nindex.php?page=treesubj&link=28723_30795_30803_32484_32496_34315_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153إذ تصعدون متعلق بصرفكم أو بيبتليكم ، وتعلقه بعفا كما قال الطبرسي : ليس بشيء ، ومثله تعلقه كما قال أبو البقاء بعصيتم ،
[ ص: 91 ] أو (تنازعتم) أو (فشلتم) ، وقيل : متعلق بمقدر كاذكر ، واستشكل بأنه يصير المعنى اذكر يا محمد
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153إذ تصعدون وفيه خطابان بدون عطف ، فالصواب اذكروا .
وأجيب بأن المراد - باذكر - جنس هذا الفعل فيقدر – اذكروا – لا اذكر ، ويحتمل أنه من قبيل
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=1يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ولا يخفى أنه خلاف الظاهر ، وأجاب الشهاب بأن اذكر متضمن لمعنى القول ، والمعنى قل لهم يا
محمد حين يصعدون إلخ ، ومثله لا منع فيه كما تقول لزيد : أتقول كذا ، فإن الخطاب المحكي مقصود لفظه فلا ينافي القاعدة المذكورة وهم غفلوا عنه فتأمل ، ولا يخفى أن هذا خلاف الظاهر أيضا ، والإصعاد الذهاب والإبعاد في الأرض ، وفرق بعضهم بين الإصعاد والصعود بأن الإصعاد في مستوى الأرض والصعود في ارتفاع ، وقيل : لا فرق بين أصعد وصعد سوى أن الهمزة في الأول للدخول نحو أصبح إذا دخل في الصباح والأكثرون على الأول ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن فيما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه (تصعدون) بفتح التاء والعين وحمله بعضهم على صعود الجبل ، وقرأ
أبو حيوة (تصعدون) بفتح التاء وتشديد العين وهو إما من تصعد في السلم إذا رقى أو من صعد في الوادي تصعيدا إذا انحدر فيه ، فقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش : أصعد في الأرض إذا مضى وسار وأصعد في الوادي وصعد فيه إذا انحدر وأنشد :
فإما تريني اليوم مزجي ظعينتي أصعد طورا في البلاد وأفرع
وقال
الشماخ :
فإن كرهت هجائي فاجتنب سخطي لا يدهمنك إفراعي وتصعيدي
وورد عن غير واحد أن القوم لما امتحنوا ذهبوا فرارا في وادي أحد ، وقال
أبو زيد : يقال صعد في السلم صعودا وصعد في الجبل أو على الجبل تصعيدا ولم يعرفوا فيه صعد ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي : (إذ تصعدون) في الوادي وهي تؤيد قول من قال : إن الإصعاد الذهاب في مستوى الأرض دون الارتفاع ، وقرئ (يصعدون) بالياء التحتية ، وأمر تعلق إذ باذكر عليه ظاهر .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153ولا تلوون على أحد أي لا تقيمون على أحد ولا تعرجون وهو من لوى بمعنى عطف وكثيرا ما يستعمل بمعنى وقف وانتظر لأن من شأن المنتظر أن يلوي عنقه ، وفسر أيضا بلا ترجعون وهو قريب من ذلك ، وذكر
الطبرسي أن هذا الفعل لا يذكر إلا في النفي فلا يقال لويت على كذا ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن تلون بواو واحدة بقلب الواو المضمومة همزة وحذفها تخفيفا .
