nindex.php?page=treesubj&link=30351_30364_30431_30437_30443_30531_30539_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27والذين كسبوا السيئات أي الشرك والمعاصي وهو مبتدأ بتقدير المضاف خبره قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27جزاء سيئة بمثلها والباء متعلقة بجزاء وهو مصدر المبني للمفعول لا اسم للعوض كما في بعض الأوجه الآتية
[ ص: 104 ] على ما قيل أي جزاء الذين كسبوا السيئات أن تجازى سيئة واحدة بسيئة مثلها على معنى عدم الزيادة بمقتضى العدل وإلا فلا مانع عن العفو بمقتضى الكرم لكن ذلك في غير الشرك ويجوز أن يكون جزاء سيئة بمثلها جملة من مبتدأ وخبر هي خبر المبتدأ وحينئذ لا حاجة إلى تقدير المضاف لكن العائد محذوف أي جزاء سيئة منهم بمثلها على حد السمن منوان بدرهم
وأجاز
أبو الفتح أن يكون جزاء مبتدأ محذوف الخبر أي لهم جزاء سيئة بمثلها وحذف لهم لقرينة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=26للذين أحسنوا والجملة خبر (الذين كسبوا) وحينئذ لا حاجة إلى تقدير عائد كما لا حاجة إلى تقدير مضاف وجوز غير واحد أن يكون (الذين) عطفا على الذين المجرور الذي هو مع جاره خبر وجزاء سيئة معطوف على الحسنى الذي هو المبتدأ وفي ذلك العطف على معمولي عاملين مختلفين وفيه مذاهب المنع مطلقا وهو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه والجواز مطلقا وهو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء والتفصيل بين أن يتقدم المجرور نحو في الدار زيد والحجرة عمرو فيجوز أو لا فيمتنع والمانعون يحملون نحو هذا المثال على إضمار الجار ويجعلونه مطردا كقوله:
أكل امرئ تحسبين امرأ ونار توقد بالليل نارا
وقيل: هو مبتدأ والخبر جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27ما لهم من الله من عاصم أو
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27كأنما أغشيت أو
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27أولئك أصحاب النار وما في البين اعتراض وفي تعدد الاعتراض خلاف بين النحويين و
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27جزاء سيئة حينئذ مبتدأ و
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27بمثلها متعلق به والخبر محذوف أي واقع أو (بمثلها) هو الخبر على أن الباء زائدة أو الجار والمجرور في موضع الخبر على أن الباء غير زائدة والأولى تقدير المتعلق خاصا كمقدر ويصح تقديره عاما والقول بأنه لا معنى له حاصل وهم ظاهر وأيا ما كان لا دلالة في الآية على أن الزيادة هي الفضل دون الرؤية وقد علمت أن تفسيرها بذلك هو المأثور عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وجملة من السلف الصالح فلا ينبغي العدول عنه لما يتراءى منه خلافه لا سيما وقد أتى
الإمام وغيره بدلائل جمة على أن المراد بها ذلك ولم يؤت بالآيتين على أسلوب واحد لمراعاة ما بين الفريقين من كمال التنائي والتباين وإيراد الكسب للإيذان بأن ذلك إنما هو بسوء صنيعهم وجنايتهم على أنفسهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27وترهقهم ذلة أي هوان عظيم فالتنوين هنا للتفخيم على عكس التنوين فيما قبل كما أشرنا إليه وفي إسناد الرهق إلى أنفسهم دون وجوههم إيذان بأنها محيطة بهم غاشية لهم
وقرئ (يرهقهم) بالياء التحتانية لكون الفاعل ظاهرا وتأنيثه غير حقيقي وقيل: التذكير باعتبار أن المراد من الذلة سببها مجازا ولا يحتاج إليه كما لا يخفى لأن التذكير في مجازي التأنيث لا سيما المفصول كثير جدا
والواو على ما قال غير واحد للعطف وما بعده معطوف على
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27كسبوا وضعفه
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء بأن المستقبل لا يعطف على الماضي وأجيب بالمنع وفي العطف ههنا ما لا يخفى من المبالغة حيث أخرج نسبة الرهق إليهم يوم القيامة مخرج المعلوم حيث جعل ذلك بواسطة العطف صلة الموصول وقيل: إنه عطف على ما قبله بحسب المعنى كأنه قيل: والذين كسبوا السيئات تجازى سيئتهم بمثلها وترهقهم ذلة ولعله أولى من الأول وأما جعل الواو حالية والجملة في موضع الحال من ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27كسبوا فلا يخفى حاله
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27ما لهم من الله من عاصم أي ما لهم أحد يعصمهم ويمنعهم من سخط الله تعالى وعذابه فمن الأولى متعلقة بعاصم والكلام على حذف مضاف و (من) الثانية زائدة لتعميم النفي أو ما لهم من جهته وعنده تعالى من يعصمهم كما يكون للمؤمنين فمن الأولى متعلقة بمحذوف وقع
[ ص: 105 ] حالا من (عاصم) وقيل متعلقة بالاستقرار المفهوم من الظرف وليس في الكلام مضاف محذوف و (من) الثانية على حالها والجملة مستأنفة أو حال من ضمير (ترهقهم) وفي نفي العاصم من المبالغة في نفي العصمة ما لا يخفى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل أي كأنما ألبست ذلك لفرط سوادها وظلمتها والجار والمجرور صفة قطعا وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27مظلما حال من (الليل) والعامل فيه متعلق الجار والمجرور فعلا كان أو اسما
وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء كونه حالا من (قطعا) أو صفة له وكان الواجب الجمع لأن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27قطعا جمع قطعة إلا أنه أفردت حاله أو صفته لتأويل ذلك بكثير ولا يخفى أنه تكلف مستغنى عنه والظاهر أن (من) للتبعيض وقال بعض المحققين: لليل معنيان زمان تخفى فيه الشمس قليلا أو كثيرا كما يقال: دخل الليل والآن ليل وما بين غروب الشمس إلى طلوعها أو قربها من الطلوع فمن إما تبعيضية على الأول وبيانية على الثاني وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن يكون العامل في الحال
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27أغشيت من قبل أن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27من الليل صفة لقطعا فكان إفضاؤه إلى الموصوف كإفضائه إلى الصفة قال صاحب التقريب: وفيه نظر لأن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27من الليل ليس صلة أغشيت حتى يكون عاملا في المجرور بل التقدير أنه صفة فيكون العامل فيه الاستقرار وأيضا الصفة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27من الليل وذو الحال هو - الليل - فلا يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27أغشيت عاملا في ذي الحال مع أنه المقصود وقد يقال: إن (من) للتبيين والتقدير كائنة من الليل فأغشيت عامل في الصفة وهي كائنة فكأنه عامل في (الليل) وهو مبني على أن العامل في العامل في الشيء عامل فيه وهو فاسد فالوجه أن يقال: إن (من) للتبعيض أي بعض الليل ويكون بدلا من (قطعا) ويجعل (مظلما) حالا من البعض لا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27من الليل فيكون العامل في ذي الحال (أغشيت) ولا يخفى أنه وجه أغشى قطعا من ليل التكلف والتعسف مظلما . وأجاب الإمام
أمين الدين بأن نسبة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27أغشيت إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27قطعا إنما هي باعتبار ذاتها المبهمة المفسرة بالليل لا باعتبار مفهوم القطع في نفسها وإنما ذكرت لبيان مقدار ما أغشيت به وجوههم وهو الليل مظلما فإفضاء الفعل إلى (قطعا) باعتبار ما لا يتم معناها المراد إلا به كإفضاء الفعل إليه كما إذا قيل: اشتريت أرطالا من الزيت صافيا فإن المشترى فيه الزيت والأرطال مبنية لمقدار ما اشترى صافيا فالعامل في الحال إنما هو العامل اللفظي ولا يلاحظ معنى الفعل في الجار والمجرور من جهة العمل لغلبة العامل اللفظي عليه بالظهور ولا يخفى ما فيه وقال في الكشف: إن
الزمخشري ذهب إلى أن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27أغشيت له اتصال بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27من الليل من قبل أن الصفة والموصوف متحدان لا سيما والقطع بعض الليل فجاز أن يكون عاملا في الصفة بذلك الاعتبار وكأنه قيل أغشيت الليل مظلما وهذا كما جوز في نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=47ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا أن يكون حالا من الضمير باعتبار اتحاده بالمضاف وكأنه قيل: ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا وكما جوز في
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=135ملة إبراهيم حنيفا لأن الملة كالجزء كأنه قيل: اتبعوا
إبراهيم حنيفا وهذا الذي ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وهو سر هذا الموضع لا ما طوله كثيرون لا سيما حمل (من) على التجريد فإنه مع أن المعنى على التبعيض لا البيان وليس كل بيان تجريدا لا يتم مقصوده انتهى
وقد عرض في ذلك بشيخه العلامة
الطيبي فإنه عليه الرحمة قد تكلف ما تكلف والإنصاف أن ما جوزه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري هنا مما لا ينبغي والسعي في إصلاحه مع وجود الوجه الواضح الذي لا ترهقه قترة يقرب من أن يكون عبثا وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب وسهل (قطعا) بسكون الطاء وهو اسم مفرد معناه طائفة من الليل أو ظلمة آخره أو اسم جنس لقطعة وأنشدوا
[ ص: 106 ] افتحي الباب وانظري في النجوم كم علينا من قطع ليل بهيم
وعلى هذا يجوز أن يكون (مظلما) صفة له أو حالا منه بلا تكلف تأويل وقرئ (كأنما يغشى وجوههم قطع من الليل مظلم) والكلام فيه ظاهر والجملة كالتي قبلها مستأنفة أو حال من ضمير (ترهقهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=26أولئك أي الموصوفون بما ذكر من الصفات الذميمة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27أصحاب النار هم فيها خالدون 27 لا يخرجون منها أبدا واحتجت الوعيدية بهذه الآية على قولهم الفاسد بخلود أهل الكبائر وأجيب بأن السيئات شاملة للكفر وسائر المعاصي وقد قامت الأدلة على أنه لا خلود لأصحاب المعاصي فخصصت الآية بمن عداهم وأيضا قد يقال إنهم داخلون في الذين أحسنوا بناء على ما أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة أنهم الذين شهدوا أن لا إله إلا الله أي المؤمنون مطلقا فلا يدخلون في القسم الآخر لتنافي الحكمين وقيل: إن أل في السيئات للاستغراق فالمراد من عمل جميع ذلك والقول بخلوده في النار مجمع عليه وليس بذاك
