وقوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=28902_30539_32016_29030nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كمثل الذين من قبلهم خبر مبتدأ محذوف تقديره مثلهم أي مثل المذكورين من اليهود بني النضير ، أو منهم ومن المنافقين كمثل أهل
بدر - كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد - أو
كبني قينقاع - كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - وهم شعب من اليهود الذين كانوا حوالي
المدينة غزاهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يوم السبت على رأس عشرين شهرا من الهجرة في شوال قبل غزوة
بني النضير حيث كانت في ربيع سنة أربع وأجلاهم عليه الصلاة والسلام إلى أذرعات على ما فصل في كتب السير .
وقيل : أي مثل هؤلاء المنافقين كمثل منافقي الأمم الماضية
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15قريبا ظرف لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15ذاقوا وبال أمرهم أي ذاقوا سوء عاقبة كفرهم في زمن قريب من عصيانهم أي لم تتأخر عقوبتهم وعوقبوا في الدنيا إثر عصيانهم .
وقيل : انتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15قريبا - بمثل - إذ التقدير كوقوع مثل الذين ، وتعقب بأن الظاهر أنه أريد أن في الكلام مضافا هو العامل حقيقة في الظرف إلا أنه لما حذف عمل المضاف إليه فيه لقيامه مقامه ، ولا يخفى أن المعنى ليس عليه لأن المراد تشبيه المثل بالمثل أي الصفة الغريبة لهؤلاء بالصفة الغريبة للذين من قبلهم دون تشبيه المثل بوقوع المثل ، وأجيب بأن الإضافة من إضافة الصفة إلى موصوفها فيرجع التشبيه إلى تشبيه المثل بالمثل فكأنه قيل : مثلهم كمثل الذين من قبلهم الواقع قريبا ، وفيه أن ذلك التقدير ركيك وما ذكر لا يدفع الركاكة ، والقول بتقدير مضاف في جانب المبتدأ أيضا أي وقوع مثلهم كوقوع مثل الذين من قبلهم قريبا فيكون قد
[ ص: 59 ]
شبه وقوع المثل بوقوع المثل تعسف لا ينبغي أن يرتكب في الفصيح .
وقيل : إن العامل فيه التشبيه أي يشبهونهم في زمن قريب ، وقيل : متعلق الكاف لأنه يدل على الوقوع ، وكلا القولين كما ترى ، ولا يبعد تعلقه بما تعلقت به الصلة أعني من قبلهم أي الذين كانوا من قبلهم في زمن قريب فيفيد أن قبليتهم قبلية قريبة ، ويلزم من ذلك قرب ما فعل بهم وهو المثل ، ويكون هذا مطمح النظر في الإفادة ويتضمن تعييرهم بأنهم كانت لهم في أهل
بدر أو
بني قينقاع أسوة فبعد لم ينطمس آثار ما وقع بهم وهو كذلك على تقدير الوقوع ونحوه ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15ذاقوا مفسرة للمثل لا محل لها من الإعراب ، ويتعين تعلق
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15قريبا بما بعد على تقدير أن يراد بمن قبل منافقو الأمم الماضية فتدبر
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15ولهم في الآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15عذاب أليم لا يقادر قدره ، والجملة قيل : عطف على الجملة السابقة وإن اختلفا فعلية واسمية ، وقيل : حال مقدرة من ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15ذاقوا وأيا ما كان فهو داخل في حيز المثل ، وقيل : عطف على جملة - مثلهم كمثل الذين من قبلهم - ولا يخفى بعده ،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28902_30539_32016_29030nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ مِثْلُهُمْ أَيْ مِثْلُ الْمَذْكُورِينَ مِنَ الْيَهُودِ بَنِي النَّضِيرِ ، أَوْ مِنْهُمْ وَمِنَ الْمُنَافِقِينَ كَمِثْلِ أَهْلِ
بَدْرٍ - كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ - أَوْ
كَبَنِي قَيْنُقَاعَ - كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ - وَهُمْ شَعْبٌ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ كَانُوا حَوَالِي
الْمَدِينَةِ غَزَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ السَّبْتِ عَلَى رَأْسِ عِشْرِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ فِي شَوَّالٍ قَبْلَ غَزْوَةِ
بَنِي النَّضِيرِ حَيْثُ كَانَتْ فِي رَبِيعِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَجْلَاهُمْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِلَى أَذَرِعَاتٍ عَلَى مَا فُصِّلَ فِي كُتُبِ السِّيَرِ .
وَقِيلَ : أَيْ مِثْلُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ كَمَثَلِ مُنَافِقِي الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15قَرِيبًا ظَرْفٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ أَيْ ذَاقُوا سُوءَ عَاقِبَةِ كُفْرِهِمْ فِي زَمَنٍ قَرِيبٍ مِنْ عِصْيَانِهِمْ أَيْ لَمْ تَتَأَخَّرْ عُقُوبَتُهُمْ وَعُوقِبُوا فِي الدُّنْيَا إِثْرَ عِصْيَانِهِمْ .
وَقِيلَ : انْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15قَرِيبًا - بِمِثْلِ - إِذِ التَّقْدِيرُ كَوُقُوعِ مِثْلِ الَّذِينَ ، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّهُ أُرِيدَ أَنَّ فِي الْكَلَامِ مُضَافًا هُوَ الْعَامِلُ حَقِيقَةً فِي الظَّرْفِ إِلَّا أَنَّهُ لَمَّا حُذِفَ عَمِلَ الْمُضَافُ إِلَيْهِ فِيهِ لِقِيَامِهِ مَقَامَهُ ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ الْمَعْنَى لَيْسَ عَلَيْهِ لِأَنَّ الْمُرَادَ تَشْبِيهُ الْمَثَلِ بِالْمَثَلِ أَيِ الصِّفَةِ الْغَرِيبَةِ لِهَؤُلَاءِ بِالصِّفَةِ الْغَرِيبَةِ لِلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دُونَ تَشْبِيهِ الْمَثَلِ بِوُقُوعِ الْمَثَلِ ، وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْإِضَافَةَ مِنْ إِضَافَةِ الصِّفَةِ إِلَى مَوْصُوفِهَا فَيَرْجِعُ التَّشْبِيهُ إِلَى تَشْبِيهِ الْمَثَلِ بِالْمَثَلِ فَكَأَنَّهُ قِيلَ : مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمُ الْوَاقِعِ قَرِيبًا ، وَفِيهِ أَنَّ ذَلِكَ التَّقْدِيرَ رَكِيكٌ وَمَا ذُكِرَ لَا يَدْفَعُ الرَّكَاكَةَ ، وَالْقَوْلُ بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ فِي جَانِبِ الْمُبْتَدَأِ أَيْضًا أَيْ وُقُوعُ مَثَلِهِمْ كَوُقُوعِ مَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا فَيَكُونُ قَدْ
[ ص: 59 ]
شَبَّهَ وُقُوعَ الْمَثَلِ بِوُقُوعِ الْمَثَلِ تَعَسُّفٌ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْتَكَبَ فِي الْفَصِيحِ .
وَقِيلَ : إِنَّ الْعَامِلَ فِيهِ التَّشْبِيهُ أَيْ يُشْبِهُونَهُمْ فِي زَمَنٍ قَرِيبٍ ، وَقِيلَ : مُتَعَلِّقُ الْكَافِ لِأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الْوُقُوعِ ، وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ كَمَا تَرَى ، وَلَا يَبْعُدُ تَعَلُّقُهُ بِمَا تَعَلَّقَتْ بِهِ الصِّلَةُ أَعْنِي مِنْ قَبْلِهِمْ أَيِ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ فِي زَمَنٍ قَرِيبٍ فَيُفِيدُ أَنَّ قَبْلِيَّتَهُمْ قَبْلِيَّةٌ قَرِيبَةٌ ، وَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ قُرْبُ مَا فُعِلَ بِهِمْ وَهُوَ الْمَثَلُ ، وَيَكُونُ هَذَا مَطْمَحَ النَّظَرِ فِي الْإِفَادَةِ وَيَتَضَمَّنُ تَعْيِيرَهُمْ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ لَهُمْ فِي أَهْلِ
بَدْرٍ أَوْ
بَنِي قَيْنُقَاعَ أُسْوَةٌ فَبَعْدُ لَمْ يَنْطَمِسْ آثَارُ مَا وَقَعَ بِهِمْ وَهُوَ كَذَلِكَ عَلَى تَقْدِيرِ الْوُقُوعِ وَنَحْوِهِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15ذَاقُوا مُفَسِّرَةٌ لِلْمَثَلِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ ، وَيَتَعَيَّنُ تَعَلُّقُ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15قَرِيبًا بِمَا بَعْدُ عَلَى تَقْدِيرِ أَنْ يُرَادَ بِمَنْ قَبْلَ مُنَافِقُو الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ فَتَدَبَّرْ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15عَذَابٌ أَلِيمٌ لَا يُقَادَرُ قَدْرُهُ ، وَالْجُمْلَةُ قِيلَ : عَطْفٌ عَلَى الْجُمْلَةِ السَّابِقَةِ وَإِنِ اخْتَلَفَا فِعْلِيَّةً وَاسْمِيَّةً ، وَقِيلَ : حَالٌ مُقَدَّرَةٌ مِنْ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15ذَاقُوا وَأَيًّا مَا كَانَ فَهُوَ دَاخِلٌ فِي حَيِّزِ الْمَثَلِ ، وَقِيلَ : عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ - مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ - وَلَا يَخْفَى بُعْدُهُ ،