( أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ) : الإمام في الفقه والتفسير والحديث والتاريخ واللغة والنحو والقرآن . قال في كتاب صريح السنة : وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى فمن تجاوز إلى غير ذلك فقد خاب وخسر وقال في تفسيره الكبير في قوله تعالى : ( قول الإمام ثم استوى على العرش ) قال : علا وارتفع وقال في قوله تعالى : ( ثم استوى إلى السماء ) . عن أنه يعني : ارتفع ، وقال في قوله تعالى : ( الربيع بن أنس عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) قال يجلسه معه على العرش ، وقال في قوله عز وجل : ( وقال فرعون ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا ) [ ص: 195 ] يقول : وإني لأظن موسى كاذبا فيما يقول ويدعي أن له ربا في السماء أرسله إلينا . وقال في كتاب التبصير في معالم الدين : له القول فيما أدرك علمه من الصفات خبرا وذلك نحو إخباره أنه سميع بصير ، وأن له يدين بقوله : ( بل يداه مبسوطتان ) وأن له وجها بقوله تعالى : ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وأن له قدما بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : حتى يضع رب العزة فيها قدمه ، وأنه يضحك لقوله لقي الله وهو يضحك إليه . وأنه يهبط إلى سماء الدنيا لخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك . وأن له أصبعا ، بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فإن هذه المعاني التي وصفت ونظائرها مما وصف الله بها نفسه ورسوله مما لا يثبت حقيقة علمه بالفكر والروية لا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهائها إليه ، ذكر هذا الكلام عنه ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن أبو يعلى في كتاب إبطال التأويل ، قال الخطيب : كان [ ص: 196 ] أحد العلماء يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه ، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره ، وكان عارفا بالقرآن بصيرا بالمعاني ، فقيها في أحكام القرآن ، عالما بالسنن وطرقها وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها ، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين في الأحكام ومسائل الحلال والحرام ، قال ابن جرير : لو سافر رجل إلى أبو حامد الإسفراييني الصين حتى يحصل له كتاب تفسير لم يكن كثيرا ، وقال محمد بن جرير ما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن خزيمة ، وقال محمد بن جرير الخطيب : سمعت علي بن عبد الله اللغوي يحكي أن مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة ، قلت : وكان له مذهب مستقل وله أصحاب عدة منهم : محمد بن جرير أبو الفرج المعافا بن زكريا . ومن أراد معرفة أقوال الصحابة والتابعين في هذا الباب فليطالع ما قاله عنهم في تفسير قوله تعالى : ( فلما تجلى ربه للجبل ) وقوله : ( تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن ) وقوله : ( ثم استوى على العرش ) ليتبين له أي الفريقين أولى بالله ورسوله الجهمية المعطلة أو أهل السنة والإثبات ، والله المستعان .