سورة الرعد (13)
جاء من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعلي بن أبي طلحة أنها مكية وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير قال
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور في سننه : حدثنا
أبو عوانة عن
أبي بشر قال : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير عن قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43ومن عنده علم الكتاب هل هو
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام فقال : كيف وهذه السورة مكية وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=13508وابن مردويه من طريق
العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومن طريق
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج وعثمان عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عنه
nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة أنها مدنية إلا أن في رواية الأخير استثناء قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة الآية فإنها مكية وروي أن أولها إلى آخر
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولو أن قرآنا الآية مدني وباقيها مكي وفي الإتقان يؤيد القول بأنها مدنية ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8الله يعلم ما تحمل كل أنثى إلى قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهو شديد المحال نزل في قصة
أربد بن قيس وعامر بن الطفيل حين قدما
المدينة على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ثم قال : والذي يجمع به بين الاختلاف أنها مكية إلا آيات منها وهي ثلاث وأربعون آية في الكوفي وأربع في المدني وخمس في البصري وسبع في الشامي ووجه مناسبتها لما قبلها أنه سبحانه قال فيما تقدم :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=105وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون فأجمل سبحانه الآيات السماوية والأرضية ثم فصل جل شأنه ذلك هنا أتم تفصيل وأيضا أنه تعالى قد أتى هنا مما يدل على توحيده عز وجل ما يصلح شرحا لما حكاه عن
يوسف عليه السلام من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار وأيضا في كل من السورتين ما فيه تسلية له صلى الله تعالى عليه وسلم هذا مع اشتراك آخر تلك السورة وأول هذه فيما فيه وصف القرآن كما لا يخفى وجاء في فضلها ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة والمروزي في الجنائز أنه كان يستحب إذا حضر الميت أن يقرأ عنده سورة الرعد فإن ذلك يخفف عن الميت وأنه أهون لقبضه وأيسر لشأنه وجاء في ذلك أخبار أخر نصوا على وضعها والله تعالى أعلم .
( بسم الله الرحمن الرحيم المر ) أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن معنى ذلك أنا الله أعلم وأرى وهو أحد أقوال مشهورة في مثل ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=29786_30549_32238_32450_34237_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تلك آيات الكتاب جعل غير واحد الكتاب بمعنى السورة وهو بمعنى المكتوب صادق عليها من غير اعتبار تجوز والإشارة إلى آياتها باعتبار أنها لتلاوة بعضها والبعض الآخر في معرض التلاوة صارت كالحاضرة أو لثبوتها في اللوح أو مع الملك والمعنى تلك الآيات السورة الكاملة العجيبة في بابها واستفيد هذا على ما قيل من اللام وذلك أن الإضافة بيانية فالمآل ذلك الكتاب والخبر إذا عرف بلام الجنس أفاد المبالغة وأن هذا المحكوم عليه اكتسب من الفضيلة ما يوجب
[ ص: 85 ] جعله نفس الجنس وأنه ليس نوعا من أنواعه وحيث أنه في الظاهر كالممتنع أريد ذلك .
وجوز أن يكون المراد بالكتاب القرآن و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تلك إشارة إلى آيات السورة والمعنى آيات هذه السورة آيات القرآن الذي هو الكتاب العجيب الكامل الغني عن الوصف بذلك المعروف به من بين الكتب الحقيق باختصاص اسم الكتاب والظاهر أن المراد جميعه وجوز أن يراد به المنزل حينئذ ورجح إرادة القرآن بأنه المتبادر من مطلق الكتاب المستغني عن النعت وبه يظهر جميع ما أريد من وصف الآيات بوصف ما أضيفت إليه من نعوت الكمال بخلاف ما إذا جعل عبارة عن السورة فإنها ليست بتلك المثابة من الشهرة في الاتصاف بذلك المغنية عن التصريح بالوصف وفيه بحث وأيا ما كان فلا محذور في حمل آيات الكتاب على تلك كما لا يخفى وقيل : الإشارة بتلك إلى ما قص سبحانه عليه عليه الصلاة والسلام من أنباء الرسل عليهم السلام المشار إليها في آخر السورة المتقدمة بقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=102ذلك من أنباء الغيب وجوز على هذا أن يراد بالكتاب ما يشمل التوراة والإنجيل وأخرج ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة .
وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية هذا على تقدير أن تكون الإشارة إلى المر مرادا بها حروف المعجم أيضا وجعل ذلك مبتدأ أولا و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تلك مبتدأ ثانيا و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1آيات خبره والجملة خبر الأول والرابط الإشارة وأما قوله سبحانه وتعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1والذي أنزل إليك من ربك الحق فالظاهر أن الموصول فيه مبتدأ وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1أنزل من الفعل ومرفوعه صلته و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1من ربك متعلق بأنزل و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الحق خبر والمراد بالموصول عند كثير القرآن كله والكلام استدراك على وصف السورة فقط بالكمال وفي أسلوبه قول
فاطمة الأنمارية وقد قيل لها : أي بنيك أفضل
ربيع بل
عمارة بل
قيس بل
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ثكلتهم إن كنت أعلم أيهم أفضل والله إنهم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها وذلك كما أنها نفت التفاضل آخرا بإثبات الكمال لكل واحد دلالة على أن كمال كل لا يحيط به الوصف وهو إجمال بعد التفصيل لهذا الغرض كذلك لما أثبت سبحانه لهذه السورة خصوصا الكمال استدركه بأن كل المنزل كذلك لا يختص به سورة دون أخرى للدلالة المذكورة وهو على ما قيل معنى بديع ووجه بليغ ذكره صاحب الكشاف وقيل : إنه لتقرير ما قبله والاستدلال عليه لأنه إذا كان كل المنزل عليه حقا فذلك المنزل أيضا حق ضرورة أنه من كل المنزل فهو كامل لأنه لا أكمل من الحق والصدق ولخفاء أمر الاستدلال قال العلامة
nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي إنه كالحجة على ما قبله ولعل الأول أولى ومع ذا لا يخلو عن خفاء أيضا ولو قيل : المراد بالكمال فيما تقدم الكمال الراجع إلى الفصاحة والبلاغة ويكون ذلك وصفا للمشار إليه بالإعجاز من جهة ذلك ويكون هذا وصفا له بخصوصه على تقدير أن يكون فيه وضع الظاهر موضع الضمير أو لما يشمله وغيره على تقدير أن لا يكون فيه ذلك بكونه حقا مطابقا للواقع إذ لا تستدعي الفصاحة والبلاغة الحقية كما يشهد به الرجوع إلى المقامات الحريرية لم يبعد كل البعد فتدبر وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي كون
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1من ربك هو الخبر و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الحق خبر مبتدإ محذوف أي هو الحق أو خبر بعد خبر أو كلاهما خبر واحد كما قيل في : الرمان حلو حامض وهو إعراب متكلف وجوز أيضا كون الموصول في محل خفض عطفا على
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الكتاب و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الحق حينئذ خبر مبتدإ محذوف لا غير .
قيل : والعطف من عطف العام على الخاص أو إحدى الصفتين على الأخرى كما قالوا في قوله :
[ ص: 86 ] هو الملك القرم وابن الهمام ......
البيت
وبعضهم يجعله من عطف الكل على الجزء أو من عطف أحد المترادفين على الآخر ولكل وجهة وإذا أريد بالكتاب ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة فأمر العطف ظاهر وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء كون ( الذي ) نعتا للكتاب بزيادة الواو في الصفة كما في أتاني كتاب أبي حفص والفاروق والنازلين والطيبين وتعقب بأن الذي ذكر في زيادة الواو للإلصاق خصه صاحب المغني بما إذا كان النعت جملة ولم نر من ذكره في المفرد .
وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي أيضا كون الموصول معطوفا على
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1آيات وجعل
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الحق نعتا له وهو كما ترى ثم المقصود على تقدير أن يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الحق خبر مبتدأ مذكور أو محذوف قصر الحقية على المنزل لعراقته فيها وليس في ذلك ما يدل على أن ما عداه ليس بحق أصلا على أن حقيته مستتبعة لحقية سائر الكتب السماوية لكونه مصدقا لما بين يديه ومهيمنا عليه وساق بعض نفاة القياس هذه الآية بناء على تضمنها الحصر في معرض الاستدلال على نفي ذلك فقالوا :
nindex.php?page=treesubj&link=21696الحكم المستنبط بالقياس غير منزل من عند الله تعالى وإلا لكان من يحكم به كافرا لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وكل ما ليس منزلا من عند الله تعالى بحق لهذه الآية لدلالتها على أن لا حق إلا ما أنزله الله تعالى والمثبتون لذلك أبطلوا ما ذكروه في المقدمة الأولى بأن المراد بعدم الحكم الإنكار وعدم التصديق أو المراد من لم يحكم بشيء أصلا مما أنزله الله تعالى ولا شك أنه من شأن الكفرة أو المراد بما أنزله هناك التوراة بقرينة ما قبله ونحن غير متعبدين بها فيختص باليهود ويكون المراد الحكم بكفرهم إذ لم يحكموا بكتابهم ونحن نقول بموجبه كما بين في شرح المواقف وما ذكروه في المقدمة الثانية بأن المراد بالمنزل من الله تعالى ما يشمل الصريح وغيره فيدخل فيه القياس لا ندرجه في حكم المقيس عليه المنزل من عنده سبحانه وقد جاء في المنزل صريحا
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فاعتبروا يا أولي الأبصار وهو دال على ما حقق في محله على حسن اتباع القياس على أنك قد علمت المقصود من الحصر .
ويحتمل أيضا على ما قيل أن يكون المراد هو الحق لا غيره من الكتب الغير المنزلة أو المنزلة إلى غيره بناء على تحريفها ونسخها وقد يقال : إن دليلهم منقوض بالسنة والإجماع والجواب الجواب ولا يخفى ما في التعبير عن القرآن بالموصول وإسناد الإنزال إليه بصيغة ما لم يسم فاعله والتعرض لوصف الربوبية مضافا إلى ضميره عليه الصلاة والسلام من الدلالة على فخامة المنزل وتشريف المنزل والإيماء إلى وجه بناء الخبر ما لا يخفى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1ولكن أكثر الناس قيل هم كفار
مكة وقيل : اليهود والنصارى والأولى أن يراد أكثرهم مطلقا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1لا يؤمنون . (1) . بذلك الحق المبين لإخلالهم بالنظر والتأمل فيه فعدم إيمانهم كما قال
شيخ الإسلام متعلق بعنوان حقيته لأنه المرجع للتصديق والتكذيب لا بعنوان كونه منزلا كما قيل ولأنه وارد على سبيل الوصف دون
سُورَةُ الرَّعْدِ (13)
جَاءَ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ عَنْ
أَبِي بِشْرٍ قَالَ : سَأَلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابْنَ جُبَيْرٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ هَلْ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَقَالَ : كَيْفَ وَهَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابْنِ الزُّبَيْرِ nindex.php?page=showalam&ids=13508وَابْنُ مَرْدُوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
الْعَوْفِيِّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَمِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ وَعُثْمَانُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11868وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ أَنَّهَا مَدَنِيَّةٌ إِلَّا أَنَّ فِي رِوَايَةِ الْأَخِيرِ اسْتِثْنَاءُ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ الْآيَةَ فَإِنَّهَا مَكِّيَّةٌ وَرُوِيَ أَنَّ أَوَّلَهَا إِلَى آخِرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا الْآيَةَ مَدَنِيٌّ وَبَاقِيهَا مَكِّيٌّ وَفِي الْإِتْقَانِ يُؤَيِّدُ الْقَوْلَ بِأَنَّهَا مَدَنِيَّةٌ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ نَزَلَ فِي قِصَّةِ
أَرْبَدَ بْنِ قَيْسٍ وَعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ حِينَ قَدِمَا
الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي يَجْمَعُ بِهِ بَيْنَ الِاخْتِلَافِ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ إِلَّا آيَاتٍ مِنْهَا وَهِيَ ثَلَاثٌ وَأَرْبَعُونَ آيَةً فِي الْكُوفِيِّ وَأَرْبَعٌ فِي الْمَدَنِيِّ وَخَمْسٌ فِي الْبَصْرِيِّ وَسَبْعٌ فِي الشَّامِيِّ وَوَجْهُ مُنَاسَبَتِهَا لِمَا قَبْلَهَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَالَ فِيمَا تَقَدَّمَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=105وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ فَأَجْمَلَ سُبْحَانَهُ الْآيَاتِ السَّمَاوِيَّةَ وَالْأَرْضِيَّةَ ثُمَّ فَصَّلَ جَلَّ شَأْنُهُ ذَلِكَ هُنَا أَتَمَّ تَفْصِيلٍ وَأَيْضًا أَنَّهُ تَعَالَى قَدْ أَتَى هُنَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى تَوْحِيدِهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَصْلُحُ شَرْحًا لِمَا حَكَاهُ عَنْ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ وَأَيْضًا فِي كُلٍّ مِنَ السُّورَتَيْنِ مَا فِيهِ تَسْلِيَةٌ لَهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا مَعَ اشْتِرَاكِ آخِرِ تِلْكَ السُّورَةِ وَأَوَّلِ هَذِهِ فِيمَا فِيهِ وَصْفُ الْقُرْآنِ كَمَا لَا يَخْفَى وَجَاءَ فِي فَضْلِهَا مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْمَرُوزِيُّ فِي الْجَنَائِزِ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ إِذَا حَضَرَ الْمَيِّتُ أَنْ يَقْرَأَ عِنْدَهُ سُورَةَ الرَّعْدِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُخَفِّفُ عَنِ الْمَيِّتِ وَأَنَّهُ أَهْوَنُ لِقَبْضِهِ وَأَيْسَرُ لِشَأْنِهِ وَجَاءَ فِي ذَلِكَ أَخْبَارٌ أُخَرُ نَصُّوا عَلَى وَضْعِهَا وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المر ) أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=11868وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَا اللَّهُ أَعْلَمُ وَأَرَى وَهُوَ أَحَدُ أَقْوَالِ مَشْهُورَةٍ فِي مِثْلِ ذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=29786_30549_32238_32450_34237_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ جَعَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ الْكِتَابَ بِمَعْنَى السُّورَةِ وَهُوَ بِمَعْنَى الْمَكْتُوبِ صَادِقٌ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ اعْتِبَارِ تَجُوُّزٍ وَالْإِشَارَةُ إِلَى آيَاتِهَا بِاعْتِبَارِ أَنَّهَا لِتِلَاوَةِ بَعْضِهَا وَالْبَعْضِ الْآخَرِ فِي مَعْرِضِ التِّلَاوَةِ صَارَتْ كَالْحَاضِرَةِ أَوْ لِثُبُوتِهَا فِي اللَّوْحِ أَوْ مَعَ الْمَلِكِ وَالْمَعْنَى تِلْكَ الْآيَاتُ السُّورَةُ الْكَامِلَةُ الْعَجِيبَةُ فِي بَابِهَا وَاسْتُفِيدَ هَذَا عَلَى مَا قِيلَ مِنَ اللَّامِ وَذَلِكَ أَنَّ الْإِضَافَةَ بَيَانِيَّةٌ فَالْمَآلُ ذَلِكَ الْكِتَابُ وَالْخَبَرُ إِذَا عُرِّفَ بِلَامِ الْجِنْسِ أَفَادَ الْمُبَالَغَةَ وَأَنَّ هَذَا الْمَحْكُومَ عَلَيْهِ اكْتَسَبَ مِنَ الْفَضِيلَةِ مَا يُوجِبُ
[ ص: 85 ] جَعْلَهُ نَفْسَ الْجِنْسِ وَأَنَّهُ لَيْسَ نَوْعًا مِنْ أَنْوَاعِهِ وَحَيْثُ أَنَّهُ فِي الظَّاهِرِ كَالْمُمْتَنِعِ أُرِيدَ ذَلِكَ .
وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ الْقُرْآنَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تِلْكَ إِشَارَةٌ إِلَى آيَاتِ السُّورَةِ وَالْمَعْنَى آيَاتُ هَذِهِ السُّورَةِ آيَاتُ الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ الْكِتَابُ الْعَجِيبُ الْكَامِلُ الْغَنِيُّ عَنِ الْوَصْفِ بِذَلِكَ الْمَعْرُوفُ بِهِ مِنْ بَيْنِ الْكُتُبِ الْحَقِيقُ بِاخْتِصَاصِ اسْمِ الْكِتَابِ وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ جَمِيعُهُ وَجُوِّزَ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْمُنَزَّلُ حِينَئِذٍ وَرُجِّحَ إِرَادَةُ الْقُرْآنِ بِأَنَّهُ الْمُتَبَادَرُ مِنْ مُطْلَقِ الْكِتَابِ الْمُسْتَغْنِي عَنِ النَّعْتِ وَبِهِ يَظْهَرُ جَمِيعُ مَا أُرِيدَ مِنْ وَصْفِ الْآيَاتِ بِوَصْفِ مَا أُضِيفَتْ إِلَيْهِ مِنْ نُعُوتِ الْكَمَالِ بِخِلَافِ مَا إِذَا جُعِلَ عِبَارَةً عَنِ السُّورَةِ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ بِتِلْكَ الْمَثَابَةِ مِنَ الشُّهْرَةِ فِي الِاتِّصَافِ بِذَلِكَ الْمُغْنِيَةِ عَنِ التَّصْرِيحِ بِالْوَصْفِ وَفِيهِ بَحْثٌ وَأَيًّا مَا كَانَ فَلَا مَحْذُورَ فِي حَمْلِ آيَاتِ الْكِتَابِ عَلَى تِلْكَ كَمَا لَا يَخْفَى وَقِيلَ : الْإِشَارَةُ بِتِلْكَ إِلَى مَا قَصَّ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ الْمُشَارُ إِلَيْهَا فِي آخِرِ السُّورَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=102ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ وَجُوِّزَ عَلَى هَذَا أَنْ يُرَادَ بِالْكِتَابِ مَا يَشْمَلُ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَأَخْرَجَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ .
وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ هَذَا عَلَى تَقْدِيرِ أَنْ تَكُونَ الْإِشَارَةُ إِلَى المر مُرَادًا بِهَا حُرُوفُ الْمُعْجَمِ أَيْضًا وَجَعْلَ ذَلِكَ مُبْتَدَأً أَوَّلًا وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تِلْكَ مُبْتَدَأً ثَانِيًا وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1آيَاتُ خَبَرَهُ وَالْجُمْلَةَ خَبَرَ الْأَوَّلِ وَالرَّابِطَ الْإِشَارَةَ وَأَمَّا قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ فَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمَوْصُولَ فِيهِ مُبْتَدَأٌ وَجُمْلَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1أُنْزِلَ مِنَ الْفِعْلِ وَمَرْفُوعِهِ صِلَتُهُ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1مِنْ رَبِّكَ مُتَعَلِّقٌ بِأُنْزِلَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الْحَقُّ خَبَرٌ وَالْمُرَادُ بِالْمَوْصُولِ عِنْدَ كَثِيرٍ الْقُرْآنُ كُلُّهُ وَالْكَلَامُ اسْتِدْرَاكٌ عَلَى وَصْفِ السُّورَةِ فَقَطْ بِالْكَمَالِ وَفِي أُسْلُوبِهِ قَوْلُ
فَاطِمَةَ الْأَنْمَارِيَّةِ وَقَدْ قِيلَ لَهَا : أَيُّ بَنِيكِ أَفْضَلُ
رَبِيعٌ بَلْ
عِمَارَةُ بَلْ
قَيْسٌ بَلْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٌ ثَكِلْتُهُمْ إِنْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَيُّهُمْ أَفْضَلُ وَاللَّهِ إِنَّهُمْ كَالْحَلْقَةِ الْمُفْرَغَةِ لَا يُدْرَى أَيْنَ طَرَفَاهَا وَذَلِكَ كَمَا أَنَّهَا نَفَتِ التَّفَاضُلَ آخِرًا بِإِثْبَاتِ الْكَمَالِ لِكُلِّ وَاحِدٍ دَلَالَةً عَلَى أَنَّ كَمَالَ كُلٍّ لَا يُحِيطُ بِهِ الْوَصْفُ وَهُوَ إِجْمَالٌ بَعْدَ التَّفْصِيلِ لِهَذَا الْغَرَضِ كَذَلِكَ لَمَّا أَثْبَتَ سُبْحَانَهُ لِهَذِهِ السُّورَةِ خُصُوصًا الْكَمَالَ اسْتَدْرَكَهُ بِأَنَّ كُلَّ الْمُنَزَّلِ كَذَلِكَ لَا يَخْتَصُّ بِهِ سُورَةٌ دُونَ أُخْرَى لِلدَّلَالَةِ الْمَذْكُورَةِ وَهُوَ عَلَى مَا قِيلَ مَعْنًى بَدِيعٌ وَوَجْهٌ بَلِيغٌ ذَكَرَهُ صَاحِبُ الْكَشَّافِ وَقِيلَ : إِنَّهُ لِتَقْرِيرِ مَا قَبْلَهُ وَالِاسْتِدْلَالِ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ كُلُّ الْمُنَزَّلِ عَلَيْهِ حَقًّا فَذَلِكَ الْمُنَزَّلُ أَيْضًا حَقٌّ ضَرُورَةَ أَنَّهُ مِنْ كُلِّ الْمُنَزَّلِ فَهُوَ كَامِلٌ لِأَنَّهُ لَا أَكْمَلَ مِنَ الْحَقِّ وَالصِّدْقِ وَلِخَفَاءِ أَمْرِ الِاسْتِدْلَالِ قَالَ الْعَلَّامَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=13926الْبَيْضَاوِيُّ إِنَّهُ كَالْحُجَّةِ عَلَى مَا قَبْلَهُ وَلَعَلَّ الْأَوَّلَ أَوْلَى وَمَعَ ذَا لَا يَخْلُو عَنْ خَفَاءٍ أَيْضًا وَلَوْ قِيلَ : الْمُرَادُ بِالْكَمَالِ فِيمَا تَقَدَّمَ الْكَمَالُ الرَّاجِعُ إِلَى الْفَصَاحَةِ وَالْبَلَاغَةِ وَيَكُونُ ذَلِكَ وَصْفًا لِلْمُشَارِ إِلَيْهِ بِالْإِعْجَازِ مِنْ جِهَةِ ذَلِكَ وَيَكُونُ هَذَا وَصْفًا لَهُ بِخُصُوصِهِ عَلَى تَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ فِيهِ وَضْعُ الظَّاهِرِ مَوْضِعَ الضَّمِيرِ أَوْ لِمَا يَشْمَلُهُ وَغَيْرُهُ عَلَى تَقْدِيرِ أَنْ لَا يَكُونَ فِيهِ ذَلِكَ بِكَوْنِهِ حَقًّا مُطَابِقًا لِلْوَاقِعِ إِذْ لَا تَسْتَدْعِي الْفَصَاحَةُ وَالْبَلَاغَةُ الْحَقِّيَّةُ كَمَا يَشْهَدُ بِهِ الرُّجُوعُ إِلَى الْمَقَامَاتِ الْحَرِيرِيَّةِ لَمْ يَبْعُدْ كُلَّ الْبُعْدِ فَتَدَبَّرْ وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14183الْحُوفِيُّ كَوْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْخَبَرُ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الْحَقُّ خَبَرُ مُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ أَيْ هُوَ الْحَقُّ أَوْ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ أَوْ كِلَاهُمَا خَبَرٌ وَاحِدٌ كَمَا قِيلَ فِي : الرُّمَّانُ حُلْوٌ حَامِضٌ وَهُوَ إِعْرَابٌ مُتَكَلَّفٌ وَجُوِّزَ أَيْضًا كَوْنُ الْمَوْصُولِ فِي مَحَلِّ خَفْضٍ عَطْفًا عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الْكِتَابِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الْحَقُّ حِينَئِذٍ خَبَرُ مُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ لَا غَيْرَ .
