nindex.php?page=treesubj&link=23465_23477_23515_28270_29675_34478_34513_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله استئناف جيء به لبيان كيفية الإنفاق الذي بين فضله.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262ثم لا يتبعون ما أنفقوا أي إنفاقهم أو ما أنفقوه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262منا على المنفق عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262ولا أذى أي له، والمن عبد الإحسان وهو في الأصل القطع، ومنه قوله: (حبل منين) أي ضعيف وقد يطلق على النعمة لأن المنعم يقطع من ماله قطعة للمنعم عليه، والأذى التطاول والتفاخر على المنفق عليه بسبب إنفاقه، وإنما قدم المن لكثرة وقوعه وتوسيط كلمة (لا) لشمول النفي لاتباع كل واحد منهما، و (ثم) للتفاوت بين الإنفاق وترك المن والأذى في الرتبة والبعد بينهما في الدرجة، وقد استعيرت من معناها الأصلي وهو تباعد الأزمنة لذلك وهذا هو المشهور في أمثال هذه المقامات .
وذكر في «الانتصاف» وجها آخر في ذلك ((وهو الدلالة على دوام الفعل المعطوف بها وإرخاء الطول في استصحابه وعلى هذا لا تخرج عن الإشعار ببعد الزمن ولكن معناها الأصلي تراخي زمن وقوع الفعل وحدوثه ومعناها المستعار له دوام وجود الفعل وتراخي زمن بقائه، وعليه يحمل قوله تعالى: " ثم استقاموا " أي داوموا على الاستقامة دواما متراخيا ممتد الأمد، وتلك الاستقامة هي المعتبرة لا ما هو منقطع إلى ضده من الحيد إلى الهوى والشهوات، وكذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262ثم لا يتبعون الخ، أي يدومون على تناسي الإحسان وعلى ترك الاعتداد به والامتنان ليسوا بتاركيه في أزمنة ثم يثوبون إلى الإيذاء وتقليد المن، وبسببه مثله يقع في السين نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=99إني ذاهب إلى ربي سيهدين إذ ليس لتأخر الهداية معنى فيحمل على دوام الهداية الحاصلة له وتراخي بقائها وتمادي أمدها)) وهو كلام حسن ولعله أولى مما ذكروه لأنه أبقى للحقيقة وأقرب للوضع على أحسن طريقة.
والآية كما أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي -والعهدة عليه- نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف، أما
عبد الرحمن فإنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=939401جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعة آلاف درهم صدقة، فقال: كان عندي ثمانية آلاف درهم فأمسكت منها لنفسي وعيالي أربعة آلاف درهم، وأربعة آلاف أقرضها ربي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت "، وأما
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله تعالى عنه فقال: علي جهاز من لا جهاز له في غزوة
تبوك فجهز المسلمين بألف بعير بأقتابها وأحلاسها وتصدق
برومة ركية كانت له على المسلمين، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري: nindex.php?page=hadith&LINKID=847200رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه يدعو لعثمان ويقول: " يا رب nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان رضيت عنه فارض عنه فما زال رافعا يديه حتى طلع الفجر " فأنزل الله تعالى فيه nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262الذين ينفقون الخ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262لهم أجرهم حسبما وعد لهم في ضمير التمثيل وهو جملة من مبتدأ وخبر وقعت خبرا عن الموصول، وفي تكرير الإسناد وتقييد الأجر بقوله تعالى: لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262عند ربهم من التأكيد والتشريف ما لا يخفى وكان مقتضى الظاهر أن يدخل الفاء في حيز الموصول لتضمنه معنى الشرط كما في قولك: الذي يأتيني فله درهم، لكنه عدل عن ذلك إيهاما بأن هؤلاء المنفقين مستحقون للأجر لذواتهم وما ركز في نفوسهم من نية الخير لا لوصف الإنفاق فإن الاستحقاق به استحقاق وصفي، وفيه ترغيب دقيق لا يهتدى إليه إلا بتوفيق، وجوز أن يكون تخلية الخبر عن الفاء المفيدة لسببية ما قبلها لما بعدها للإيذان بأن
[ ص: 34 ] ترتيب الأجر على ما ذكر من الإنفاق وترك اتباع المن والأذى أمر بين لا يحتاج إلى التصريح بالسببية
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=62ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون [ 262 ] المراد بيان دوام انتفائهما لا بيان انتفاء دوامهما وقد تقدم الكلام على نظيرها.
