وقوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=19705_19721_20011_28640_29694_30532_32413_34103_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3وأن استغفروا ربكم عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أن لا تعبدوا إلا الله سواء كان نهيا أو نفيا وفي (أن) الاحتمالان السابقان وقد علمت أن الحق أن (أن) المصدرية توصل بالأمر والنهي كما توصل بغيرهما وفي توسيط جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25إني لكم إلخ بين المتعاطفين ما لا يخفى من الإشارة إلى علو شأن التوحيد ورفعة قدر النبي صلى الله عليه وسلم - وقد روعي في تقديم الإنذار على التبشير ما روعي في الخطاب من تقديم النفي على الإثبات والتخلية على التحلية لتتجاوب الأطراف، والتعرض لوصف الربوبية تلقين للمخاطبين وإرشاد لهم إلى طريق الابتهال في السؤال وترشيح لما يذكر من التمتيع وإيتاء الفضل، وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ثم توبوا إليه عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3استغفروا واختلف في توجيه توسيط ثم بينهما مع أن الاستغفار بمعنى التوبة في العرف فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13980الجبائي: إن المراد بالاستغفار هنا التوبة عما وقع من الذنوب وبالتوبة الاستغفار عما يقع منها بعد وقوعه أي استغفروا ربكم من ذنوبكم التي فعلتموها ثم توبوا إليه من ذنوب تفعلونها فكلمة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ثم على ظاهرها من التراخي في الزمان وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : إن
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ثم بمعنى الواو كما في قوله:
بهز كهز الرديني جرى في الأنابيب ثم اضطرب
والعطف تفسيري وقيل لا نسلم أن الاستغفار هو التوبة بل هو ترك المعصية والتوبة هي الرجوع إلى الطاعة ولئن سلم أنهما بمعنى - فثم - للتراخي في الرتبة، والمراد بالتوبة الإخلاص فيها والاستمرار عليها وإلى هذا ذهب صاحب الفرائد وقال بعض المحققين: الاستغفار هو التوبة إلا أن المراد بالتوبة في جانب المعطوف التوصل إلى المطلوب مجازا من إطلاق السبب على المسبب و
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ثم على ظاهرها وهي قرينة على ذلك
وأنت تعلم أن أصل معنى الاستغفار طلب الغفر أي الستر ومعنى التوبة الرجوع ويطلق الأول على طلب ستر الذنب من الله تعالى والعفو عنه والثاني على الندم عليه مع العزم على عدم العود فلا اتحاد بينهما بل ولا تلازم عقلا لكن اشترط شرعا لصحة ذلك الطلب وقبوله الندم على الذنب مع العزم على عدم العود إليه وجاء أيضا استعمال الأول في الثاني والاحتياج إلى توجيه العطف على هذا ظاهر، وأما على ذاك فلأن الظاهر أن المراد من الاستغفار المأمور به الاستغفار المسبوق بالتوبة بمعنى الندم فكأنه قيل: استغفروا ربكم بعد التوبة ثم توبوا إليه ولا شبهة في ظهور احتياجه إلى التوجيه حينئذ والقلب يميل فيه إلى حمل الأمر الثاني على الإخلاص في التوبة والاستمرار عليها والتراخي عليه يجوز أن يكون رتبيا وأن يكون زمانيا كما لا يخفى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3يمتعكم متاعا حسنا مجزوم بالطلب ونصب
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3متاعا على أنه مفعول مطلق من غير لفظه كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=17أنبتكم من الأرض نباتا ويجوز أن يكون مفعولا به على أنه اسم لما ينتفع به من منافع الدنيا من الأموال والبنين وغير ذلك والمعنى كما قيل يعشكم في أمن وراحة ولعل هذا لا ينافي كون الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ولا كون أشد الناس بلاء الأمثل فالأمثل لأن المراد بالأمن أمنه من غير الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ومن يتوكل على الله فهو حسبه وبالراحة طيب عيشه برجاء الله تعالى والتقرب إليه حتى يعد المحنة منحة
[ ص: 208 ] وتعذيبكم عذب لدي وجوركم علي بما يقضي الهوى لكم عدل
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المراد يبقيكم ولا يستأصلكم بالعذاب كما استأصل أهل القرى الذين كفروا والخطاب لجميع الأمة بقطع النظر عن كل فرد فرد
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3إلى أجل مسمى مقدر عند الله تعالى وهو آخر أعماركم أو آخر أيام الدنيا كما يقتضيه كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ولا دلالة في الآية على أن للإنسان أجلين كما زعمه
المعتزلة nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ويؤت أي يعط
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3كل ذي فضل أي زيادة في العمل الصالح
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3فضله أي جزاء فضله في الدنيا أو في الآخرة لأن العمل لا يعطى وقد يقال: لا حاجة إلى تقدير المضاف والمراد المبالغة على حد
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=139سيجزيهم وصفهم والضمير لكل ويجوز أن يعود إلى الرب والمراد بالفضل الأول ما أريد به أولا وبالثاني زيادة الثواب بقرينة أن الإعطاء ثواب وحينئذ يستغنى عن التأويل
واختار بعض المحققين التفسير الأول ثم قال وهذه تكملة لما أجمل من التمتيع إلى أجل مسمى وتبيين لما عسى أن يعسر فهم حكمته من بعض ما يتفق في الدنيا من تفاوت الحال بين العاملين فرب إنسان له فضل طاعة وعمل لا يمتع في الدنيا أكثر مما متع آخر دونه في الفضل وربما يكون المفضول أكثر تمتيعا فقيل: ويعط كل فاضل جزاء فضله إما في الدنيا كما يتفق في بعض المواد وإما في الآخرة وذلك مما لا مرد له انتهى .
