الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ش هذه الأمور الستة هي nindex.php?page=treesubj&link=28653_28733_28737_28745_28759_28774أركان الإيمان ، فلا يتم إيمان أحد إلا إذا آمن بها جميعا على الوجه الصحيح الذي دل عليه الكتاب والسنة ، فمن جحد شيئا منها أو آمن به على غير هذا الوجه فقد كفر .
وقد ذكرت كلها في حديث جبريل المشهور حين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة أعرابي يسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان ، فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=891537أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وتؤمن بالبعث بعد الموت ، وبالقدر خيره وشره حلوه ومره من الله تعالى .
[ ص: 95 ] والملائكة : جمع ملك ، وأصله مألك ، من الألوكة ، وهي الرسالة ، nindex.php?page=treesubj&link=28734وهم نوع من خلق الله عز وجل ، أسكنهم سماواته ، ووكلهم بشئون خلقه ، ووصفهم في كتابه بأنهم nindex.php?page=treesubj&link=29737لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، وأنهم nindex.php?page=treesubj&link=29728_29747يسبحون له بالليل والنهار لا يفترون .
فيجب علينا الإيمان بما ورد في حقهم من صفات وأعمال في الكتاب والسنة ، والإمساك عما وراء ذلك ، فإن هذا من شئون الغيب التي لا نعلم منها إلا ما علمنا الله ورسوله .
والكتب : جمع كتاب ، وهو من الكتب ، بمعنى : الجمع والضم ، والمراد بها الكتب المنزلة من السماء على الرسل عليهم الصلاة والسلام .
والمعلوم لنا منها : صحف إبراهيم ، والتوراة التي أنزلت على موسى في الألواح ، والإنجيل الذي أنزل على عيسى ، والزبور الذي أنزل على داود ، والقرآن الكريم الذي هو آخرها نزولا ، وهو المصدق لها ، والمهيمن عليها ، وما عداها يجب الإيمان به إجمالا .
والرسل : جمع رسول ، وقد تقدم أنه من أوحى الله إليه بشرع وأمره بتبليغه .
nindex.php?page=treesubj&link=30172وعلينا أن نؤمن تفصيلا بمن سمى الله في كتابه منهم ، وهم خمسة وعشرون ، ذكرهم الشاعر في قوله :
[ ص: 96 ]
في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقى سبعة وهم إدريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا
nindex.php?page=treesubj&link=28746ويجب الإيمان بأنهم بلغوا جميع ما أرسلوا به على ما أمرهم الله عز وجل ، وبينوه بيانا لا يسع أحدا ممن أرسلوا إليه جهله ، وأنهم nindex.php?page=treesubj&link=28751معصومون من الكذب والخيانة ، والكتمان والبلادة ، وأن أفضلهم nindex.php?page=treesubj&link=31804أولو العزم ، والمشهور أنهم : محمد ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ونوح ؛ لأنهم ذكروا معا في قوله تعالى : [ ص: 97 ] nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=7وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم .
و ( البعث ) في الأصل : الإثارة والتحريك ، والمراد به في لسان الشرع : إخراج الموتى من قبورهم أحياء يوم القيامة ؛ لفصل القضاء بينهم ، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .
nindex.php?page=treesubj&link=30336ويجب الإيمان بالبعث على الصفة التي بينها الله في كتابه ، وهو أنه جمع ما تحلل من أجزاء الأجساد التي كانت في الدنيا ، وإنشاؤها خلقا جديدا ، وإعادة الحياة إليها .
ومنكر البعث الجسماني كالفلاسفة والنصارى كافر ، وأما من أقر به ولكنه زعم أن الله يبعث الأرواح في أجسام غير الأجسام التي كانت في الدنيا ؛ فهو مبتدع وفاسق .
nindex.php?page=treesubj&link=28775وأما ( القدر ) ؛ فهو في الأصل ، مصدر تقول : قدرت الشيء - بفتح الدال وتخفيفها - أقدره - بكسرها - قدرا وقدرا ؛ إذا أحطت بمقداره .
nindex.php?page=treesubj&link=28775والمراد به في لسان الشرع أن الله عز وجل علم مقادير الأشياء وأزمانها أزلا ، ثم أوجدها بقدرته ومشيئته على وفق ما علمه منها ، وأنه [ ص: 98 ] كتبها في اللوح قبل إحداثها ؛ كما في الحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=891538أول ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب ، قال : وما أكتب ؟ قال : اكتب كل ما هو كائن .