الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طغم

                                                          طغم : الطغام والطغامة : أرذال الطير والسباع ، الواحدة طغامة للذكر والأنثى ، مثل نعامة ونعام ، ولا ينطق منه بفعل ، ولا يعرف له اشتقاق ، وهما أيضا أرذال الناس وأوغادهم ، وأنشد أبو العباس :


                                                          إذا كان اللبيب كذا جهولا فما فضل اللبيب على الطغام



                                                          الواحد والجمع في ذلك سواء . ويقال : هذا طغامة من الطغام ; الواحد والجمع سواء ، قال الشاعر :


                                                          وكنت إذا هممت بفعل أمر     يخالفني الطغامة والطغام



                                                          قال الأزهري : وسمعت العرب تقول للرجل الأحمق طغامة ودغامة ، والجمع الطغام . وقول علي - رضي الله عنه - لأهل العراق : يا طغام الأحلام ، إنما هو من باب إشفى المرفق ، وذلك أن الطغام لما كان ضعيفا ، استجاز أن يصفهم به ; كأنه قال : يا ضعاف الأحلام ، ويا طاشة الأحلام ، معناه من لا عقل له ولا معرفة ، وقيل : هم أوغاد الناس وأرذالهم ، ومثله كثير ، أنشد أبو علي :


                                                          مئبرة العرقوب إشفى المرفق



                                                          لما كان الإشفى دقيقا حادا استجاز أن يصفها به ; كأنه قال : دقيقة المرفق ، أو حادة المرفق ، وكذلك كل جوهر فيه معنى الفعل يجوز فيه مثل هذا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية