nindex.php?page=treesubj&link=18791_28723_29706_32409_32412_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60وما ظن الذين يفترون على الله الكذب كلام مسوق من جهته تعالى لبيان هول ما سيلقونه غير داخل تحت القول المأمور به والتعبير عنهم بالموصول لقطع احتمال الشق الأول من الترديد والتسجيل عليهم بالافتراء وزيادة الكذب مع أن الافتراء لا يكون إلا كذلك لإظهار
[ ص: 143 ] لإظهار كمال قبح ما افتعلوا وكونه كذبا في اعتقادهم أيضا و (ما) استفهامية مبتدأ و
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60ظن خبرها هو مصدر مضاف إلى فاعله ومفعولاه محذوفان
وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60يوم القيامة ظرف لنفس الظن لا بيفترون لعدم صحته معنى ولا بمقدر لأن التقدير خلاف الظاهر أي أي شيء ظنهم في ذلك اليوم أني فاعل بهم والمقصود التهديد والوعيد ويدل على تعلقه بالظن قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=16747عيسى بن عمر (وما ظن) بصيغة الماضي و (ما) في هذه القراءة بمعنى الظن في محل نصب على المصدرية والتعبير بالماضي لتحقق الوقوع وأكثر أحوال القيامة يعبر عنها بذلك في القرآن لما ذكر والعمل في الظرف المستقبل لا يمنع لتصييره الفعل نصا في الاستقبال التجوز المذكور لأنه يقدر لتحققه أيضا ماضيا وقيل: الظرف متعلق بما يتعلق به ظنهم اليوم من الأمور التي ستقع يوم القيامة تنزيلا له ولما يقع فيه من الأهوال لمكان وضوح أمره في التحقق والتقرر منزلة المسلم عندهم أي أي شيء ظنهم لما سيقع يوم القيامة أيحسبون أنهم لا يسألون عن افترائهم أو لا يجازون عليه أو يجازون جزاء يسيرا ولذلك ما يفعلون يفعلون كلا إنهم لفي أشد العذاب لأن معصيتهم أشد المعاصي والآية السابقة قيل متصلة بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=31قل من يرزقكم من السماء والأرض إلخ كأنه قيل: حيث أقروا أنه سبحانه الرزاق قل لهم أرأيتم ما أنزل الله إلخ ونقل ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=12150أبي مسلم وقيل: بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57يا أيها الناس إلخ وذلك أنه جل شأنه لما وصف القرآن بما وصفه وأمر نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم أن يرغب باغتنام ما فيه عقب ذلك بذكر مخالفتهم لما جاء به وتحريمهم ما أحل وقيل: إنها متصلة بالآيات الناعية عليهم سوء اعتقادهم كأنه سبحانه بعد أن نعى عليهم أصولهم بين بطلان فروعهم ولعل خير الثلاثة وسطها
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60إن الله لذو فضل أي عظيم لا يقدر قدره ولا يكتنه كنهه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60على الناس جميعا حيث أنعم عليهم بالعقل ورحمهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب وبين لهم ما لا تستقل عقولهم بإدراكه وأرشدهم إلى ما يهمهم من أمر المعاش والمعاد ورغبهم ورهبهم وشرح لهم الأحوال وما يلقاه الحائد عن الرشاد من الأهوال
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60ولكن أكثرهم لا يشكرون 60 ذلك الفضل فلا ينتفعون به ولعل الجملة تذييل لما سبق مقرر لمضمونه
nindex.php?page=treesubj&link=18791_28723_29706_32409_32412_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ كَلَامٌ مَسُوقٌ مِنْ جِهَتِهِ تَعَالَى لِبَيَانِ هَوْلِ مَا سَيَلْقَوْنَهُ غَيْرَ دَاخِلٍ تَحْتِ الْقَوْلِ الْمَأْمُورِ بِهِ وَالتَّعْبِيرُ عَنْهُمْ بِالْمَوْصُولِ لِقَطْعِ احْتِمَالِ الشِّقِّ الْأَوَّلِ مِنَ التَّرْدِيدِ وَالتَّسْجِيلِ عَلَيْهِمْ بِالِافْتِرَاءِ وَزِيَادَةِ الْكَذِبِ مَعَ أَنَّ الِافْتِرَاءَ لَا يَكُونُ إِلَّا كَذَلِكَ لِإِظْهَارِ
[ ص: 143 ] لِإِظْهَارِ كَمَالِ قُبْحِ مَا افْتَعَلُوا وَكَوْنُهُ كَذِبًا فِي اعْتِقَادِهِمْ أَيْضًا وَ (مَا) اسْتِفْهَامِيَّةٌ مُبْتَدَأٌ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60ظَنُّ خَبَرُهَا هُوَ مَصْدَرٌ مُضَافٌ إِلَى فَاعِلِهِ وَمَفْعُولَاهُ مَحْذُوفَانِ
وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَرْفٌ لِنَفْسِ الظَّنِّ لَا بِيَفْتَرُونَ لِعَدَمِ صِحَّتِهِ مَعْنًى وَلَا بِمُقَدَّرٍ لِأَنَّ التَّقْدِيرَ خِلَافُ الظَّاهِرِ أَيْ أَيُّ شَيْءٍ ظَنُّهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي فَاعِلٌ بِهِمْ وَالْمَقْصُودُ التَّهْدِيدُ وَالْوَعِيدُ وَيَدُلُّ عَلَى تَعَلُّقِهِ بِالظَّنِّ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=16747عِيسَى بْنِ عُمَرَ (وَمَا ظَنُّ) بِصِيغَةِ الْمَاضِي وَ (مَا) فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ بِمَعْنَى الظَّنِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ وَالتَّعْبِيرُ بِالْمَاضِي لِتَحَقُّقِ الْوُقُوعِ وَأَكْثَرُ أَحْوَالِ الْقِيَامَةِ يُعَبَّرُ عَنْهَا بِذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ لِمَا ذُكِرَ وَالْعَمَلُ فِي الظَّرْفِ الْمُسْتَقْبَلِ لَا يُمْنَعُ لِتَصْيِيرِهِ الْفِعْلَ نَصًّا فِي الِاسْتِقْبَالِ التَّجَوُّزُ الْمَذْكُورُ لِأَنَّهُ يُقَدَّرُ لِتَحَقُّقِهِ أَيْضًا مَاضِيًا وَقِيلَ: الظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بِمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ ظَنُّهُمُ الْيَوْمَ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي سَتَقَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَنْزِيلًا لَهُ وَلِمَا يَقَعُ فِيهِ مِنَ الْأَهْوَالِ لِمَكَانِ وُضُوحِ أَمْرِهِ فِي التَّحَقُّقِ وَالتَّقَرُّرِ مَنْزِلَةَ الْمُسْلِمِ عِنْدَهُمْ أَيْ أَيُّ شَيْءٍ ظَنُّهُمْ لِمَا سَيَقَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ لَا يُسْأَلُونَ عَنِ افْتِرَائِهِمْ أَوْ لَا يُجَازُونَ عَلَيْهِ أَوْ يُجَازُونَ جَزَاءً يَسِيرًا وَلِذَلِكَ مَا يَفْعَلُونَ يَفْعَلُونَ كَلَّا إِنَّهُمْ لَفِي أَشَدِّ الْعَذَابِ لِأَنَّ مَعْصِيَتَهُمْ أَشَدُّ الْمَعَاصِي وَالْآيَةُ السَّابِقَةُ قِيلَ مُتَّصِلَةٌ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=31قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مَنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلَخْ كَأَنَّهُ قِيلَ: حَيْثُ أَقَرُّوا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ الرَّزَّاقُ قُلْ لَهُمْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَخْ وَنُقِلَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12150أَبِي مُسْلِمٍ وَقِيلَ: بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِلَخْ وَذَلِكَ أَنَّهُ جَلَّ شَأْنُهُ لَمَّا وَصَفَ الْقُرْآنَ بِمَا وَصَفَهُ وَأَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْغَبَ بِاغْتِنَامِ مَا فِيهِ عَقَّبَ ذَلِكَ بِذِكْرِ مُخَالَفَتِهِمْ لِمَا جَاءَ بِهِ وَتَحْرِيمِهِمْ مَا أَحَلَّ وَقِيلَ: إِنَّهَا مُتَّصِلَةٌ بِالْآيَاتِ النَّاعِيَةِ عَلَيْهِمْ سُوءَ اعْتِقَادِهِمْ كَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ بَعْدَ أَنْ نَعَى عَلَيْهِمْ أُصُولَهُمْ بَيَّنَ بُطْلَانَ فُرُوعِهِمْ وَلَعَلَّ خَيْرَ الثَّلَاثَةِ وَسَطُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ أَيْ عَظِيمٍ لَا يُقَدَّرُ قَدْرُهُ وَلَا يُكْتَنَهُ كُنْهُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60عَلَى النَّاسِ جَمِيعًا حَيْثُ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِالْعَقْلِ وَرَحِمَهُمْ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ وَبَيَّنَ لَهُمْ مَا لَا تَسْتَقِلُّ عُقُولُهُمْ بِإِدْرَاكِهِ وَأَرْشَدَهُمْ إِلَى مَا يُهِمُّهُمْ مِنْ أَمْرِ الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ وَرَغَّبَهُمْ وَرَهَّبَهُمْ وَشَرَحَ لَهُمُ الْأَحْوَالَ وَمَا يَلْقَاهُ الْحَائِدُ عَنِ الرَّشَادِ مِنَ الْأَهْوَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ 60 ذَلِكَ الْفَضْلَ فَلَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَلَعَلَّ الْجُمْلَةَ تَذْيِيلٌ لِمَا سَبَقَ مُقَرِّرٌ لِمَضْمُونِهِ