قِيلَ : وَالْعَطْفُ مِنْ عَطْفِ الْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ أَوْ إِحْدَى الصِّفَتَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى كَمَا قَالُوا فِي قَوْلِهِ :
[ ص: 86 ] هُوَ الْمَلِكُ الْقَرْمُ وَابْنُ الْهُمَامُ ......
الْبَيْتَ
وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهُ مِنْ عَطْفِ الْكُلِّ عَلَى الْجُزْءِ أَوْ مِنْ عَطْفِ أَحَدِ الْمُتَرَادِفَيْنِ عَلَى الْآخَرِ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ وَإِذَا أُرِيدَ بِالْكِتَابِ مَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ فَأَمْرُ الْعَطْفِ ظَاهِرٌ وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ كَوْنَ ( الَّذِي ) نَعْتًا لِلْكِتَابِ بِزِيَادَةِ الْوَاوِ فِي الصِّفَةِ كَمَا فِي أَتَانِي كِتَابُ أَبِي حَفْصٍ وَالْفَارُوقِ وَالنَّازِلِينَ وَالطَّيِّبِينَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الَّذِي ذُكِرَ فِي زِيَادَةِ الْوَاوِ لِلْإِلْصَاقِ خَصَّهُ صَاحِبُ الْمُغْنِي بِمَا إِذَا كَانَ النَّعْتُ جُمْلَةً وَلَمْ نَرَ مَنْ ذَكَرَهُ فِي الْمُفْرَدِ .
وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=14183الْحُوفِيُّ أَيْضًا كَوْنَ الْمَوْصُولِ مَعْطُوفًا عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1آيَاتُ وَجَعْلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الْحَقُّ نَعْتًا لَهُ وَهُوَ كَمَا تَرَى ثُمَّ الْمَقْصُودُ عَلَى تَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الْحَقُّ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَذْكُورٍ أَوْ مَحْذُوفٍ قَصَرَ الْحَقِّيَّةَ عَلَى الْمُنَزَّلِ لِعَرَاقَتِهِ فِيهَا وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَا عَدَاهُ لَيْسَ بِحَقٍّ أَصْلًا عَلَى أَنَّ حَقِّيَّتَهُ مُسْتَتْبَعَةٌ لِحَقِّيَّةِ سَائِرِ الْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ لِكَوْنِهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ وَسَاقَ بَعْضُ نُفَاةِ الْقِيَاسِ هَذِهِ الْآيَةَ بِنَاءً عَلَى تَضَمُّنِهَا الْحَصْرَ فِي مَعْرِضِ الِاسْتِدْلَالِ عَلَى نَفْيِ ذَلِكَ فَقَالُوا :
nindex.php?page=treesubj&link=21696الْحُكْمُ الْمُسْتَنْبَطُ بِالْقِيَاسِ غَيْرُ مُنَزَّلٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِلَّا لَكَانَ مَنْ يَحْكُمُ بِهِ كَافِرًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ وَكُلُّ مَا لَيْسَ مُنَزَّلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى بِحَقٍّ لِهَذِهِ الْآيَةِ لِدَلَالَتِهَا عَلَى أَنَّ لَا حَقَّ إِلَّا مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَالْمُثْبِتُونَ لِذَلِكَ أَبْطَلُوا مَا ذَكَرُوهُ فِي الْمُقَدِّمَةِ الْأُولَى بِأَنَّ الْمُرَادَ بِعَدَمِ الْحُكْمِ الْإِنْكَارُ وَعَدَمُ التَّصْدِيقِ أَوِ الْمُرَادُ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِشَيْءٍ أَصْلًا مِمَّا أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَلَا شَكَّ أَنَّهُ مِنْ شَأْنِ اِلْكَفَرَةِ أَوِ الْمُرَادُ بِمَا أَنْزَلَهُ هُنَاكَ التَّوْرَاةُ بِقَرِينَةِ مَا قَبْلَهُ وَنَحْنُ غَيْرُ مُتَعَبِّدِينَ بِهَا فَيَخْتَصُّ بِالْيَهُودِ وَيَكُونُ الْمُرَادُ الْحُكْمُ بِكُفْرِهِمْ إِذْ لَمْ يَحْكُمُوا بِكِتَابِهِمْ وَنَحْنُ نَقُولُ بِمُوجِبِهِ كَمَا بُيِّنَ فِي شَرْحِ الْمَوَاقِفِ وَمَا ذَكَرُوهُ فِي الْمُقَدِّمَةِ الثَّانِيَةِ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْمُنَزَّلِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مَا يَشْمَلُ الصَّرِيحَ وَغَيْرَهُ فَيَدْخُلُ فِيهِ الْقِيَاسُ لَا نُدْرِجُهُ فِي حُكْمِ الْمَقِيسِ عَلَيْهِ الْمُنَزَّلِ مِنْ عِنْدِهِ سُبْحَانَهُ وَقَدْ جَاءَ فِي الْمُنَزَّلِ صَرِيحًا
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ وَهُوَ دَالٌّ عَلَى مَا حُقِّقَ فِي مَحَلِّهِ عَلَى حُسْنِ اتِّبَاعِ الْقِيَاسِ عَلَى أَنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ الْمَقْصُودَ مِنَ الْحَصْرِ .
وَيُحْتَمَلُ أَيْضًا عَلَى مَا قِيلَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ هُوَ الْحَقُّ لَا غَيْرُهُ مِنَ الْكُتُبِ الْغَيْرِ الْمُنَزَّلَةِ أَوِ الْمُنَزَّلَةِ إِلَى غَيْرِهِ بِنَاءً عَلَى تَحْرِيفِهَا وَنَسْخِهَا وَقَدْ يُقَالُ : إِنَّ دَلِيلَهُمْ مَنْقُوضٌ بِالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ وَالْجَوَابُ الْجَوَابُ وَلَا يَخْفَى مَا فِي التَّعْبِيرِ عَنِ الْقُرْآنِ بِالْمَوْصُولِ وَإِسْنَادِ الْإِنْزَالِ إِلَيْهِ بِصِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَالتَّعَرُّضِ لِوَصْفِ الرُّبُوبِيَّةِ مُضَافًا إِلَى ضَمِيرِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى فَخَامَةِ الْمُنَزَّلِ وَتَشْرِيفِ الْمُنَزَّلِ وَالْإِيمَاءِ إِلَى وَجْهِ بِنَاءِ الْخَبَرِ مَا لَا يَخْفَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ قِيلَ هُمْ كُفَّارُ
مَكَّةَ وَقِيلَ : الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَالْأَوْلَى أَنْ يُرَادَ أَكْثَرُهُمْ مُطْلَقًا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1لا يُؤْمِنُونَ . (1) . بِذَلِكَ الْحَقِّ الْمُبِينِ لِإِخْلَالِهِمْ بِالنَّظَرِ وَالتَّأَمُّلِ فِيهِ فَعَدَمُ إِيمَانِهِمْ كَمَا قَالَ
شَيْخُ الْإِسْلَامِ مُتَعَلِّقٌ بِعُنْوَانِ حَقِّيَّتِهِ لِأَنَّهُ الْمَرْجِعُ لِلتَّصْدِيقِ وَالتَّكْذِيبِ لَا بِعُنْوَانِ كَوْنِهِ مُنَزَّلًا كَمَا قِيلَ وَلِأَنَّهُ وَارِدٌ عَلَى سَبِيلِ الْوَصْفِ دُونَ