nindex.php?page=treesubj&link=23465_23477_23515_28270_29675_34478_34513_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اِسْتِئْنَافٌ جِيءَ بِهِ لِبَيَانِ كَيْفِيَّةِ الْإِنْفَاقِ الَّذِي بَيَّنَ فَضْلَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا أَيْ إِنْفَاقِهِمْ أَوْ مَا أَنْفَقُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262مَنًّا عَلَى الْمُنْفَقِ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262وَلا أَذًى أَيْ لَهُ، وَالْمَنُّ عَبْدُ الْإِحْسَانِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الْقَطْعُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: (حَبْلٌ مَنِينٌ) أَيْ ضَعِيفٌ وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى النِّعْمَةِ لِأَنَّ الْمُنْعِمَ يَقْطَعُ مِنْ مَالِهِ قِطْعَةً لِلْمُنْعَمِ عَلَيْهِ، وَالْأَذَى التَّطَاوُلُ وَالتَّفَاخُرُ عَلَى الْمُنْفَقِ عَلَيْهِ بِسَبَبِ إِنْفَاقِهِ، وَإِنَّمَا قُدِّمَ الْمَنُّ لِكَثْرَةِ وُقُوعِهِ وَتَوْسِيطِ كَلِمَةِ (لَا) لِشُمُولِ النَّفْيِ لِاتِّبَاعِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، وَ (ثُمَّ) لِلتَّفَاوُتِ بَيْنَ الْإِنْفَاقِ وَتَرْكِ الْمَنِّ وَالْأَذَى فِي الرُّتْبَةِ وَالْبُعْدِ بَيْنَهُمَا فِي الدَّرَجَةِ، وَقَدِ اُسْتُعِيرَتْ مِنْ مَعْنَاهَا الْأَصْلِيِّ وَهُوَ تَبَاعُدُ الْأَزْمِنَةِ لِذَلِكَ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِي أَمْثَالِ هَذِهِ الْمَقَامَاتِ .
وَذَكَرَ فِي «اَلِانْتِصَافِ» وَجْهًا آخَرَ فِي ذَلِكَ ((وَهُوَ الدَّلَالَةُ عَلَى دَوَامِ الْفِعْلِ الْمَعْطُوفِ بِهَا وَإِرْخَاءِ الطُّولِ فِي اِسْتِصْحَابِهِ وَعَلَى هَذَا لَا تَخْرُجُ عَنِ الْإِشْعَارِ بِبُعْدِ الزَّمَنِ وَلَكِنَّ مَعْنَاهَا الْأَصْلِيَّ تَرَاخِي زَمَنِ وُقُوعِ الْفِعْلِ وَحُدُوثِهِ وَمَعْنَاهَا الْمُسْتَعَارَ لَهُ دَوَامُ وُجُودِ الْفِعْلِ وَتَرَاخِي زَمَنِ بَقَائِهِ، وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: " ثُمَّ اسْتَقَامُوا " أَيْ دَاوَمُوا عَلَى الِاسْتِقَامَةِ دَوَامًا مُتَرَاخِيًا مُمْتَدَّ الْأَمَدِ، وَتِلْكَ الِاسْتِقَامَةُ هِيَ الْمُعْتَبَرَةُ لَا مَا هُوَ مُنْقَطِعٌ إِلَى ضِدِّهِ مِنَ الْحَيْدِ إِلَى الْهَوَى وَالشَّهَوَاتِ، وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ الخ، أَيْ يَدُومُونَ عَلَى تَنَاسِي الْإِحْسَانِ وَعَلَى تَرْكِ الِاعْتِدَادِ بِهِ وَالِامْتِنَانِ لَيْسُوا بِتَارِكِيهِ فِي أَزْمِنَةٍ ثُمَّ يَثُوبُونَ إِلَى الْإِيذَاءِ وَتَقْلِيدِ الْمَنِّ، وَبِسَبَبِهِ مِثْلُهُ يَقَعُ فِي السِّينِ نَحْوُ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=99إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ إِذْ لَيْسَ لِتَأَخُّرِ الْهِدَايَةِ مَعْنًى فَيُحْمَلُ عَلَى دَوَامِ الْهِدَايَةِ الْحَاصِلَةِ لَهُ وَتَرَاخِي بَقَائِهَا وَتَمَادِي أَمَدِهَا)) وَهُوَ كَلَامٌ حَسَنٌ وَلَعَلَّهُ أَوْلَى مِمَّا ذَكَرُوهُ لِأَنَّهُ أَبْقَى لِلْحَقِيقَةِ وَأَقْرَبُ لِلْوَضْعِ عَلَى أَحْسَنِ طَرِيقَةٍ.