ويفهم من كلام بعضهم عدم اعتبار الانفصال على أنه سبحانه ينعم على ذي الفضل في الدنيا والآخرة ولا يختص إحسانه بإحدى الدارين ولا شك أن كل ذي عمل صالح منعم عليه في الآخرة بما يعلمه الله تعالى وكذا في الدنيا بتزيين العمل الصالح في قلبه والراحة حسب تعليق الرجاء بربه ونحو ذلك ولا إشكال في ذلك كما هو ظاهر للمتأمل وقيل في الآية لف ونشر فإن التمتيع مرتب على الاستغفار وإيتاء الفضل مرتب على التوبة . انتهى
وأيا ما كان ففي الكلام ضرب تفصيل لما أجمل فيما سبق من البشارة ثم شرع في الإنذار بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3وإن تولوا أي تستمروا على الإعراض عما ألقي إليكم من التوحيد والاستغفار والتوبة وأصله تتولوا فهو مضارع مبدوء بتاء الخطاب لأن ما بعده يقتضيه وحذفت منه إحدى التاءين كما فعل في أمثاله وقيل: إن
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3تولوا ماض غائب فلا حذف ويقدر فيما بعد فقل لهم وهو خلاف الظاهر وأخر الإنذار عن البشارة جريا على سنن تقدم الرحمة على الغضب أو لأن العذاب قد علق بالتولي عما ذكر من التوحيد وما معه وذلك يستدعي سابقة ذكره
وقرأ
عيسى بن عمرو واليماني (تولوا) بضم التاء وفتح الواو وضم اللام وهو مضارع ولى من قولهم: ولى هاربا أي أدبر
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3فإني أخاف عليكم بمقتضى الشفقة والرأفة أو أتوقع
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3عذاب يوم كبير هو يوم القيامة وصف بذلك لكبر ما يكون فيه ولذا وصف بالثقل أيضا وجوز وصفه بالكبر لكونه كذلك في نفسه وقيل: المراد به زمان ابتلاهم الله تعالى فيه في الدنيا وقد روي أنهم ابتلوا بقحط عظيم أكلوا فيه الجيف وأيا ما كان ففي إضافة العذاب إليه تهويل وتفظيع له
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=19705_19721_20011_28640_29694_30532_32413_34103_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ سَوَاءٌ كَانَ نَهْيًا أَوْ نَفْيًا وَفِي (أَنْ) الِاحْتِمَالَانِ السَّابِقَانِ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ الْحَقَّ أَنَّ (أَنْ) الْمَصْدَرِيَّةَ تُوصَلُ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ كَمَا تُوصَلُ بِغَيْرِهِمَا وَفِي تَوْسِيطِ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25إِنِّي لَكُمْ إِلَخْ بَيْنَ الْمُتَعَاطِفَيْنِ مَا لَا يَخْفَى مِنَ الْإِشَارَةِ إِلَى عُلُوِّ شَأْنِ التَّوْحِيدِ وَرِفْعَةِ قَدْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ رُوعِيَ فِي تَقْدِيمِ الْإِنْذَارِ عَلَى التَّبْشِيرِ مَا رُوعِيَ فِي الْخِطَابِ مِنْ تَقْدِيمِ النَّفْيِ عَلَى الْإِثْبَاتِ وَالتَّخْلِيَةِ عَلَى التَّحْلِيَةِ لِتَتَجَاوَبَ الْأَطْرَافُ، وَالتَّعَرُّضُ لِوَصْفِ الرُّبُوبِيَّةِ تَلْقِينٌ لِلْمُخَاطِبِينَ وَإِرْشَادٌ لَهُمْ إِلَى طَرِيقِ الِابْتِهَالِ فِي السُّؤَالِ وَتَرْشِيحٌ لِمَا يُذْكَرُ مِنَ التَّمْتِيعِ وَإِيتَاءِ الْفَضْلِ، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3اسْتَغْفِرُوا وَاخْتُلِفَ فِي تَوْجِيهِ تَوْسِيطِ ثُمَّ بَيْنَهُمَا مَعَ أَنَّ الِاسْتِغْفَارَ بِمَعْنَى التَّوْبَةِ فِي الْعُرْفِ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13980الْجِبَائِيُّ: إِنَّ الْمُرَادَ بِالِاسْتِغْفَارِ هُنَا التَّوْبَةُ عَمَّا وَقَعَ مِنَ الذُّنُوبِ وَبِالتَّوْبَةِ الِاسْتِغْفَارُ عَمَّا يَقَعُ مِنْهَا بَعْدَ وُقُوعِهِ أَيِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمُ الَّتِي فَعَلْتُمُوهَا ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ مِنْ ذُنُوبٍ تَفْعَلُونَهَا فَكَلِمَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ثُمَّ عَلَى ظَاهِرِهَا مِنَ التَّرَاخِي فِي الزَّمَانِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : إِنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ثُمَّ بِمَعْنَى الْوَاوِ كَمَا فِي قَوْلِهِ:
بِهَزٍّ كَهَزِّ الرُّدَيْنِيِّ جَرَى فِي الْأَنَابِيبِ ثُمَّ اضْطَرَبَ
وَالْعَطْفُ تَفْسِيرِيٌّ وَقِيلَ لَا نُسَلِّمُ أَنَّ الِاسْتِغْفَارَ هُوَ التَّوْبَةُ بَلْ هُوَ تَرْكُ الْمَعْصِيَةِ وَالتَّوْبَةُ هِيَ الرُّجُوعُ إِلَى الطَّاعَةِ وَلَئِنْ سُلِّمَ أَنَّهُمَا بِمَعْنَى - فَثُمَّ - لِلتَّرَاخِي فِي الرُّتْبَةِ، وَالْمُرَادُ بِالتَّوْبَةِ الْإِخْلَاصُ فِيهَا وَالِاسْتِمْرَارُ عَلَيْهَا وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ صَاحِبُ الْفَرَائِدِ وَقَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ: الِاسْتِغْفَارُ هُوَ التَّوْبَةُ إِلَّا أَنَّ الْمُرَادَ بِالتَّوْبَةِ فِي جَانِبِ الْمَعْطُوفِ التَّوَصُّلُ إِلَى الْمَطْلُوبِ مَجَازًا مِنْ إِطْلَاقِ السَّبَبِ عَلَى الْمُسَبِّبِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3ثُمَّ عَلَى ظَاهِرِهَا وَهِيَ قَرِينَةٌ عَلَى ذَلِكَ
وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ أَصْلَ مَعْنَى الِاسْتِغْفَارِ طَلَبُ الْغَفْرِ أَيِ السَّتْرِ وَمَعْنَى التَّوْبَةِ الرُّجُوعُ وَيُطْلَقُ الْأَوَّلُ عَلَى طَلَبِ سَتْرِ الذَّنْبِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَالْعَفْوِ عَنْهُ وَالثَّانِي عَلَى النَّدَمِ عَلَيْهِ مَعَ الْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ فَلَا اتِّحَادَ بَيْنَهُمَا بَلْ وَلَا تَلَازُمَ عَقْلًا لَكِنِ اشْتُرِطَ شَرْعًا لِصِحَّةِ ذَلِكَ الطَّلَبِ وَقَبُولِهِ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ مَعَ الْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ وَجَاءَ أَيْضًا اسْتِعْمَالُ الْأَوَّلِ فِي الثَّانِي وَالِاحْتِيَاجُ إِلَى تَوْجِيهِ الْعَطْفِ عَلَى هَذَا ظَاهِرٌ، وَأَمَّا عَلَى ذَاكَ فَلِأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ الْمَأْمُورِ بِهِ الِاسْتِغْفَارُ الْمَسْبُوقُ بِالتَّوْبَةِ بِمَعْنَى النَّدَمِ فَكَأَنَّهُ قِيلَ: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ بَعْدَ التَّوْبَةِ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ وَلَا شُبْهَةَ فِي ظُهُورِ احْتِيَاجِهِ إِلَى التَّوْجِيهِ حِينَئِذٍ وَالْقَلْبُ يَمِيلُ فِيهِ إِلَى حَمْلِ الْأَمْرِ الثَّانِي عَلَى الْإِخْلَاصِ فِي التَّوْبَةِ وَالِاسْتِمْرَارِ عَلَيْهَا وَالتَّرَاخِي عَلَيْهِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ رُتْبِيًّا وَأَنْ يَكُونَ زَمَانِيًّا كَمَا لَا يَخْفَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا مَجْزُومٌ بِالطَّلَبِ وَنُصِبَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3مَتَاعًا عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=17أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا بِهِ عَلَى أَنَّهُ اسْمٌ لِمَا يُنْتَفَعُ بِهِ مِنْ مَنَافِعِ الدُّنْيَا مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْبَنِينَ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَالْمَعْنَى كَمَا قِيلَ يُعِشْكُمْ فِي أَمْنٍ وَرَاحَةٍ وَلَعَلَّ هَذَا لَا يُنَافِي كَوْنَ الدُّنْيَا سِجْنَ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةَ الْكَافِرِ وَلَا كَوْنَ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَمْثَلَ فَالْأَمْثَلَ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَمْنِ أَمْنُهُ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ وَبِالرَّاحَةِ طِيبُ عَيْشِهِ بِرَجَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ حَتَّى يَعُدَّ الْمِحْنَةِ مِنْحَةً
[ ص: 208 ] وَتَعْذِيبُكُمْ عَذْبٌ لَدَيَّ وَجَوْرُكُمْ عَلَيَّ بِمَا يَقْضِي الْهَوَى لَكُمْ عَدْلُ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمُرَادُ يُبْقِيكُمْ وَلَا يَسْتَأْصِلُكُمْ بِالْعَذَابِ كَمَا اسْتَأْصَلَ أَهْلَ الْقُرَى الَّذِينَ كَفَرُوا وَالْخِطَابُ لِجَمِيعِ الْأُمَّةِ بِقَطْعِ النَّظَرِ عَنْ كُلِّ فَرْدٍ فَرْدٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى مُقَدَّرٍ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ آخِرُ أَعْمَارِكُمْ أَوْ آخِرُ أَيَّامِ الدُّنْيَا كَمَا يَقْتَضِيهِ كَلَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ وَلَا دَلَالَةَ فِي الْآيَةِ عَلَى أَنَّ لِلْإِنْسَانِ أَجَلَيْنِ كَمَا زَعَمَهُ
الْمُعْتَزِلَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3وَيُؤْتِ أَيْ يُعْطِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3كُلَّ ذِي فَضْلٍ أَيْ زِيَادَةٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3فَضْلَهُ أَيْ جَزَاءَ فَضْلِهِ فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْآخِرَةِ لِأَنَّ الْعَمَلَ لَا يُعْطَى وَقَدْ يُقَالُ: لَا حَاجَةَ إِلَى تَقْدِيرِ الْمُضَافِ وَالْمُرَادُ الْمُبَالَغَةُ عَلَى حَدِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=139سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ وَالضَّمِيرُ لِكُلٍّ وَيَجُوزُ أَنْ يَعُودَ إِلَى الرَّبِّ وَالْمُرَادُ بِالْفَضْلِ الْأَوَّلِ مَا أُرِيدَ بِهِ أَوَّلًا وَبِالثَّانِي زِيَادَةُ الثَّوَابِ بِقَرِينَةِ أَنَّ الْإِعْطَاءَ ثَوَابٌ وَحِينَئِذٍ يُسْتَغْنَى عَنِ التَّأْوِيلِ
وَاخْتَارَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ التَّفْسِيرَ الْأَوَّلَ ثُمَّ قَالَ وَهَذِهِ تَكْمِلَةٌ لِمَا أَجْمَلَ مِنَ التَّمْتِيعِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَتَبْيِينِ لِمَا عَسَى أَنْ يَعْسُرَ فَهْمُ حِكْمَتِهِ مِنْ بَعْضِ مَا يَتَّفِقُ فِي الدُّنْيَا مِنْ تَفَاوُتِ الْحَالِ بَيْنَ الْعَامِلِينَ فَرُبَّ إِنْسَانٍ لَهُ فَضْلُ طَاعَةٍ وَعَمَلٍ لَا يُمَتَّعُ فِي الدُّنْيَا أَكْثَرَ مِمَّا مُتِّعَ آخَرُ دُونَهُ فِي الْفَضْلِ وَرُبَّمَا يَكُونُ الْمَفْضُولُ أَكْثَرَ تَمْتِيعًا فَقِيلَ: وَيُعْطِ كُلَّ فَاضِلٍ جَزَاءَ فَضْلِهِ إِمَّا فِي الدُّنْيَا كَمَا يَتَّفِقُ فِي بَعْضِ الْمَوَادِّ وَإِمَّا فِي الْآخِرَةِ وَذَلِكَ مِمَّا لَا مَرَدَّ لَهُ انْتَهَى .
