فالأول الربدة ، وهو لون يخالط سواده كدرة غير حسنة . والنعامة ربداء . ويقال للرجل إذا غضب حتى يتغير لونه ويكلف : قد تربد . وشاة ربداء ، وهي سوداء منقطة بحمرة وبياض . والأربد : ضرب من الحيات خبيث ، له ربدة في لونه . وربدت الشاة ، وذلك إذا أضرعت ، فترى في ضرعها لمع سواد وبياض . ومن الباب قولهم : السماء متربدة ، أي متغيمة . فأما ربد السيف فهو فرند ديباجته ، وهي هذلية . قال :
وصارم أخلصت خشيبته أبيض مهو في متنه ربد
ويمكن رده إلى الأصل الذي ذكرناه . فيقال :وأما الأصل الآخر فالمربد : موقف الإبل; واشتقاقه من ربد ، أي أقام . قال : ربده ، إذا حبسه . والمربد : البيدر أيضا . وناس يقولون : إن [ ص: 476 ] المربد الخشبة أو العصا توضع في باب الحظيرة تعترض صدور الإبل فتمنعها من الخروج . كذا رويت عن ابن الأعرابي أبي زيد . وأحسب هذا غلطا ، وإنما المربد محبس النعم . والخشبة هي عصا المربد . ألا ترى أن الشاعر أضافها إلى المربد ، فقال سويد بن كراع :
عواصي إلا ما جعلت وراءها عصا مربد تغشى نحورا وأذرعا