وَالْآيَةُ كَمَا أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15466الْوَاحِدِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيِّ -وَالْعُهْدَةُ عَلَيْهِ- نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ nindex.php?page=showalam&ids=38وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَمَّا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَإِنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=939401جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ صَدَقَةً، فَقَالَ: كَانَ عِنْدِي ثَمَانِيَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ فَأَمْسَكْتُ مِنْهَا لِنَفْسِي وَعِيَالِي أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَأَرْبَعَةُ آلَافٍ أُقْرِضُهَا رَبِّي فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيمَا أَمْسَكْتَ وَفِيمَا أَعْطَيْتَ "، وَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ: عَلَيَّ جِهَازُ مَنْ لَا جِهَازَ لَهُ فِي غَزْوَةِ
تَبُوكَ فَجَهَّزَ الْمُسْلِمِينَ بِأَلْفِ بَعِيرٍ بِأَقْتَابِهَا وَأَحْلَاسِهَا وَتَصَدَّقَ
بِرُومَةِ رَكِيَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: nindex.php?page=hadith&LINKID=847200رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو لِعُثْمَانَ وَيَقُولُ: " يَا رَبِّ nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيتُ عَنْهُ فَارْضَ عَنْهُ فَمَا زَالَ رَافِعًا يَدَيْهِ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ " فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262الَّذِينَ يُنْفِقُونَ الخ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262لَهُمْ أَجْرُهُمْ حَسْبَمَا وَعَدَ لَهُمْ فِي ضَمِيرِ التَّمْثِيلِ وَهُوَ جُمْلَةٌ مِنْ مُبْتَدَأٍ وَخَبَرٍ وَقَعَتْ خَبَرًا عَنِ الْمَوْصُولِ، وَفِي تَكْرِيرِ الْإِسْنَادِ وَتَقْيِيدِ الْأَجْرِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262عِنْدَ رَبِّهِمْ مِنَ التَّأْكِيدِ وَالتَّشْرِيفِ مَا لَا يَخْفَى وَكَانَ مُقْتَضَى الظَّاهِرِ أَنْ يُدْخِلَ الْفَاءَ فِي حَيِّزِ الْمَوْصُولِ لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى الشَّرْطِ كَمَا فِي قَوْلِكَ: الَّذِي يَأْتِينِي فَلَهُ دِرْهَمٌ، لَكِنَّهُ عَدَلَ عَنْ ذَلِكَ إِيهَامًا بِأَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُنْفِقِينَ مُسْتَحِقُّونَ لِلْأَجْرِ لِذَوَاتِهِمْ وَمَا رَكَزَ فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ نِيَّةِ الْخَيْرِ لَا لِوَصْفِ الْإِنْفَاقِ فَإِنَّ الِاسْتِحْقَاقَ بِهِ اِسْتِحْقَاقٌ وَصْفِيٌّ، وَفِيهِ تَرْغِيبٌ دَقِيقٌ لَا يُهْتَدَى إِلَيْهِ إِلَّا بِتَوْفِيقِ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ تَخْلِيَةُ الْخَبَرِ عَنِ الْفَاءِ الْمُفِيدَةِ لِسَبَبِيَّةِ مَا قَبْلَهَا لِمَا بَعْدَهَا لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ
[ ص: 34 ] تَرْتِيبَ الْأَجْرِ عَلَى مَا ذَكَرَ مِنَ الْإِنْفَاقِ وَتَرْكِ اِتِّبَاعِ الْمَنِّ وَالْأَذَى أَمْرٌ بَيِّنٌ لَا يَحْتَاجُ إِلَى التَّصْرِيحِ بِالسَّبَبِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=62وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [ 262 ] الْمُرَادُ بَيَانُ دَوَامِ اِنْتِفَائِهِمَا لَا بَيَانُ اِنْتِفَاءِ دَوَامِهِمَا وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى نَظِيرِهَا.