وقرئ ( تلوون ) بضم التاء على أنه من ألوى لغة في لوى ، ويلوون بالياء كيصعدون ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء ويقرأ (على أحد) بضمتين وهو الجبل ، والتوبيخ عليه غير ظاهر ، ووجهه بعضهم بأن المراد أصحاب أحد أو مكان الوقعة وفيه إشارة إلى إبعادهم في استشعار الخوف وجدهم في الهزيمة حتى لا يلتفتون إلى نفس المكان .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153والرسول يدعوكم في أخراكم أي يناديكم في ساقتكم أو جماعتكم الأخرى أو يدعوكم من ورائكم فإنه يقال : جاء فلان في آخر الناس وأخرتهم وأخراهم إذا جاء خلفهم ، وإيراده عليه الصلاة والسلام بعنوان الرسالة للإيذان بأن دعوته صلى الله تعالى عليه وسلم كانت بطريق الرسالة من جهته تعالى مبالغة في توبيخ المنهزمين ، روي
أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان ينادي : إلي عباد الله إلي عباد الله أنا رسول الله ، من يكر فله الجنة . وكان ذلك حين انهزم القوم وجدوا في الفرار قبل أن يصلوا إلى مدى لا يسمع فيه الصوت ، فلا ينافي ما تقدم عن
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك أنه لما عرف رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ونادى بأعلى صوته : يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
[ ص: 92 ] أشار إليه رسول الله عليه الصلاة والسلام أن أنصت لأن ذلك كان آخر الأمر حيث أبعد المنهزمون ، والجملة في موضع الحال
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153فأثابكم عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152صرفكم والضمير المستتر عائد على الله تعالى والتعبير بالإثابة من باب التهكم على حد قوله .
تحية بينهم ضرب وجيع .
أو أنها مجاز عن المجازاة أي فجازاكم الله تعالى بما عصيتم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153غما بغم أي كربا بكرب والأكثرون على أنه لا فرق بين الغم والحزن ، والباء إما للمصاحبة والظرف مستقر أي جازاكم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153غما متصلا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153بغم ، والغم الأول ما حصل لهم من القتل والجرح وغلبة المشركين عليهم ، والغم الثاني ما حصل لهم من الإرجاف بقتل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وفوت الغنيمة ، وإلى هذا ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة والربيع .
وقيل : الغم الثاني إشراف
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان وأصحابه عليهم وهم مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على الصخرة ، وحكي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، وقيل : المراد مجرد التكثير أي جازاكم بغموم كثيرة متصل بعضها ببعض ، وإما للسببية والظرف متعلق بأثابكم ، والغم الأول للصحابة رضي الله تعالى عنهم بالقتل نحوه ، والغم الثاني للرسول صلى الله تعالى عليه وسلم بمخالفة أمره أي أثابكم غما بسبب غم أذقتموه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعصيانكم له ومخالفتكم أمره ، وقال
الحسن بن علي المغربي : الغم الأول للمشركين بما رأوا من قوة المسلمين على طلبهم وخروجهم إلى
حمراء الأسد ، والغم الثاني للمؤمنين بما نيل منهم أي فجازاكم بغم أعدائكم المشركين بسبب غم أذاقوه إياكم ، وقيل : الباء على هذا للبدل ، وكلا القولين بعيد ، والعطف عليه غير ظاهر ، وأبعد من ذلك ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أن الغم الأول للمؤمنين بما أصابهم يوم
أحد ، والغم الثاني للمشركين بما نالهم يوم
بدر ، والمعنى فجازاكم غما يوم
أحد بالقتل والجرح بسبب غم أذقتموه المشركين يوم
بدر كذلك ، واعترض عليه بأن ما لحق المشركين يوم بدر من جهة المسلمين إنما يوجب المجازاة بالكرامة دون الغم ، وقيل الضمير المستكن في أثابكم للرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، وأثابكم بمعنى آساكم أي جعلكم أسوة له متساويين في الحزن ، فاغتم صلى الله تعالى عليه وسلم بما نزل عليكم كما اغتممتم بما نزل عليه ، ولم يثر بكم على عصيانكم تسلية لكم وتنفيسا عنكم ، واعترض عليه بأنه خلاف الظاهر للزوم التفكيك على تقدير أن يكون العطف على صرفكم ، وعدم ظهور الترتب إلا بتكلف إن كان العطف على (يدعوكم) نعم التعليل عليه بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم ظاهر إذ المعنى آساكم بذلك ليكلا تحزنوا على ما فاتكم من النصر ولا ما أصابكم من الشدائد ، وكذا على ما ذهب إليه
المغربي ، وأما على الأوجه الأخر فالمعنى لتتمرنوا على الصبر في الشدائد فلا تحزنوا على نفع ما فات أو ضر آت ، وإنما احتيج إلى هذا التأويل لأن المجازاة بالغم إنما تكون سببا للحزن لا لعدمه .
وقيل : (لا) زائدة والمعنى لكي تأسفوا على ما فاتكم من الظفر والغنيمة وعلى ما أصابكم من الجراح والهزيمة عقوبة لكم ، فالتعليل حينئذ ظاهر ، ولا يخفى أن تأكيد لا وتكريرها يبعد القول بزيادتها ، وقيل : التعليل على ظاهره ، و (لا) ليست زائدة ، والكلام متعلق بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ولقد عفا عنكم أي ولقد عفا الله تعالى عنكم لئلا تحزنوا إلخ ، فإن عفو الله تعالى يذهب كل حزن ، ولا يخفى ما فيه ، وربما يقال : إن أمر التعليل ظاهر أيضا على ما حكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي من غير حاجة إلى التأويل ولا القول بزيادة – لا - ويوضح ذلك ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال : أصاب الناس غم وحزن على ما أصابهم في أصحابهم الذين قتلوا ، فلما اجتمعوا في الشعب وقف
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان وأصحابه
[ ص: 93 ] بباب الشعب ، فظن المؤمنون أنهم سوف يميلون عليهم فيقتلونهم أيضا فأصابهم حزن أنساهم حزنهم في أصحابهم فذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153فأثابكم غما بغم إلخ ، وحديث : إن المجازاة بالغم إنما تكون سببا للحزن لا لعدمه غير مسلم على الإطلاق ، وأي مانع من أن يكون غم مخصوص سببا لزوال غم آخر مخصوص أيضا بأن يعظم الثاني فينسي الأول فتدبر .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153والله خبير بما تعملون (153) عليم بأعمالكم وبما قصدتم بها ، وفي المقصد الأسنى : الخبير بمعنى العليم ، لكن العلم إذا أضيف إلى الخفايا الباطنة سمي خبرة ، وسمي صاحبها خبيرا ، وفيه ترغيب في الطاعة وترهيب عن المعصية .
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30795_30803_32484_32496_34315_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153إِذْ تُصْعِدُونَ مُتَعَلِّقٌ بِصَرَفَكُمْ أَوْ بِيَبْتَلِيَكُمْ ، وَتَعَلُّقُهُ بِعَفَا كَمَا قَالَ الطَّبَرْسِيُّ : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَمِثْلُهُ تَعَلُّقُهُ كَمَا قَالَ أَبُو الْبَقَاءِ بِعَصَيْتُمْ ،
[ ص: 91 ] أَوْ (تَنَازَعْتُمْ) أَوْ (فَشِلْتُمْ) ، وَقِيلَ : مُتَعَلِّقٌ بِمُقَدَّرٍ كَاذْكُرْ ، وَاسْتَشْكَلَ بِأَنَّهُ يَصِيرُ الْمَعْنَى اذْكُرْ يَا مُحَمَّدُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153إِذْ تُصْعِدُونَ وَفِيهِ خِطَابَانِ بِدُونِ عَطْفٍ ، فَالصَّوَابُ اذْكُرُوا .
وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْمُرَادَ - بِاذْكُرْ - جِنْسُ هَذَا الْفِعْلِ فَيُقَدَّرُ – اذْكُرُوا – لَا اذْكُرْ ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ مِنْ قَبِيلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ خِلَافُ الظَّاهِرِ ، وَأَجَابَ الشِّهَابُ بِأَنَّ اذْكُرْ مُتَضَمِّنٌ لِمَعْنَى الْقَوْلِ ، وَالْمَعْنَى قُلْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ حِينَ يُصْعِدُونَ إِلَخْ ، وَمِثْلُهُ لَا مَنْعَ فِيهِ كَمَا تَقُولُ لِزَيْدٍ : أَتَقُولُ كَذَا ، فَإِنَّ الْخِطَابَ الْمَحْكِيَّ مَقْصُودُ لَفْظِهِ فَلَا يُنَافِي الْقَاعِدَةَ الْمَذْكُورَةَ وَهُمْ غَفَلُوا عَنْهُ فَتَأَمَّلْ ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ هَذَا خِلَافُ الظَّاهِرِ أَيْضًا ، وَالْإِصْعَادُ الذَّهَابُ وَالْإِبْعَادُ فِي الْأَرْضِ ، وَفَرَّقَ بَعْضُهُمْ بَيْنَ الْإِصْعَادِ وَالصُّعُودِ بِأَنَّ الْإِصْعَادَ فِي مُسْتَوَى الْأَرْضِ وَالصُّعُودَ فِي ارْتِفَاعٍ ، وَقِيلَ : لَا فَرْقَ بَيْنَ أَصْعَدَ وَصَعِدَ سِوَى أَنَّ الْهَمْزَةَ فِي الْأَوَّلِ لِلدُّخُولِ نَحْوَ أَصْبَحَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّبَاحِ وَالْأَكْثَرُونَ عَلَى الْأَوَّلِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ فِيمَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ (تَصْعَدُونَ) بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْعَيْنِ وَحَمَلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى صُعُودِ الْجَبَلِ ، وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ (تَصَعَّدُونَ) بِفَتْحِ التَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْعَيْنِ وَهُوَ إِمَّا مِنْ تَصَعَّدَ فِي السُّلَّمِ إِذَا رَقَى أَوْ مِنْ صَعَّدَ فِي الْوَادِي تَصْعِيدًا إِذَا انْحَدَرَ فِيهِ ، فَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ : أَصْعَدَ فِي الْأَرْضِ إِذَا مَضَى وَسَارَ وَأَصْعَدَ فِي الْوَادِي وَصَعَّدَ فِيهِ إِذَا انْحَدَرَ وَأَنْشَدَ :
فَإِمَّا تَرَيْنِي الْيَوْمَ مُزْجِي ظَعِينَتِي أُصَعِّدُ طَوْرًا فِي الْبِلَادِ وَأُفْرِعُ
وَقَالَ
الشَّمَّاخُ :
فَإِنْ كَرِهْتَ هِجَائِي فَاجْتَنِبْ سَخَطِي لَا يَدْهَمَنَّكَ إِفْرَاعِي وَتَصْعِيدِي
وَوَرَدَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ أَنَّ الْقَوْمَ لِمَا امْتُحِنُوا ذَهَبُوا فِرَارًا فِي وَادِي أُحُدٍ ، وَقَالَ
أَبُو زَيْدٍ : يُقَالُ صَعَّدَ فِي السُّلَّمِ صُعُودًا وَصَعَّدَ فِي الْجَبَلِ أَوْ عَلَى الْجَبَلِ تَصْعِيدًا وَلَمْ يَعْرِفُوا فِيهِ صَعِدَ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٌّ : (إِذْ تُصْعِدُونَ) فِي الْوَادِي وَهِيَ تُؤَيِّدُ قَوْلَ مَنْ قَالَ : إِنَّ الْإِصْعَادَ الذَّهَابُ فِي مُسْتَوَى الْأَرْضِ دُونَ الِارْتِفَاعِ ، وَقُرِئَ (يُصْعِدُونَ) بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ ، وَأَمْرُ تَعَلُّقِ إِذْ بِاذْكُرْ عَلَيْهِ ظَاهِرٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ أَيْ لَا تُقِيمُونَ عَلَى أَحَدٍ وَلَا تُعَرِّجُونَ وَهُوَ مِنْ لَوَى بِمَعْنَى عَطَفَ وَكَثِيرًا مَا يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى وَقَفَ وَانْتَظَرَ لِأَنَّ مِنْ شَأْنِ الْمُنْتَظِرَ أَنْ يَلْوِيَ عُنُقَهُ ، وَفُسِّرَ أَيْضًا بِلَا تَرْجِعُونَ وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ ذَلِكَ ، وَذَكَرَ
الطَّبَرْسِيُّ أَنَّ هَذَا الْفِعْلَ لَا يُذْكَرُ إِلَّا فِي النَّفْيِ فَلَا يُقَالُ لَوَيْتُ عَلَى كَذَا ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ تَلُونُ بِوَاوٍ وَاحِدَةٍ بِقَلْبِ الْوَاوِ الْمَضْمُومَةِ هَمْزَةً وَحَذْفِهَا تَخْفِيفًا .
وَقُرِئَ ( تَلْوُونَ ) بِضَمِّ التَّاءِ عَلَى أَنَّهُ مِنْ أَلْوَى لُغَةً فِي لَوَى ، وَيُلْوُونَ بِالْيَاءِ كَيُصْعِدُونَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ وَيُقْرَأُ (عَلَى أُحُدٍ) بِضَمَّتَيْنِ وَهُوَ الْجَبَلُ ، وَالتَّوْبِيخُ عَلَيْهِ غَيْرُ ظَاهِرٍ ، وَوَجَّهَهُ بَعْضُهُمْ بِأَنَّ الْمُرَادَ أَصْحَابُ أُحُدٍ أَوْ مَكَانُ الْوَقْعَةِ وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى إِبْعَادِهِمْ فِي اسْتِشْعَارِ الْخَوْفِ وَجَدِّهِمْ فِي الْهَزِيمَةِ حَتَّى لَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى نَفْسِ الْمَكَانِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ أَيْ يُنَادِيكُمْ فِي سَاقَتِكُمْ أَوْ جَمَاعَتِكُمُ الْأُخْرَى أَوْ يَدْعُوكُمْ مِنْ وَرَائِكُمْ فَإِنَّهُ يُقَالُ : جَاءَ فَلَانٌ فِي آخِرِ النَّاسِ وَأَخِرَتِهِمْ وَأُخْرَاهُمْ إِذَا جَاءَ خَلْفَهُمْ ، وَإِيرَادُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِعُنْوَانِ الرِّسَالَةِ لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ دَعْوَتَهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ بِطَرِيقِ الرِّسَالَةِ مِنْ جِهَتِهِ تَعَالَى مُبَالَغَةً فِي تَوْبِيخِ الْمُنْهَزِمِينَ ، رُوِيَ
أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُنَادِي : إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ ، مَنْ يَكِرُّ فَلَهُ الْجَنَّةُ . وَكَانَ ذَلِكَ حِينَ انْهَزَمَ الْقَوْمُ وَجَدُّوا فِي الْفِرَارِ قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى مَدًى لَا يُسْمَعُ فِيهِ الصَّوْتُ ، فَلَا يُنَافِي مَا تَقَدَّمَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ لَمَّا عَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَبْشِرُوا هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ ص: 92 ] أَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنْ أَنْصِتْ لِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ آخِرَ الْأَمْرِ حَيْثُ أَبْعَدَ الْمُنْهَزِمُونَ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153فَأَثَابَكُمْ عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152صَرَفَكُمْ وَالضَّمِيرُ الْمُسْتَتِرُ عَائِدٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَالتَّعْبِيرُ بِالْإِثَابَةِ مِنْ بَابِ التَّهَكُّمِ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ .
تَحِيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ .
أَوْ أَنَّهَا مُجَازٌ عَنِ الْمُجَازَاةِ أَيْ فَجَازَاكُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا عَصَيْتُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153غَمًّا بِغَمٍّ أَيْ كَرْبًا بِكَرْبٍ وَالْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْغَمِّ وَالْحُزْنِ ، وَالْبَاءُ إِمَّا لِلْمُصَاحَبَةِ وَالظَّرْفُ مُسْتَقِرٌّ أَيْ جَازَاكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153غَمًّا مُتَّصِلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153بِغَمٍّ ، وَالْغَمُّ الْأَوَّلُ مَا حَصَلَ لَهُمْ مِنَ الْقَتْلِ وَالْجَرْحِ وَغَلَبَةِ الْمُشْرِكِينَ عَلَيْهِمْ ، وَالْغَمُّ الثَّانِي مَا حَصَلَ لَهُمْ مِنَ الْإِرْجَافِ بِقَتْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَوْتِ الْغَنِيمَةِ ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ وَالرَّبِيعُ .
