول أبحاث نفيسة لا يستغنى عنها فلتراجع منه . والبخاري