وَيُفْهَمُ مِنْ كَلَامِ بَعْضِهِمْ عَدَمُ اعْتِبَارِ الِانْفِصَالِ عَلَى أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يُنْعِمُ عَلَى ذِي الْفَضْلِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَا يَخْتَصُّ إِحْسَانُهُ بِإِحْدَى الدَّارَيْنِ وَلَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ ذِي عَمَلٍ صَالِحٍ مُنْعَمٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ بِمَا يَعْلَمُهُ اللَّهُ تَعَالَى وَكَذَا فِي الدُّنْيَا بِتَزْيِينِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فِي قَلْبِهِ وَالرَّاحَةِ حَسَبَ تَعْلِيقِ الرَّجَاءِ بِرَبِّهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ وَلَا إِشْكَالَ فِي ذَلِكَ كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ لِلْمُتَأَمِّلِ وَقِيلَ فِي الْآيَةِ لَفٌّ وَنَشْرٌ فَإِنَّ التَّمْتِيعَ مُرَتَّبٌ عَلَى الِاسْتِغْفَارِ وَإِيتَاءَ الْفَضْلِ مُرَتَّبٌ عَلَى التَّوْبَةِ . انْتَهَى
وَأَيًّا مَا كَانَ فَفِي الْكَلَامِ ضَرْبُ تَفْصِيلٍ لِمَا أُجْمِلَ فِيمَا سَبَقَ مِنَ الْبِشَارَةِ ثُمَّ شَرَعَ فِي الْإِنْذَارِ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3وَإِنْ تَوَلَّوْا أَيْ تَسْتَمِرُّوا عَلَى الْإِعْرَاضِ عَمَّا أُلْقِيَ إِلَيْكُمْ مِنَ التَّوْحِيدِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ وَأَصْلُهُ تَتَوَلَّوْا فَهُوَ مُضَارِعٌ مَبْدُوءٌ بِتَاءِ الْخِطَابِ لِأَنَّ مَا بَعْدَهُ يَقْتَضِيهِ وَحُذِفَتْ مِنْهُ إِحْدَى التَّاءَيْنِ كَمَا فُعِلَ فِي أَمْثَالِهِ وَقِيلَ: إِنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3تَوَلَّوْا مَاضٍ غَائِبٌ فَلَا حَذْفَ وَيُقَدَّرُ فِيمَا بَعْدُ فَقُلْ لَهُمْ وَهُوَ خِلَافُ الظَّاهِرِ وَأَخَّرَ الْإِنْذَارَ عَنِ الْبِشَارَةِ جَرْيًا عَلَى سُنَنِ تَقَدُّمِ الرَّحْمَةِ عَلَى الْغَضَبِ أَوْ لِأَنَّ الْعَذَابَ قَدْ عُلِّقَ بِالتَّوَلِّي عَمَا ذُكِرَ مِنَ التَّوْحِيدِ وَمَا مَعَهُ وَذَلِكَ يَسْتَدْعِي سَابِقَةَ ذِكْرِهِ
وَقَرَأَ
عِيسَى بْنُ عَمْرٍو وَالْيَمَانِيُّ (تُوَلُّوا) بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الْوَاوِ وَضَمِّ اللَّامِ وَهُوَ مُضَارِعُ وَلَّى مِنْ قَوْلِهِمْ: وَلَّى هَارِبًا أَيْ أَدْبَرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ بِمُقْتَضَى الشَّفَقَةِ وَالرَّأْفَةِ أَوْ أَتَوَقَّعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وُصِفَ بِذَلِكَ لِكِبَرِ مَا يَكُونُ فِيهِ وَلِذَا وُصِفَ بِالثِّقَلِ أَيْضًا وَجُوِّزَ وَصْفُهُ بِالْكِبَرِ لِكَوْنِهِ كَذَلِكَ فِي نَفْسِهِ وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ زَمَانَ ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ فِي الدُّنْيَا وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُمُ ابْتُلُوا بِقَحْطٍ عَظِيمٍ أَكَلُوا فِيهِ الْجِيَفَ وَأَيًّا مَا كَانَ فَفِي إِضَافَةِ الْعَذَابِ إِلَيْهِ تَهْوِيلٌ وَتَفْظِيعٌ لَهُ