وَقِيلَ : الْغَمُّ الثَّانِي إِشْرَافُ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ عَلَيْهِمْ وَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّخْرَةِ ، وَحُكِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ مُجَرَّدُ التَّكْثِيرِ أَيْ جَازَاكُمْ بِغُمُومٍ كَثِيرَةٍ مُتَّصِلٍ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ ، وَإِمَّا لِلسَّبَبِيَّةِ وَالظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بِأَثَابَكُمْ ، وَالْغَمُّ الْأَوَّلُ لِلصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ بِالْقَتْلِ نَحْوَهُ ، وَالْغَمُّ الثَّانِي لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمُخَالَفَةِ أَمْرِهِ أَيْ أَثَابَكُمْ غَمًّا بِسَبَبِ غَمٍّ أَذَقْتُمُوهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعِصْيَانِكُمْ لَهُ وَمُخَالَفَتِكُمْ أَمْرَهُ ، وَقَالَ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَغْرِبِيُّ : الْغَمُّ الْأَوَّلُ لِلْمُشْرِكِينَ بِمَا رَأَوْا مِنْ قُوَّةِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى طَلَبِهِمْ وَخُرُوجِهِمْ إِلَى
حَمْرَاءِ الْأَسَدِ ، وَالْغَمُّ الثَّانِي لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَا نِيلَ مِنْهُمْ أَيْ فَجَازَاكُمْ بِغَمِّ أَعْدَائِكُمُ الْمُشْرِكِينَ بِسَبَبِ غَمٍّ أَذَاقُوهُ إِيَّاكُمْ ، وَقِيلَ : الْبَاءُ عَلَى هَذَا لِلْبَدَلِ ، وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ بَعِيدٌ ، وَالْعَطْفُ عَلَيْهِ غَيْرُ ظَاهِرٍ ، وَأَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ أَنَّ الْغَمَّ الْأَوَّلَ لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَصَابَهُمْ يَوْمَ
أُحُدٍ ، وَالْغَمَّ الثَّانِي لِلْمُشْرِكِينَ بِمَا نَالَهُمْ يَوْمَ
بَدْرٍ ، وَالْمَعْنَى فَجَازَاكُمْ غَمًّا يَوْمَ
أُحُدٍ بِالْقَتْلِ وَالْجَرْحِ بِسَبَبِ غَمٍّ أَذَقْتُمُوهُ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ
بَدْرٍ كَذَلِكَ ، وَاعْتُرِضَ عَلَيْهِ بِأَنَّ مَا لَحِقَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ جِهَةِ الْمُسْلِمِينَ إِنَّمَا يُوجِبُ الْمُجَازَاةَ بِالْكَرَامَةِ دُونَ الْغَمِّ ، وَقِيلَ الضَّمِيرُ الْمَسْتَكِنُّ فِي أَثَابَكُمْ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَثَابَكُمْ بِمَعْنَى آسَاكُمْ أَيْ جَعَلَكُمْ أُسْوَةً لَهُ مُتَسَاوِيَيْنِ فِي الْحُزْنِ ، فَاغْتَمَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا نَزَلَ عَلَيْكُمْ كَمَا اغْتَمَمْتُمْ بِمَا نَزَلَ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَثِرْ بِكُمْ عَلَى عِصْيَانِكُمْ تَسْلِيَةً لَكُمْ وَتَنْفِيسًا عَنْكُمْ ، وَاعْتُرِضَ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ خِلَافُ الظَّاهِرِ لِلُزُومِ التَّفْكِيكِ عَلَى تَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ الْعَطْفُ عَلَى صَرَفَكُمْ ، وَعَدَمُ ظُهُورِ التَّرَتُّبِ إِلَّا بِتَكَلُّفٍ إِنْ كَانَ الْعَطْفُ عَلَى (يَدْعُوكُمْ) نَعَمِ التَّعْلِيلُ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ ظَاهِرٌ إِذِ الْمَعْنَى آسَاكُمْ بِذَلِكَ لِيَكِلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ مِنَ النَّصْرِ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ مِنَ الشَّدَائِدِ ، وَكَذَا عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
الْمَغْرِبِيُّ ، وَأَمَّا عَلَى الْأَوْجُهِ الْأُخَرِ فَالْمَعْنَى لِتَتَمَرَّنُوا عَلَى الصَّبْرِ فِي الشَّدَائِدِ فَلَا تَحْزَنُوا عَلَى نَفْعٍ مَا فَاتَ أَوْ ضُرٍّ آتٍ ، وَإِنَّمَا احْتِيجَ إِلَى هَذَا التَّأْوِيلِ لِأَنَّ الْمُجَازَاةَ بِالْغَمِّ إِنَّمَا تَكُونُ سَبَبًا لِلْحُزْنِ لَا لِعَدَمِهِ .
