فرع : اعلم أن صاحب المهذب أكثر من ذكر لكنه لا ينصفه فيقول : قال أبي ثور ، كذا وهو خطأ ، والتزم هذه العبارة في أقواله ، وربما كان قول أبو ثور أقوى دليلا من المذهب في كثير من المسائل . أبي ثور
وأفرط المصنف في استعمال هذه العبارة حتى في عبد الله بن مسعود الصحابي رضي الله عنه الذي محله في الفقه وأنواع العلم معروف قل من يساويه فيه من الصحابة فضلا عن غيرهم ، لا سيما الفرائض فحكى عنه في باب الجد والإخوة مذهبه في المسألة المعروفة بمربعة ثم قال : وهذا خطأ . ولا يستعمل ابن مسعود المصنف هذه العبارة غالبا في آحاد أصحابنا أصحاب الوجوه الذين لا يقاربون ، وربما كانت أوجههم ضعيفة ، بل واهية . وقد أجمع نقلة العلم على جلالة أبا ثور ، وإمامته ، وبراعته في الحديث والفقه ، وحسن مصنفاته فيهما ، مع الجلالة والإتقان ، وأحواله مبسوطة في تهذيب الأسماء ، وفي الطبقات - رحمه الله - . فهذا آخر ما تيسر من المقدمات ، ولولا خوف إملال مطالعه لذكرت فيه مجلدات ، من النفائس المهمة والفوائد المستجادات ، لكنها تأتي إن شاء الله تعالى مفرقة في مواطنها من الأبواب . أبي ثور
وأرجو الله النفع بكل ما ذكرته وما سأذكر إن شاء لي ولوالدي ومشايخي وسائر أحبائي والمسلمين أجمعين ، إنه الواسع الوهاب . وهذا حين أشرع في شرح أصل المصنف - رحمه الله - .