هذا ( ومن باب الإشارة في الآيات ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=20الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق قيل : عهد الله تعالى مع المؤمنين القيام له سبحانه بالعبودية في السراء والضراء
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=21والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل فيصلون بقلوبهم محبته وبأسرارهم مشاهدته سبحانه وقربته
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=21ويخشون ربهم عند تجلي الصفات في مقام القلب فيشاهدون جلال صفة العظمة ويلزمهم الهيبة والخشية
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=21ويخافون سوء الحساب عند تجلي الأفعال في مقام النفس فينظرون إلى البطش والعقاب فيلزمهم الخوف .
وسئل
ابن عطاء ما الفرق بين الخشية والخوف فقال : الخشية من السقوط عن درجات الزلفى والخوف من اللحوق بدركات المقت والجفا وقال بعضهم : الخشية أدق والخوف أصلب
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=22والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم صبروا عما دون الله تعالى بالله سبحانه لكشف أنوار وجهه الكريم أو صبروا في سلوك سبيله سبحانه عن المألوفات طلبا لرضاه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=22وأقاموا الصلاة صلاة المشاهدة أو اشتغلوا بالتزكية بالعبادات البدنية
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=22وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية أفادوا مما مننا عليهم من الأحوال والمقامات والكشوف وهذبوا المريدين حتى صار لهم ما صار لهم ظاهرا وباطنا أو اشتغلوا بالتزكية بالعبادات المالية أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=22ويدرءون بالحسنة الحاصلة لهم من تجلي الصفة الإلهية السنية
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=22السيئة التي هي صفة النفس وقال بعضهم : يعاشرون الناس بحسن الخلق فإن عاملهم أحد بالجفاء قابلوه بالوفاء
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=22أولئك لهم عقبى الدار البقاء بعد الفناء أو العاقبة الحميدة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=23جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم قيل : يدخلون جنة الذات ومن صلح من آباء الأرواح ويدخلون جنة الصفات بالقلوب ويدخلون جنة الأفعال ومن صلح من أزواج النفوس وذريات القوى أو يدخلون جنات القرب والمشاهدة والوصال ومن صلح من المذكورين تبع لهم ولأجل عين ألف
[ ص: 178 ] عين تكرم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=23والملائكة يدخلون عليهم من كل باب nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=24سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار يدخل عليهم أهل الجبروت والملكوت من كل باب من أبواب الصفات محيين لهم بتحايا الإشراقات النورية والإمدادات القدسية أو يدخل عليهم الملائكة الذين صحبوهم في الدنيا من كل باب من أبواب الطاعة مسلمين عليهم بعد استقرارهم في منازلهم كما يسلم أصحاب الغائب عليه إذا قدم إلى منزله واستقر فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28الذين آمنوا الإيمان العلمي بالغيب
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28وتطمئن قلوبهم بذكر الله قالوا : ذكر النفس باللسان والتفكر في النعم وذكر القلب بالتفكر في الملكوت ومطالعة صفات الجمال وذكر السر بالمناجاة وذكر الروح بالمشاهدة وذكر الخفاء بالمناغاة في العشق وذكر الله تعالى بالفناء فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28ألا بذكر الله تطمئن القلوب وذلك أن النفس تضطرب بظهور صفاتها وأحاديثها وتطيش فيتلون القلب ويتغير لذلك فإذا تفكر في الملكوت ومطالعة أنوار الجمال والجبروت استقر واطمأن وسائر أنواع الذكر إنما يكون بعد الاطمئنان قال
الهزجوري : قلوب الأولياء مطمئنة لا تتحرك دائما خشية أن يتجلى الله تعالى عليها فجأة فيجدها غير متسمة بالأدب
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29الذين آمنوا وعملوا الصالحات تخلية وتحلية
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29طوبى لهم بالوصول إلى الفطرة وكمال الصفات
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29وحسن مآب بالدخول في جنة القلب وهي جنة الصفات أو طوبى لهم الآن حيث لم يوجد منهم ما يخالف رضاء محبوبهم وحسن مآب في الآخرة حيث لا يجدون من محبوبهم خلاف مأمولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت أي بحسب كسبها ومقتضاه أي كما تقتضي مكسوباتها من الصفات والأحوال التي تعرض لاستعدادها يفيض عليها من الجزاء
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=36قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به ما أخرج سبحانه أحدا من العبودية حتى سيد أحرار البرية صلى الله تعالى عليه وسلم وفسرها
أبو حفص بأنها ترك كل ملك وملازمة المأمور به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد قدس سره : لا يرتقي أحد في درجات العبودية حتى يحكم فيما بينه وبين الله تعالى أوائل البدايات وهي الفروض والواجبات والسنن والأوراد ومطايا الفضل عزائم الأمور فمن أحكم على نفسه هذا من الله تعالى عليه بما بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية فيه على ما قيل إشارة إلى أنه إذا شرف الله تعالى شخصا بولايته لم يضر به مباشرة أحكام البشرية من الأهل والولد ولم يكن بسط الدنيا له قدحا في ولايته وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فيه منع طلب الكرامات واقتراحها من المشايخ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38لكل أجل كتاب لكل وقت أمر مكتوب يقع فيه ولا يقع في غيره ومن هنا قيل : الأمور مرهونة لأوقاتها وقيل : لله تعالى خواص في الأزمنة والأمكنة والأشخاص
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=39يمحو الله ما يشاء ويثبت قيل : يمحو عن ألواح العقول صور الأفكار ويثبت فيها أنوار الأذكار ويمحو عن أوراق القلوب علوم الحدثان ويثبت فيها لدنيات علم العرفان وقيل : يمحو العارفين بكشف جلاله ويثبتهم في وقت آخر بلطف جماله وقال
ابن عطاء : يمحو أوصافهم ويثبت أسرارهم لأنها موضع المشاهدة وقيل : يمحو ما يشاء عن الألواح الجزئية التي هي النفوس السماوية من النقوش الثابتة فيها فيعدم عن المواد ويفني ويثبت ما يشاء فيها فيوجد
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=39وعنده أم الكتاب العلم الأزلي القائم بذاته سبحانه وقيل : لوح القضاء السابق الذي هو عقل الكل وفيه كل ما كان ويكون أزلا وأبدا على الوجه الكلي المنزه عن المحو والإثبات وذكروا أن الألواح أربعة لوح القضاء السابق العالي عن المحو والإثبات وهو لوح العقل الأول ولوح القدر وهو لوح النفس الناطقة الكلية التي يفصل فيها كليات اللوح الأول وهو المسمى باللوح المحفوظ ولوح النفوس الجزئية
[ ص: 179 ] السماوية التي ينتقش فيها كل ما في هذا العالم بشكله وهيئته ومقداره وهو المسمى بالسماء الدنيا وهو بمثابة خيال العالم كما أن الأول بمثابة روحه والثاني بمثابة قلبه ثم لوح الهيولي القابل للصور في عالم الشهادة . اهـ . وهو كلام فلسفي
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها قيل : ذلك بذهاب أهل الولاية الذين بهم عمارة الأرض وقيل : الإشارة أنا نقصد أرض وقت الجسد الشيخوخة ننقصها من أطرافها بضعف الأعضاء والقوى الظاهرة والباطنة شيئا فشيئا حتى يحصل الموت أو نأتي أرض النفس وقت السلوك ننقصها من أطرافها بإفناء أفعالها بأفعالنا أولا وبإفناء صفاتها ثانيا وبإفناء ذاتها في ذاتنا ثالثا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41لا معقب لحكمه لا راد ولا مبدل لكل ما حكم به نسأل الله تعالى أن يحكم لنا بما هو خير وأولى في الآخرة والأولى بحرمة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وشرف وعظم وكرم .
هَذَا ( وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=20الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ قِيلَ : عَهْدُ اللَّهِ تَعَالَى مَعَ الْمُؤْمِنِينَ الْقِيَامُ لَهُ سُبْحَانَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=21وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ فَيَصِلُونَ بِقُلُوبِهِمْ مَحَبَّتَهُ وَبِأَسْرَارِهِمْ مُشَاهَدَتَهُ سُبْحَانَهُ وَقُرْبَتَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=21وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ عِنْدَ تَجَلِّي الصِّفَاتِ فِي مَقَامِ الْقَلْبِ فَيُشَاهِدُونَ جَلَالَ صِفَةِ الْعَظَمَةِ وَيَلْزَمُهُمُ الْهَيْبَةُ وَالْخَشْيَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=21وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ عِنْدَ تَجَلِّي الْأَفْعَالِ فِي مَقَامِ النَّفْسِ فَيَنْظُرُونَ إِلَى الْبَطْشِ وَالْعِقَابِ فَيَلْزَمُهُمُ الْخَوْفُ .
