(ومن باب الإشارة في الآيات)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=105يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي كامل الشقاوة ومنهم سعيد كامل السعادة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=106فأما الذين شقوا ففي النار أي نار الحرمان عن المراد وآلام ما اكتسبوه من الآثام وهو عذاب النفس
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك فيخرجون من ذلك إلى ما هو أشد منه من نيران القلب وذلك بالسخط والإذلال ونيران الروح وذلك بالحجب واللعن والقهر
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107إن ربك فعال لما يريد لا حجر عليه سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=108وأما الذين سعدوا ففي الجنة أي جنة حصول المرادات واللذات وهي جنة النفس
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=108خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك فيخرجون من ذلك إلى ما هو أعلى وأعلى من جنات القلب في مقام تجليات الصفات وجنات الروح في مقام الشهود وهناك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وقد يحمل التنوين على النوعية ويؤول الاستثناء بخروج الشقي من النار بالترقي من مقامه إلى الجنة بزكاء نفسه عما حال بينه وبينها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=112فاستقم كما أمرت أي في القيام بحقوق الحق والخلق وذلك بالمحافظة على حقوقه تعالى والتعظيم لأمره والتسديد لخلقه مع شهود الكثرة في الوحدة والوحدة في الكثرة من غير إخلال ما بشرط من شرائط التعظيم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=112ومن تاب عن إنيته وذنب وجوده معك من المؤمنين الموحدين إلى مقام البقاء بعد الفناء، وقيل: إن الاستقامة المأمور بها صلى الله تعالى عليه وسلم فوق الاستقامة المأمور بها من معه عليه الصلاة والسلام، والعطف لا يقتضي أكثر من المشاركة في مطلق الفعل كما يرشد إليه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=18شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم على قول، ومن هنا قال الجنيد قدس سره: الاستقامة مع الخوف والرجاء حال العابدين، والاستقامة مع الهيبة والرجاء حال المقربين، والاستقامة مع الغيبة عن رؤية الاستقامة حال العارفين
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=112ولا تطغوا ولا تخرجوا عما حد لكم من الشريعة، فإن الخروج عنها زندقة (ولا تركنوا) أي لا تميلوا أدنى ميل
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113إلى الذين ظلموا وهي النفوس المظلمة المائلة إلى الشرور في أصل الخلقة كما قيل:
الظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لم يظلم
وروي ذلك عن
علي بن موسى الرضا عن أبيه عن
جعفر رضي الله تعالى عنهم، وقيل: المعنى لا تقتدوا بالمرائين والجاهلين وقرناء السوء، وقيل: لا تصحبوا الأشرار ولا تجالسوا أهل البدع
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل أمر بإقامة الصلاة المفروضة على ما علمت، وقد ذكروا أن الصلاة معراج المؤمن، وفي الأخبار
[ ص: 169 ] ما يدل على علو شأنها والأمر غني عن البيان
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114إن الحسنات يذهبن السيئات قال
الواسطي: أنوار الطاعات تذهب بظلم المعاصي.
وقال
يحيى بن معاذ: إن الله سبحانه لم يرض للمؤمن بالذنب حتى ستر ولم يرض بالستر حتى غفر ولم يرض بالغفران حتى بدل فقال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114إن الحسنات يذهبن السيئات ، وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=70فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ذلك الذي ذكر من إقامة الصلاة في الأوقات المشار إليها وإذهاب الحسنات السيئات ذكرى للذاكرين تذكير لمن يذكر حاله عند الحضور مع الله تعالى في الصفاء والجمعية والأنس والذوق
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=115واصبر بالله سبحانه في الاستقامة ومع الله تعالى بالحضور في الصلاة وعدم الركون إلى الغير
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=120إن الله لا يضيع أجر المحسنين الذين يشاهدونه في حال القيام بالحقوق
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض فيه حض على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=117وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون قيل: القرى فيه إشارة إلى القلوب