nindex.php?page=treesubj&link=30351_30364_30431_30437_30443_30531_30539_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ أَيِ الشِّرْكَ وَالْمَعَاصِيَ وَهُوَ مُبْتَدَأٌ بِتَقْدِيرِ الْمُضَافِ خَبَرُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَالْبَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِجَزَاءُ وَهُوَ مَصْدَرُ الْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ لَا اسْمٌ لِلْعِوَضِ كَمَا فِي بَعْضِ الْأَوْجُهِ الْآتِيَةِ
[ ص: 104 ] عَلَى مَا قِيلَ أَيْ جَزَاءُ الَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتُ أَنْ تُجَازَى سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ بِسَيِّئَةٍ مِثْلِهَا عَلَى مَعْنَى عَدَمِ الزِّيَادَةِ بِمُقْتَضَى الْعَدْلِ وَإِلَّا فَلَا مَانِعَ عَنِ الْعَفْوِ بِمُقْتَضَى الْكَرَمِ لَكِنَّ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الشِّرْكِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا جُمْلَةً مِنْ مُبْتَدَأٍ وَخَبَرٍ هِيَ خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ وَحِينَئِذٍ لَا حَاجَةَ إِلَى تَقْدِيرِ الْمُضَافِ لَكِنَّ الْعَائِدَ مَحْذُوفٌ أَيْ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ مِنْهُمْ بِمِثْلِهَا عَلَى حَدِّ السَّمْنُ مَنَوَانِ بِدِرْهَمٍ
وَأَجَازَ
أَبُو الْفَتْحِ أَنْ يَكُونَ جَزَاءُ مُبْتَدَأً مَحْذُوفَ الْخَبَرِ أَيْ لَهُمْ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَحَذْفُ لَهُمْ لِقَرِينَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=26لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ (الَّذِينَ كَسَبُوا) وَحِينَئِذٍ لَا حَاجَةَ إِلَى تَقْدِيرِ عَائِدٍ كَمَا لَا حَاجَةَ إِلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ وَجَوَّزَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنْ يَكُونَ (الَّذِينَ) عَطْفًا عَلَى الَّذِينَ الْمَجْرُورِ الَّذِي هُوَ مَعَ جَارِهِ خَبَرٌ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ مَعْطُوفٌ عَلَى الْحُسْنَى الَّذِي هُوَ الْمُبْتَدَأُ وَفِي ذَلِكَ الْعَطْفِ عَلَى مَعْمُولَيْ عَامِلَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ وَفِيهِ مَذَاهِبُ الْمَنْعِ مُطْلَقًا وَهُوَ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَالْجَوَازُ مُطْلَقًا وَهُوَ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءِ وَالتَّفْصِيلُ بَيْنَ أَنْ يَتَقَدَّمَ الْمَجْرُورُ نَحْوُ فِي الدَّارِ زَيْدٌ وَالْحُجْرَةِ عَمْرٌو فَيَجُوزُ أَوْ لَا فَيَمْتَنِعُ وَالْمَانِعُونَ يَحْمِلُونَ نَحْوَ هَذَا الْمِثَالِ عَلَى إِضْمَارِ الْجَارِّ وَيَجْعَلُونَهُ مُطَّرِدًا كَقَوْلِهِ:
أَكُلُّ امْرِئٍ تَحْسَبِينَ امْرَأً وَنَارٌ تُوقَدُ بِاللَّيْلِ نَارًا
وَقِيلَ: هُوَ مُبْتَدَأٌ وَالْخَبَرُ جُمْلَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ عَاصِمٍ أَوْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ أَوْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ وَمَا فِي الْبَيْنِ اعْتِرَاضٌ وَفِي تَعَدُّدِ الِاعْتِرَاضِ خِلَافٌ بَيْنِ النَّحْوِيِّينَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27جَزَاءُ سَيِّئَةٍ حِينَئِذٍ مُبْتَدَأٌ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27بِمِثْلِهَا مُتَعَلِّقٌ بِهِ وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ أَيْ وَاقِعٌ أَوْ (بِمِثْلِهَا) هُوَ الْخَبَرُ عَلَى أَنَّ الْبَاءَ زَائِدَةٌ أَوِ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ فِي مَوْضِعِ الْخَبَرِ عَلَى أَنَّ الْبَاءَ غَيْرُ زَائِدَةٍ وَالْأَوْلَى تَقْدِيرُ الْمُتَعَلِّقِ خَاصًّا كَمُقَدَّرٍ وَيَصِحُّ تَقْدِيرُهُ عَامًّا وَالْقَوْلُ بِأَنَّهُ لَا مَعْنَى لَهُ حَاصِلٌ وَهْمٌ ظَاهِرٌ وَأَيًّا مَا كَانَ لَا دَلَالَةَ فِي الْآيَةِ عَلَى أَنَّ الزِّيَادَةَ هِيَ الْفَضْلُ دُونَ الرُّؤْيَةِ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ تَفْسِيرَهَا بِذَلِكَ هُوَ الْمَأْثُورُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجُمْلَةٍ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ فَلَا يَنْبَغِي الْعُدُولُ عَنْهُ لِمَا يَتَرَاءَى مِنْهُ خِلَافُهُ لَا سِيَّمَا وَقَدْ أَتَى
الْإِمَامُ وَغَيْرُهُ بِدَلَائِلَ جَمَّةٍ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا ذَلِكَ وَلَمْ يُؤْتَ بِالْآيَتَيْنِ عَلَى أُسْلُوبٍ وَاحِدٍ لِمُرَاعَاةِ مَا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ مِنْ كَمَالِ التَّنَائِي وَالتَّبَايُنِ وَإِيرَادِ الْكَسْبِ لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ بِسُوءِ صَنِيعِهِمْ وَجِنَايَتِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ أَيْ هَوَانٌ عَظِيمٌ فَالتَّنْوِينُ هُنَا لِلتَّفْخِيمِ عَلَى عَكْسِ التَّنْوِينِ فِيمَا قَبْلُ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ وَفِي إِسْنَادِ الرَّهَقِ إِلَى أَنْفُسِهِمْ دُونَ وُجُوهِهِمْ إِيذَانٌ بِأَنَّهَا مُحِيطَةٌ بِهِمْ غَاشِيَةٌ لَهُمْ
وَقُرِئَ (يُرْهِقُهُمْ) بِالْيَاءِ التَّحْتَانِيَّةِ لِكَوْنِ الْفَاعِلِ ظَاهِرًا وَتَأْنِيثُهُ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ وَقِيلَ: التَّذْكِيرُ بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الذِّلَّةِ سَبَبُهَا مَجَازًا وَلَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ كَمَا لَا يَخْفَى لِأَنَّ التَّذْكِيرَ فِي مَجَازِيِّ التَّأْنِيثِ لَا سِيَّمَا الْمَفْصُولُ كَثِيرُ جِدًّا
وَالْوَاوُ عَلَى مَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ لِلْعَطْفِ وَمَا بَعْدَهُ مَعْطُوفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27كَسَبُوا وَضَعَّفَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ بِأَنَّ الْمُسْتَقْبَلَ لَا يُعْطَفُ عَلَى الْمَاضِي وَأُجِيبُ بِالْمَنْعِ وَفِي الْعَطْفِ هَهُنَا مَا لَا يَخْفَى مِنَ الْمُبَالَغَةِ حَيْثُ أَخْرَجَ نِسْبَةَ الرَّهَقِ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَخْرَجَ الْمَعْلُومِ حَيْثُ جُعِلَ ذَلِكَ بِوَاسِطَةِ الْعَطْفِ صِلَةَ الْمَوْصُولِ وَقِيلَ: إِنَّهُ عَطْفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ بِحَسَبِ الْمَعْنَى كَأَنَّهُ قِيلَ: وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ تُجَازَى سَيِّئَتُهُمْ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَلَعَلَّهُ أَوْلَى مِنَ الْأَوَّلِ وَأَمَّا جَعْلُ الْوَاوِ حَالِيَّةً وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27كَسَبُوا فَلَا يَخْفَى حَالُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ عَاصِمٍ أَيْ مَا لَهُمْ أَحَدٌ يَعْصِمُهُمْ وَيَمْنَعُهُمْ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَذَابِهِ فَمِنَ الْأَوْلَى مُتَعَلِّقَةٌ بِعَاصِمٍ وَالْكَلَامُ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ وَ (مِنَ) الثَّانِيَةُ زَائِدَةٌ لِتَعْمِيمِ النَّفْيِ أَوْ مَا لَهُمْ مِنْ جِهَتِهِ وَعِنْدَهُ تَعَالَى مَنْ يَعْصِمُهُمْ كَمَا يَكُونُ لِلْمُؤْمِنِينَ فَمِنَ الْأُولَى مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ
[ ص: 105 ] حَالًا مِنْ (عَاصِمٍ) وَقِيلَ مُتَعَلِّقَةٌ بِالِاسْتِقْرَارِ الْمَفْهُومِ مِنَ الظَّرْفِ وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ وَ (مِنْ) الثَّانِيَةُ عَلَى حَالِهَا وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ أَوْ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ (تَرْهَقُهُمْ) وَفِي نَفْيِ الْعَاصِمِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ فِي نَفْيِ الْعِصْمَةِ مَا لَا يَخْفَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ أَيْ كَأَنَّمَا أُلْبِسَتْ ذَلِكَ لِفَرْطِ سَوَادِهَا وَظُلْمَتِهَا وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ صِفَةُ قِطَعًا وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27مُظْلِمًا حَالٌ مِنَ (اللَّيْلِ) وَالْعَامِلُ فِيهِ مُتَعَلِّقُ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ فِعْلًا كَانَ أَوِ اسْمًا
وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ كَوْنَهُ حَالًا مِنْ (قِطَعًا) أَوْ صِفَةً لَهُ وَكَانَ الْوَاجِبُ الْجَمْعَ لِأَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27قِطَعًا جَمْعُ قِطْعَةٍ إِلَّا أَنَّهُ أُفْرِدَتْ حَالُهُ أَوْ صِفَتُهُ لِتَأْوِيلٍ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ تَكَلُّفٌ مُسْتَغْنًى عَنْهُ وَالظَّاهِرُ أَنَّ (مِنْ) لِلتَّبْعِيضِ وَقَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ: لِلَّيْلِ مَعْنَيَانِ زَمَانٌ تَخْفَى فِيهِ الشَّمْسُ قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا كَمَا يُقَالُ: دَخَلَ اللَّيْلُ وَالْآنَ لَيْلٌ وَمَا بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى طُلُوعِهَا أَوْ قُرْبِهَا مِنَ الطُّلُوعِ فَمِنْ إِمَّا تَبْعِيضِيَّةٌ عَلَى الْأَوَّلِ وَبَيَانِيَّةٌ عَلَى الثَّانِي وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنْ يَكُونَ الْعَامِلُ فِي الْحَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27أُغْشِيَتْ مِنْ قَبْلِ أَنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27مِنَ اللَّيْلِ صِفَةٌ لِقِطَعًا فَكَانَ إِفْضَاؤُهُ إِلَى الْمَوْصُوفِ كَإِفْضَائِهِ إِلَى الصِّفَةِ قَالَ صَاحِبُ التَّقْرِيبِ: وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27مِنَ اللَّيْلِ لَيْسَ صِلَةَ أُغْشِيَتْ حَتَّى