وَسُئِلَ
ابْنُ عَطَاءٍ مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الْخَشْيَةِ وَالْخَوْفِ فَقَالَ : الْخَشْيَةُ مِنَ السُّقُوطِ عَنْ دَرَجَاتِ الزُّلْفَى وَالْخَوْفُ مِنَ اللُّحُوقِ بِدَرَكَاتِ الْمَقْتِ وَالْجَفَا وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْخَشْيَةُ أَدَقُّ وَالْخَوْفُ أَصْلَبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=22وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ صَبَرُوا عَمَّا دُونِ اللَّهِ تَعَالَى بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ لِكَشْفِ أَنْوَارِ وَجْهِهِ الْكَرِيمِ أَوْ صَبَرُوا فِي سُلُوكِ سَبِيلِهِ سُبْحَانَهُ عَنِ الْمَأْلُوفَاتِ طَلَبًا لِرِضَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=22وَأَقَامُوا الصَّلاةَ صَلَاةَ الْمُشَاهَدَةِ أَوِ اشْتَغَلُوا بِالتَّزْكِيَةِ بِالْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=22وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً أَفَادُوا مِمَّا مَنَنَّا عَلَيْهِمْ مِنَ الْأَحْوَالِ وَالْمَقَامَاتِ وَالْكُشُوفِ وَهَذَّبُوا الْمُرِيدِينَ حَتَّى صَارَ لَهُمْ مَا صَارَ لَهُمْ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا أَوِ اشْتَغَلُوا بِالتَّزْكِيَةِ بِالْعِبَادَاتِ الْمَالِيَّةِ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=22وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ الْحَاصِلَةِ لَهُمْ مِنْ تَجَلِّي الصِّفَةِ الْإِلَهِيَّةِ السَّنِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=22السَّيِّئَةَ الَّتِي هِيَ صِفَةُ النَّفْسِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : يُعَاشِرُونَ النَّاسَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ فَإِنْ عَامَلَهُمْ أَحَدٌ بِالْجَفَاءِ قَابَلُوهُ بِالْوَفَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=22أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ الْبَقَاءُ بَعْدَ الْفَنَاءِ أَوِ الْعَاقِبَةُ الْحَمِيدَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=23جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ قِيلَ : يَدْخُلُونَ جَنَّةَ الذَّاتِ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَاءِ الْأَرْوَاحِ وَيَدْخُلُونَ جَنَّةَ الصِّفَاتِ بِالْقُلُوبِ وَيَدْخُلُونَ جَنَّةَ الْأَفْعَالِ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ أَزْوَاجِ النُّفُوسِ وَذُرِّيَّاتِ الْقُوَى أَوْ يَدْخُلُونَ جَنَّاتِ الْقُرْبِ وَالْمُشَاهَدَةِ وَالْوِصَالِ وَمَنْ صَلَحَ مِنَ الْمَذْكُورِينَ تَبَعٌ لَهُمْ وَلِأَجْلِ عَيْنٍ أَلْفُ
[ ص: 178 ] عَيْنٍ تُكْرَمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=23وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=24سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ أَهْلُ الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ مِنْ كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الصِّفَاتِ مُحَيِّينَ لَهُمْ بِتَحَايَا الْإِشْرَاقَاتِ النُّورِيَّةِ وَالْإِمْدَادَاتِ الْقُدُسِيَّةِ أَوْ يَدْخُلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ صَحِبُوهُمْ فِي الدُّنْيَا مَنْ كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الطَّاعَةِ مُسَلِّمِينَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ اسْتِقْرَارِهِمْ فِي مَنَازِلِهِمْ كَمَا يُسَلِّمُ أَصْحَابُ الْغَائِبِ عَلَيْهِ إِذَا قَدِمَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَاسْتَقَرَّ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28الَّذِينَ آمَنُوا الْإِيمَانَ الْعِلْمِيَّ بِالْغَيْبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ قَالُوا : ذِكْرُ النَّفْسِ بِاللِّسَانِ وَالتَّفَكُّرُ فِي النِّعَمِ وَذِكْرُ الْقَلْبِ بِالتَّفَكُّرِ فِي الْمَلَكُوتِ وَمُطَالَعَةِ صِفَاتِ الْجَمَالِ وَذِكْرُ السِّرِّ بِالْمُنَاجَاةِ وَذِكْرُ الرُّوحِ بِالْمُشَاهَدَةِ وَذِكْرُ الْخَفَاءِ بِالْمُنَاغَاةِ فِي الْعِشْقِ وَذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى بِالْفَنَاءِ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ وَذَلِكَ أَنَّ النَّفْسَ تَضْطَرِبُ بِظُهُورِ صِفَاتِهَا وَأَحَادِيثِهَا وَتَطِيشُ فَيَتَلَوَّنُ الْقَلْبُ وَيَتَغَيَّرُ لِذَلِكَ فَإِذَا تَفَكَّرَ فِي الْمَلَكُوتِ وَمُطَالَعَةِ أَنْوَارِ الْجَمَالِ وَالْجَبَرُوتِ اسْتَقَرَّ وَاطْمَأَنَّ وَسَائِرُ أَنْوَاعِ الذِّكْرِ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ الِاطْمِئْنَانِ قَالَ
الْهَزْجُورِيُّ : قُلُوبُ الْأَوْلِيَاءِ مُطْمَئِنَّةٌ لَا تَتَحَرَّكُ دَائِمًا خَشْيَةَ أَنْ يَتَجَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا فَجْأَةً فَيَجِدَهَا غَيْرَ مُتَّسِمَةٍ بِالْأَدَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ تَخْلِيَةٌ وَتَحْلِيَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29طُوبَى لَهُمْ بِالْوُصُولِ إِلَى الْفِطْرَةِ وَكَمَالِ الصِّفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29وَحُسْنُ مَآبٍ بِالدُّخُولِ فِي جَنَّةِ الْقَلْبِ وَهِيَ جَنَّةُ الصِّفَاتِ أَوْ طُوبَى لَهُمُ الْآنَ حَيْثُ لَمْ يُوجَدُ مِنْهُمْ مَا يُخَالِفُ رِضَاءَ مَحْبُوبِهِمْ وَحُسْنُ مَآبٍ فِي الْآخِرَةِ حَيْثُ لَا يَجِدُونَ مِنْ مَحْبُوبِهِمْ خِلَافَ مَأْمُولِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ أَيْ بِحَسَبِ كَسْبِهَا وَمُقْتَضَاهُ أَيْ كَمَا تَقْتَضِي مَكْسُوبَاتُهَا مِنَ الصِّفَاتِ وَالْأَحْوَالِ الَّتِي تَعْرِضُ لِاسْتِعْدَادِهَا يَفِيضُ عَلَيْهَا مِنَ الْجَزَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=36قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ مَا أَخْرَجَ سُبْحَانَهُ أَحَدًا مِنَ الْعُبُودِيَّةِ حَتَّى سَيِّدَ أَحْرَارِ الْبَرِيَّةِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَسَّرَهَا
أَبُو حَفْصٍ بِأَنَّهَا تَرْكُ كُلِّ مُلْكٍ وَمُلَازَمَةُ الْمَأْمُورِ بِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14021الْجُنَيْدُ قُدِّسَ سِرُّهُ : لَا يَرْتَقِي أَحَدٌ فِي دَرَجَاتِ الْعُبُودِيَّةِ حَتَّى يُحَكِّمَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى أَوَائِلَ الْبِدَايَاتِ وَهِيَ الْفُرُوضُ وَالْوَاجِبَاتُ وَالسُّنَنُ وَالْأَوْرَادُ وَمَطَايَا الْفَضْلِ عَزَائِمُ الْأُمُورِ فَمَنْ أَحْكَمَ عَلَى نَفْسِهِ هَذَا مَنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ بِمَا بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً فِيهِ عَلَى مَا قِيلَ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ إِذَا شَرَّفَ اللَّهُ تَعَالَى شَخْصًا بِوِلَايَتِهِ لَمْ يَضُرَّ بِهِ مُبَاشَرَةُ أَحْكَامِ الْبَشَرِيَّةِ مِنَ الْأَهْلِ وَالْوَلَدِ وَلَمْ يَكُنْ بَسْطُ الدُّنْيَا لَهُ قَدْحًا فِي وِلَايَتِهِ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ فِيهِ مَنْعُ طَلَبِ الْكَرَامَاتِ وَاقْتِرَاحِهَا مِنَ الْمَشَايِخِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ لِكُلِّ وَقْتٍ أَمْرٌ مَكْتُوبٌ يَقَعُ فِيهِ وَلَا يَقَعُ فِي غَيْرِهِ وَمِنْ هُنَا قِيلَ : الْأُمُورُ مَرْهُونَةٌ لِأَوْقَاتِهَا وَقِيلَ : لِلَّهِ تَعَالَى خَوَاصُّ فِي الْأَزْمِنَةِ وَالْأَمْكِنَةِ وَالْأَشْخَاصِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=39يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ قِيلَ : يَمْحُو عَنْ أَلْوَاحِ الْعُقُولِ صُوَرَ الْأَفْكَارِ وَيَثْبُتُ فِيهَا أَنْوَارَ الْأَذْكَارِ وَيَمْحُو عَنِ أَوْرَاقِ الْقُلُوبِ عُلُومَ الْحِدْثَانِ وَيَثْبُتُ فِيهَا لَدُنِيَّاتِ عِلْمِ الْعِرْفَانِ وَقِيلَ : يَمْحُو الْعَارِفِينَ بِكَشْفِ جَلَالِهِ وَيُثْبِتُهُمْ فِي وَقْتٍ آخَرَ بِلُطْفِ جِمَالِهِ وَقَالَ
ابْنُ عَطَاءٍ : يَمْحُو أَوْصَافَهُمْ وَيُثْبِتُ أَسْرَارَهُمْ لِأَنَّهَا مَوْضِعُ الْمُشَاهَدَةِ وَقِيلَ : يَمْحُو مَا يَشَاءُ عَنِ الْأَلْوَاحِ الْجُزْئِيَّةِ الَّتِي هِيَ النُّفُوسُ السَّمَاوِيَّةُ مِنَ النُّقُوشِ الثَّابِتَةِ فِيهَا فَيُعْدِمُ عَنِ الْمَوَادِّ وَيُفْنِي وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ فِيهَا فَيُوجِدُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=39وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ الْعِلْمُ الْأَزَلِيُّ الْقَائِمُ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ وَقِيلَ : لَوْحُ الْقَضَاءِ السَّابِقِ الَّذِي هُوَ عَقْلُ الْكُلِّ وَفِيهِ كُلُّ مَا كَانَ وَيَكُونُ أَزَلًا وَأَبَدًا عَلَى الْوَجْهِ الْكُلِّيِّ الْمُنَزَّهِ عَنِ الْمَحْوِ وَالْإِثْبَاتِ وَذَكَرُوا أَنَّ الْأَلْوَاحَ أَرْبَعَةٌ لَوْحُ الْقَضَاءِ السَّابِقِ الْعَالِي عَنِ الْمَحْوِ وَالْإِثْبَاتِ وَهُوَ لَوْحُ الْعَقْلِ الْأَوَّلِ وَلَوْحُ الْقَدَرِ وَهُوَ لَوْحُ النَّفْسِ النَّاطِقَةِ الْكُلِّيَّةِ الَّتِي يَفْصِلُ فِيهَا كُلِّيَّاتُ اللَّوْحِ الْأَوَّلِ وَهُوَ الْمُسَمَّى بِاللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَلَوْحُ النُّفُوسِ الْجُزْئِيَّةِ
[ ص: 179 ] السَّمَاوِيَّةِ الَّتِي يَنْتَقِشُ فِيهَا كُلُّ مَا فِي هَذَا الْعَالَمِ بِشَكْلِهِ وَهَيْئَتِهِ وَمِقْدَارِهِ وَهُوَ الْمُسَمَّى بِالسَّمَاءِ الدُّنْيَا وَهُوَ بِمَثَابَةِ خَيَالِ الْعَالَمِ كَمَا أَنَّ الْأَوَّلَ بِمَثَابَةِ رُوحِهِ وَالثَّانِي بِمَثَابَةِ قَلْبِهِ ثُمَّ لَوْحُ الْهَيُولِيِّ الْقَابِلُ لِلصُّوَرِ فِي عَالَمِ الشَّهَادَةِ . اهَـ . وَهُوَ كَلَامٌ فَلْسَفِيٌّ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا قِيلَ : ذَلِكَ بِذَهَابِ أَهْلِ الْوِلَايَةِ الَّذِينَ بِهِمْ عِمَارَةُ الْأَرْضِ وَقِيلَ : الْإِشَارَةُ أَنَّا نَقْصِدُ أَرْضَ وَقْتِ الْجَسَدِ الشَّيْخُوخَةَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا بِضَعْفِ الْأَعْضَاءِ وَالْقُوَى الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ شَيْئًا فَشَيْئًا حَتَّى يَحْصُلَ الْمَوْتُ أَوْ نَأْتِي أَرْضَ النَّفْسِ وَقْتَ السُّلُوكِ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا بِإِفْنَاءِ أَفْعَالِهَا بِأَفْعَالِنَا أَوَّلًا وَبِإِفْنَاءِ صِفَاتِهَا ثَانِيًا وَبِإِفْنَاءِ ذَاتِهَا فِي ذَاتِنَا ثَالِثًا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ لَا رَادَّ وَلَا مُبَدِّلَ لِكُلِّ مَا حَكَمَ بِهِ نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَحْكُمَ لَنَا بِمَا هُوَ خَيْرٌ وَأَوْلَى فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى بِحُرْمَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَفٍ وَعِظَمٍ وَكَرَمٍ .