( فصل : وقد دخل فيما ذكرناه من الإيمان بالله الإيمان بما أخبر الله به في كتابه ، وتواتر عن رسوله ، وأجمع عليه سلف [ ص: 227 ] الأمة ؛ من ، يعلم ما هم عاملون ؛ كما جمع بين ذلك في قوله : أنه سبحانه فوق سماواته ، على عرشه ، علي على خلقه ، وهو سبحانه معهم أينما كانوا هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير .
وليس معنى قوله : ( وهو معكم ) أنه مختلط بالخلق ؛ فإن هذا لا توجبه ، اللغة ، بل ، وهو موضوع في السماء ، وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان . القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته
وهو سبحانه فوق عرشه ، رقيب على خلقه ، مهيمن عليهم ، مطلع عليهم . . إلى غير ذلك من معاني ربوبيته .
[ ص: 228 ] وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرش وأنه معنا حق على حقيقته ، لا يحتاج إلى تحريف ، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة ؛ مثل أن يظن أن ظاهر قوله : ( في السماء ) ؛ أن السماء تظله أو تقله ، وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان ؛ فإن الله قد وسع كرسيه السماوات والأرض ، وهو يمسك السماوات والأرض أن تزولا ، ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ) .