يَكُونَ عَامِلًا فِي الْمَجْرُورِ بَلِ التَّقْدِيرُ أَنَّهُ صِفَةٌ فَيَكُونُ الْعَامِلُ فِيهِ الِاسْتِقْرَارُ وَأَيْضًا الصِّفَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27مِنَ اللَّيْلِ وَذُو الْحَالِ هُوَ - اللَّيْلُ - فَلَا يَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27أُغْشِيَتْ عَامِلًا فِي ذِي الْحَالِ مَعَ أَنَّهُ الْمَقْصُودُ وَقَدْ يُقَالُ: إِنَّ (مِنْ) لِلتَّبْيِينِ وَالتَّقْدِيرُ كَائِنَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَأُغْشِيَتْ عَامِلٌ فِي الصِّفَةِ وَهِيَ كَائِنَةٌ فَكَأَنَّهُ عَامِلٌ فِي (اللَّيْلِ) وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ الْعَامِلَ فِي الْعَامِلِ فِي الشَّيْءِ عَامِلٌ فِيهِ وَهُوَ فَاسِدٌ فَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ (مِنْ) لِلتَّبْعِيضِ أَيْ بَعْضُ اللَّيْلِ وَيَكُونُ بَدَلًا مِنْ (قِطَعًا) وَيُجْعَلُ (مُظْلِمًا) حَالًا مِنَ الْبَعْضِ لَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27مِنَ اللَّيْلِ فَيَكُونُ الْعَامِلُ فِي ذِي الْحَالِ (أُغْشِيَتْ) وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ وَجْهٌ أَغْشَى قِطَعًا مِنْ لَيْلِ التَّكَلُّفِ وَالتَّعَسُّفِ مُظْلِمًا . وَأَجَابَ الْإِمَامُ
أَمِينُ الدِّينِ بِأَنَّ نِسْبَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27أُغْشِيَتْ إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27قِطَعًا إِنَّمَا هِيَ بِاعْتِبَارِ ذَاتِهَا الْمُبْهَمَةِ الْمُفَسَّرَةِ بِاللَّيْلِ لَا بِاعْتِبَارِ مَفْهُومِ الْقِطَعِ فِي نَفْسِهَا وَإِنَّمَا ذُكِرَتْ لِبَيَانِ مِقْدَارِ مَا أُغْشِيَتْ بِهِ وُجُوهُهُمْ وَهُوَ اللَّيْلُ مُظْلِمًا فَإِفْضَاءُ الْفِعْلِ إِلَى (قِطَعًا) بِاعْتِبَارِ مَا لَا يَتِمُّ مَعْنَاهَا الْمُرَادُ إِلَّا بِهِ كَإِفْضَاءِ الْفِعْلِ إِلَيْهِ كَمَا إِذَا قِيلَ: اشْتَرَيْتُ أَرْطَالًا مِنَ الزَّيْتِ صَافِيًا فَإِنَّ الْمُشْتَرَى فِيهِ الزَّيْتُ وَالْأَرْطَالُ مَبْنِيَّةٌ لِمِقْدَارِ مَا اشْتَرَى صَافِيًا فَالْعَامِلُ فِي الْحَالِ إِنَّمَا هُوَ الْعَامِلُ اللَّفْظِيُّ وَلَا يُلَاحَظُ مَعْنَى الْفِعْلِ فِي الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ مِنْ جِهَةِ الْعَمَلِ لِغَلَبَةِ الْعَامِلِ اللَّفْظِيِّ عَلَيْهِ بِالظُّهُورِ وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ وَقَالَ فِي الْكَشْفِ: إِنَّ
الزَّمَخْشَرِيَّ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27أُغْشِيَتْ لَهُ اتِّصَالٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27مِنَ اللَّيْلِ مِنْ قَبْلِ أَنَّ الصِّفَةَ وَالْمَوْصُوفَ مُتَّحِدَانِ لَا سِيَّمَا وَالْقِطَعُ بَعْضُ اللَّيْلِ فَجَازَ أَنْ يَكُونَ عَامِلًا فِي الصِّفَةِ بِذَلِكَ الِاعْتِبَارِ وَكَأَنَّهُ قِيلَ أُغْشِيَتِ اللَّيْلُ مُظْلِمًا وَهَذَا كَمَا جُوِّزَ فِي نَحْوِ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=47وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ بِاعْتِبَارِ اتِّحَادِهِ بِالْمُضَافِ وَكَأَنَّهُ قِيلَ: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا وَكَمَا جُوِّزَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=135مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا لِأَنَّ الْمِلَّةَ كَالْجُزْءِ كَأَنَّهُ قِيلَ: اتَّبِعُوا
إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَهَذَا الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ وَهُوَ سِرٌّ هَذَا الْمَوْضِعِ لَا مَا طَوَّلَهُ كَثِيرُونَ لَا سِيَّمَا حَمْلُ (مِنْ) عَلَى التَّجْرِيدِ فَإِنَّهُ مَعَ أَنَّ الْمَعْنَى عَلَى التَّبْعِيضِ لَا الْبَيَانِ وَلَيْسَ كُلُّ بَيَانٍ تَجْرِيدًا لَا يَتِمُّ مَقْصُودُهُ انْتَهَى
وَقَدْ عَرَّضَ فِي ذَلِكَ بِشَيْخِهِ الْعَلَّامَةِ
الطِّيبِيِّ فَإِنَّهُ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ قَدْ تَكَلَّفَ مَا تَكَلَّفَ وَالْإِنْصَافُ أَنَّ مَا جَوَّزَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ هُنَا مِمَّا لَا يَنْبَغِي وَالسَّعْيُ فِي إِصْلَاحِهِ مَعَ وُجُودِ الْوَجْهِ الْوَاضِحِ الَّذِي لَا تَرْهَقُهُ قَتَرَةٌ يَقْرُبُ مِنْ أَنْ يَكُونَ عَبَثًا وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=17379وَيَعْقُوبُ وَسَهْلٌ (قِطْعًا) بِسُكُونِ الطَّاءِ وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ مَعْنَاهُ طَائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ أَوْ ظُلْمَةُ آخِرِهِ أَوِ اسْمُ جِنْسٍ لِقِطْعَةٍ وَأَنْشَدُوا
[ ص: 106 ] افْتَحِي الْبَابَ وَانْظُرِي فِي النُّجُومِ كَمْ عَلَيْنَا مِنْ قِطْعِ لَيْلٍ بَهِيمِ
وَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (مُظْلِمًا) صِفَةً لَهُ أَوْ حَالًا مِنْهُ بِلَا تَكَلُّفِ تَأْوِيلٍ وَقُرِئَ (كَأَنَّمَا يَغْشَى وُجُوهَهُمْ قِطَعٌ مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمٌ) وَالْكَلَامُ فِيهِ ظَاهِرٌ وَالْجُمْلَةُ كَالَّتِي قَبْلَهَا مُسْتَأْنَفَةٌ أَوْ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ (تَرْهَقُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=26أُولَئِكَ أَيِ الْمَوْصُوفُونَ بِمَا ذُكِرَ مِنَ الصِّفَاتِ الذَّمِيمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 27 لَا يَخْرُجُونَ مِنْهَا أَبَدًا وَاحْتَجَّتِ الْوَعِيدِيَّةُ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى قَوْلِهِمُ الْفَاسِدِ بِخُلُودِ أَهْلِ الْكَبَائِرِ وَأُجِيبَ بِأَنَّ السَّيِّئَاتِ شَامِلَةٌ لِلْكُفْرِ وَسَائِرِ الْمَعَاصِي وَقَدْ قَامَتِ الْأَدِلَّةُ عَلَى أَنَّهُ لَا خُلُودَ لِأَصْحَابِ الْمَعَاصِي فَخُصِّصَتِ الْآيَةُ بِمَنْ عَدَاهُمْ وَأَيْضًا قَدْ يُقَالُ إِنَّهُمْ دَاخِلُونَ فِي الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِنَاءً عَلَى مَا أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُمَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=11868وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ أَنَّهُمُ الَّذِينَ شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ مُطْلَقًا فَلَا يَدْخُلُونَ فِي الْقِسْمِ الْآخَرِ لِتَنَافِي الْحُكْمَيْنِ وَقِيلَ: إِنْ أَلْ فِي السَّيِّئَاتِ لِلِاسْتِغْرَاقِ فَالْمُرَادُ مَنْ عَمِلَ جَمِيعَ ذَلِكَ وَالْقَوْلُ بِخُلُودِهِ فِي النَّارِ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ وَلَيْسَ بِذَاكَ