وَقِيلَ : (لَا) زَائِدَةٌ وَالْمَعْنَى لِكَيْ تَأْسَفُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ مِنَ الظَّفَرِ وَالْغَنِيمَةِ وَعَلَى مَا أَصَابَكُمْ مِنَ الْجِرَاحِ وَالْهَزِيمَةِ عُقُوبَةً لَكُمْ ، فَالتَّعْلِيلُ حِينَئِذٍ ظَاهِرٌ ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ تَأْكِيدَ لَا وَتَكْرِيرَهَا يُبْعِدُ الْقَوْلَ بِزِيَادَتِهَا ، وَقِيلَ : التَّعْلِيلُ عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَ (لَا) لَيْسَتْ زَائِدَةً ، وَالْكَلَامُ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ أَيْ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ تَعَالَى عَنْكُمْ لِئَلَّا تَحْزَنُوا إِلَخْ ، فَإِنَّ عَفْوَ اللَّهِ تَعَالَى يُذْهِبُ كُلَّ حُزْنٍ ، وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ ، وَرُبَّمَا يُقَالُ : إِنَّ أَمْرَ التَّعْلِيلِ ظَاهِرٌ أَيْضًا عَلَى مَا حُكِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَى التَّأْوِيلِ وَلَا الْقَوْلِ بِزِيَادَةِ – لَا - وَيُوَضِّحُ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ قَالَ : أَصَابَ النَّاسَ غَمٌّ وَحُزْنٌ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ فِي أَصْحَابِهِمُ الَّذِينَ قُتِلُوا ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا فِي الشِّعْبِ وَقَفَ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ
[ ص: 93 ] بِبَابِ الشِّعْبِ ، فَظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ أَنَّهُمْ سَوْفَ يَمِيلُونَ عَلَيْهِمْ فَيَقْتُلُونَهُمْ أَيْضًا فَأَصَابَهُمْ حُزْنٌ أَنْسَاهُمْ حُزْنَهُمْ فِي أَصْحَابِهِمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ إِلَخْ ، وَحَدِيثُ : إِنَّ الْمُجَازَاةَ بِالْغَمِّ إِنَّمَا تَكُونُ سَبَبًا لِلْحُزْنِ لَا لِعَدَمِهِ غَيْرُ مُسَلَّمٍ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، وَأَيُّ مَانِعٍ مِنْ أَنْ يَكُونَ غَمٌّ مَخْصُوصٌ سَبَبًا لِزَوَالِ غَمٍّ آخَرَ مَخْصُوصٍ أَيْضًا بِأَنْ يَعْظُمَ الثَّانِي فَيُنْسِيَ الْأَوَّلَ فَتَدَبَّرْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) عَلِيمٌ بِأَعْمَالِكُمْ وَبِمَا قَصَدْتُمْ بِهَا ، وَفِي الْمَقْصِدِ الْأَسْنَى : الْخَبِيرُ بِمَعْنَى الْعَلِيمِ ، لَكِنَّ الْعِلْمَ إِذَا أُضِيفَ إِلَى الْخَفَايَا الْبَاطِنَةِ سُمِّيَ خِبْرَةً ، وَسُمِّيَ صَاحِبُهَا خَبِيرًا ، وَفِيهِ تَرْغِيبٌ فِي الطَّاعَةِ وَتَرْهِيبٌ عَنِ الْمَعْصِيَةِ .