إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا فوضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى
وقد يحمد كل ويذم باعتبارات أخر فلا تناقض أيضا سواء اتحد الموصوفان في الجملتين أو لا، وقال بعض المحققين: الأوجه أن لا يحمل الكلام على التخصيص بل على التقوى أي يفعلون المغفرة تارة والانتصار أخرى لا دائما للتناقض وليس بذاك، وعن أنه كان إذا قرأ هذه الآية قال: كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فيجترئ عليهم الفساق، وفيه إيماء إلى أن الانتصار من المخاصم المصر وإلا فلا إذلال للنفس بالعفو عن العاجز المعترف، ثم إن جملة (هم ينتصرون) من المبتدأ والخبر صلة الموصول (وإذا) ظرف (ينتصرون) وجوز كونها شرطية والجملة جواب الشرط وجملة الجواب والشرط هي الصلة. وتعقبه النخعي بما مر آنفا، وجوز أيضا كون (هم) فاعلا لمحذوف وهو كما سمعت في (وإذا ما غضبوا) إلخ. وقال أبو حيان : يجوز جعل (هم) توكيدا لضمير (أصابهم) وفيه الفصل بين المؤكد والمؤكد بالفاعل ولعله لا يمتنع، ومع هذا فالوجه في الإعراب ما أشرنا إليه أولا الحوفي