أما قوله : ( ألم تر ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : اعلم أن الرؤية قد تجيء بمعنى رؤية البصيرة والقلب ، وذلك راجع إلى العلم ، كقوله : ( وأرنا مناسكنا ) [ البقرة : 128 ] معناه : علمنا ، وقال : ( لتحكم بين الناس بما أراك الله ) [ النساء : 105 ] أي : علمك ، ثم إن هذا اللفظ قد يستعمل فيما تقدم للمخاطب العلم به ، وفيما لا يكون كذلك ، فقد يقول الرجل لغيره يريد تعريفه ابتداء : ألم تر إلى ما جرى على فلان ، فيكون هذا ابتداء تعريف ، فعلى هذا يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف هذه القصة إلا بهذه الآية ، ويجوز أن نقول : كان العلم بها سابقا على نزول هذه [ ص: 138 ] الآية ، ثم إن الله تعالى أنزل هذه الآية على وفق ذلك العلم .