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=117وأهلها إشارة إلى القوى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=118ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة متساوية في الاستعداد متفقة على دين التوحيد
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=118ولا يزالون مختلفين في الوجهة والاستعداد
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119إلا من رحم ربك بهدايته إلى التوحيد وتوفيقه للكمال فإنهم متفقون في المذهب والمقصد متوافقون في السيرة والطريقة قبلتهم الحق ودينهم التوحيد والمحبة وإن اختلفت عباراتهم كما قيل:
عباراتنا شتى وحسنك واحد وكل إلى ذاك الجمال يشير
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119ولذلك الاختلاف
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119خلقهم وذلك ليكونوا مظاهر جماله وجلاله ولطفه وقهره، وقيل: ليتم نظام العالم ويحصل قوام الحياة الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119وتمت كلمة ربك أي أحكمت وأبرمت
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين لأن جهنم رتبة من مراتب الوجود لا يجوز في الحكمة تعطيلها وإبقاؤها في كتم العدم مع إمكانها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك لما اشتملت عليه من مقاساتهم الشدائد من أممهم مع ثباتهم وصبرهم وإهلاك أعدائهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وجاءك في هذه السورة (الحق) الذي لا ينبغي المحيد عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وموعظة وذكرى للمؤمنين وتخصيص هذه السورة بالذكر كما أشرنا إليه، وقيل: للتشريف، وإلا فالقرآن كله كذلك، والكل يغرف من بحره على ما يوافق مشربه، ومن هنا قيل: العموم متعلقون بظاهره، والخصوص هائمون بباطنه، وخصوص الخصوص مستغرقون في تجلي الحق سبحانه فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123ولله غيب السماوات على اختلاف معانيها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123والأرض كذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وإليه يرجع الأمر كله أي كل شأن من الشؤون فإن الكل منه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123فاعبده أسقط عنك حظوظ نفسك وقف مع الأمر بشرط الأدب
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وتوكل عليه لا تهتم بما قد كفيته واهتم بما ندبت إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وما ربك بغافل عما تعملون فيجازي كلا حسبما تقتضيه الحكمة والله تعالى ولي التوفيق وبيده أزمة التحقيق لا رب غيره ولا يرجى إلا خيره.
انتهى ما وفقنا له من تفسير سورة
هود بمن من بيده الكرم والجود، ونسأله سبحانه أن ييسر لنا إتمام ما قصدناه، ويوفقنا لفهم معاني كلامه على ما يحبه ويرضاه، والحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده، وعلى آله وصحبه وجنده وحزبه، ما غردت الأقلام في رياض التحرير، ووردت الأفهام من حياض التفسير.
(وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=105يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ كَامِلُ الشَّقَاوَةِ وَمِنْهُمْ سَعِيدٌ كَامِلُ السَّعَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=106فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ أَيْ نَارِ الْحِرْمَانِ عَنِ الْمُرَادِ وَآلَامِ مَا اكْتَسَبُوهُ مِنَ الْآثَامِ وَهُوَ عَذَابُ النَّفْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ فَيَخْرُجُونَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ مِنْ نِيرَانِ الْقَلْبِ وَذَلِكَ بِالسُّخْطِ وَالْإِذْلَالِ وَنِيرَانِ الرُّوحِ وَذَلِكَ بِالْحَجْبِ وَاللَّعْنِ وَالْقَهْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ لَا حَجْرَ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=108وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ أَيْ جَنَّةِ حُصُولِ الْمُرَادَاتِ وَاللَّذَّاتِ وَهِيَ جَنَّةُ النَّفْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=108خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ فَيَخْرُجُونَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى مَا هُوَ أَعْلَى وَأَعْلَى مِنْ جَنَّاتِ الْقَلْبِ فِي مَقَامِ تَجَلِّيَاتِ الصِّفَاتِ وَجَنَّاتِ الرُّوحِ فِي مَقَامِ الشُّهُودِ وَهُنَاكَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَقَدْ يُحْمَلُ التَّنْوِينُ عَلَى النَّوْعِيَّةِ وَيُؤَوَّلُ الِاسْتِثْنَاءِ بِخُرُوجِ الشَّقِيِّ مِنَ النَّارِ بِالتَّرَقِّي مِنْ مَقَامِهِ إِلَى الْجَنَّةِ بِزَكَاءِ نَفْسِهِ عَمَّا حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=112فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ أَيْ فِي الْقِيَامِ بِحُقُوقِ الْحَقِّ وَالْخَلْقِ وَذَلِكَ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى حُقُوقِهِ تَعَالَى وَالتَّعْظِيمِ لِأَمْرِهِ وَالتَّسْدِيدِ لِخَلْقِهِ مَعَ شُهُودِ الْكَثْرَةِ فِي الْوَحْدَةِ وَالْوَحْدَةِ فِي الْكَثْرَةِ مِنْ غَيْرِ إِخْلَالٍ مَا بِشَرْطٍ مِنْ شَرَائِطِ التَّعْظِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=112وَمَنْ تَابَ عَنْ إِنْيَتِهِ وَذَنْبِ وُجُودِهِ مَعَك مِنْ الْمُؤْمِنِينَ الْمُوَحِّدِينَ إِلَى مَقَامِ الْبَقَاءِ بَعْدَ الْفَنَاءِ، وَقِيلَ: إِنَّ الِاسْتِقَامَةَ الْمَأْمُورَ بِهَا صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ الِاسْتِقَامَةِ الْمَأْمُورِ بِهَا مَنْ مَعَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَالْعَطْفُ لَا يَقْتَضِي أَكْثَرَ مِنَ الْمُشَارَكَةِ فِي مُطْلَقِ الْفِعْلِ كَمَا يُرْشِدُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=18شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ عَلَى قَوْلٍ، وَمِنْ هُنَا قَالَ الْجُنَيْدُ قَدَّسَ سِرَّهُ: الِاسْتِقَامَةُ مَعَ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ حَالُ الْعَابِدِينَ، وَالِاسْتِقَامَةُ مَعَ الْهَيْبَةِ وَالرَّجَاءِ حَالُ الْمُقَرَّبِينَ، وَالِاسْتِقَامَةُ مَعَ الْغَيْبَةِ عَنْ رُؤْيَةِ الِاسْتِقَامَةِ حَالُ الْعَارِفِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=112وَلا تَطْغَوْا وَلَا تَخْرُجُوا عَمَّا حَدَّ لَكُمْ مِنَ الشَّرِيعَةِ، فَإِنَّ الْخُرُوجَ عَنْهَا زَنْدَقَةٌ (وَلَا تَرْكَنُوا) أَيْ لَا تَمِيلُوا أَدْنَى مَيْلٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا وَهِيَ النُّفُوسُ الْمُظْلِمَةُ الْمَائِلَةُ إِلَى الشُّرُورِ فِي أَصْلِ الْخِلْقَةِ كَمَا قِيلَ:
الظُّلْمُ مِنْ شِيَمِ النُّفُوسِ فَإِنْ تَجِدْ ذَا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لَمْ يَظْلِمْ
وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ
جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى لَا تَقْتَدُوا بِالْمُرَائِينَ وَالْجَاهِلِينَ وَقُرَنَاءِ السُّوءِ، وَقِيلَ: لَا تَصْحَبُوا الْأَشْرَارَ وَلَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْبِدَعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ أَمْرٌ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ عَلَى مَا عَلِمْتَ، وَقَدْ ذَكَرُوا أَنَّ الصَّلَاةَ مِعْرَاجُ الْمُؤْمِنِ، وَفِي الْأَخْبَارِ
[ ص: 169 ] مَا يَدُلُّ عَلَى عُلُوِّ شَأْنِهَا وَالْأَمْرُ غَنِيٌّ عَنِ الْبَيَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ قَالَ
الْوَاسِطِيُّ: أَنْوَارُ الطَّاعَاتِ تُذْهِبُ بِظُلْمِ الْمَعَاصِي.
وَقَالَ
يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَرْضَ لِلْمُؤْمِنِ بِالذَّنْبِ حَتَّى سَتَرَ وَلَمْ يَرْضَ بِالسَّتْرِ حَتَّى غَفَرَ وَلَمْ يَرْضَ بِالْغُفْرَانِ حَتَّى بَدَّلَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ، وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=70فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ذَلِكَ الَّذِي ذَكَرَ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ فِي الْأَوْقَاتِ الْمُشَارِ إِلَيْهَا وَإِذْهَابِ الْحَسَنَاتِ السَّيِّئَاتِ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ تَذْكِيرٌ لِمَنْ يَذْكُرُ حَالَهُ عِنْدَ الْحُضُورِ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الصَّفَاءِ وَالْجَمْعِيَّةِ وَالْأُنْسِ وَالذَّوْقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=115وَاصْبِرْ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي الِاسْتِقَامَةِ وَمَعَ اللَّهِ تَعَالَى بِالْحُضُورِ فِي الصَّلَاةِ وَعَدَمِ الرُّكُونِ إِلَى الْغَيْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=120إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ الَّذِينَ يُشَاهِدُونَهُ فِي حَالِ الْقِيَامِ بِالْحُقُوقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنَ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ فِيهِ حَضٌّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=117وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ قِيلَ: الْقُرَى فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى الْقُلُوبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=117وَأَهْلُهَا إِشَارَةٌ إِلَى الْقُوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=118وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً مُتَسَاوِيَةً فِي الِاسْتِعْدَادِ مُتَّفِقَةً عَلَى دِينِ التَّوْحِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=118وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ فِي الْوُجْهَةِ وَالِاسْتِعْدَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ بِهِدَايَتِهِ إِلَى التَّوْحِيدِ وَتَوْفِيقِهِ لِلْكَمَالِ فَإِنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ فِي الْمَذْهَبِ وَالْمَقْصِدِ مُتَوَافِقُونَ فِي السِّيرَةِ وَالطَّرِيقَةِ قِبْلَتُهُمُ الْحَقُّ وَدِينُهُمُ التَّوْحِيدُ وَالْمَحَبَّةُ وَإِنِ اخْتَلَفَتْ عِبَارَاتُهُمْ كَمَا قِيلَ:
عِبَارَاتُنَا شَتَّى وَحُسْنُكَ وَاحِدٌ وَكُلٌّ إِلَى ذَاكَ الْجَمَالِ يُشِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119وَلِذَلِكَ الِاخْتِلَافِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119خَلَقَهُمْ وَذَلِكَ لِيَكُونُوا مَظَاهِرَ جَمَالِهِ وَجَلَالِهِ وَلُطْفِهِ وَقَهْرِهِ، وَقِيلَ: لِيَتِمَّ نِظَامُ الْعَالَمِ وَيَحْصُلَ قِوَامُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ أَيْ أُحْكِمَتْ وَأُبْرِمَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لِأَنَّ جَهَنَّمَ رُتْبَةٌ مِنْ مَرَاتِبِ الْوُجُودِ لَا يَجُوزُ فِي الْحِكْمَةِ تَعْطِيلُهَا وَإِبْقَاؤُهَا فِي كَتْمِ الْعَدَمِ مَعَ إِمْكَانِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ لِمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنْ مُقَاسَاتِهِمُ الشَّدَائِدَ مِنْ أُمَمِهِمْ مَعَ ثَبَاتِهِمْ وَصَبْرِهِمْ وَإِهْلَاكِ أَعْدَائِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ (الْحَقُّ) الَّذِي لَا يَنْبَغِي الْمَحِيدُ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ وَتَخْصِيصُ هَذِهِ السُّورَةِ بِالذِّكْرِ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ، وَقِيلَ: لِلتَّشْرِيفِ، وَإِلَّا فَالْقُرْآنُ كُلُّهُ كَذَلِكَ، وَالْكُلُّ يَغْرِفُ مِنْ بَحْرِهِ عَلَى مَا يُوَافِقُ مَشْرَبَهُ، وَمِنْ هُنَا قِيلَ: الْعُمُومُ مُتَعَلِّقُونَ بِظَاهِرِهِ، وَالْخُصُوصُ هَائِمُونَ بِبَاطِنِهِ، وَخُصُوصُ الْخُصُوصِ مُسْتَغْرِقُونَ فِي تَجَلِّي الْحَقِّ سُبْحَانَهُ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ عَلَى اخْتِلَافِ مَعَانِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَالأَرْضِ كَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ أَيْ كُلُّ شَأْنٍ مِنَ الشُّؤُونِ فَإِنَّ الْكُلَّ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123فَاعْبُدْهُ أَسْقِطْ عَنْكَ حُظُوظَ نَفْسِكَ وَقِفْ مَعَ الْأَمْرِ بِشَرْطِ الْأَدَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ لَا تَهْتَمَّ بِمَا قَدْ كُفِيتَهُ وَاهْتَمَّ بِمَا نُدِبْتَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ فَيُجَازِي كُلًّا حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ وَبِيَدِهِ أَزِمَّةُ التَّحْقِيقِ لَا رَبَّ غَيْرُهُ وَلَا يُرْجَى إِلَّا خَيْرُهُ.
انْتَهَى مَا وُفِّقْنَا لَهُ مِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ
هُودٍ بِمَنِّ مَنْ بِيَدِهِ الْكَرَمُ وَالْجُودُ، وَنَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُيَسِّرَ لَنَا إِتْمَامَ مَا قَصَدْنَاهُ، وَيُوَفِّقُنَا لِفَهْمِ مَعَانِي كَلَامِهِ عَلَى مَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ حَقَّ حَمْدِهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ مِنْ بَعْدِهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَجُنْدِهِ وَحِزْبِهِ، مَا غَرَّدَتِ الْأَقْلَامُ فِي رِيَاضِ التَّحْرِيرِ، وَوَرَدَتِ الْأَفْهَامُ مِنْ حِيَاضِ التَّفْسِيرِ.