كأنها ثمل تمشي على رود،
أي: على مهل، وقال وجماعة: تصغير إرواد مصدر رود يرود بالترخيم وهو تصغير تحقير وتقليل، وله في الاستعمال وجهان آخران كونه اسم فعل نحو: ريدا زيد؛ أي: أمهله وكونه حالا نحو: سار القوم رويدا؛ أي: متمهلين غير مستعجلين، ولم يذكر أحد احتمال كونه اسم فعل هنا، وصرح أبو حيان ابن الشيخ بعدم جريانه، وعلل ذلك بأن الأوامر بمعنى فكأنه قيل: أمهل الكافرين أمهلهم، وفائدة التأكيد تحصل بالثاني فيلغو الثالث، وفي التعليل نظر؛ فقد يسلك في التأكيد بألفاظ متحدة لفظا ومعنى نحو ذلك.ففي الحديث: «أيما امرأة أنكحت نفسها بدون ولي فنكاحها باطل باطل باطل».
ولا فرق بين الجمل والمفردات. نعم هو خلاف الظاهر جدا.
وجوز رحمه الله كونه حالا؛ أي: أمهلهم غير مستعجل، والظاهر أنه حال مؤكدة كما في قوله تعالى: ولا تعثوا في الأرض مفسدين فلا تغفل وهو أيضا بعيد، وظاهر كلام أبي حيان وغيره أن الأمر الثاني توكيد للأول قالوا: والمخالفة بين اللفظين في البنية لزيادة تسكينه صلى الله تعالى عليه وسلم وتصبيره عليه الصلاة والسلام، وإنما دلت الزيادة من حيث الإشعار بالتغاير كأن ( كلا ) كلام مستقل بالأمر بالتأني فهو أوكد من مجرد التكرار، وقرأ «مهلهم» بفتح الميم وشد الهاء موافقة للفظ الأمر الأول. ابن عباس: