nindex.php?page=treesubj&link=25987_30532_30614_34190_34199_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135قل يا قوم أمر له صلى الله تعالى عليه وسلم أن يواجه الكفار بتشديد التهديد وتكرير الوعيد ويظهر لهم ما هو عليه من غاية التصلب في الدين ونهاية الوثوق بأمره وعدم المبالاة بهم أصلا إثر ما بين لهم حالهم ومآلهم أي قل يا
محمد لهؤلاء الكفار
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135اعملوا على مكانتكم أي على غاية تمكنكم واستطاعتكم على أن المكانة مصدر مكن إذ تمكن أبلغ التمكن وجوز أن يكون ظرفا بمعنى المكان كالمقام والمقامة ومن هنا فسره
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عنه بالناحية وتجوز به عن ذلك من فسره بالحالة أي اعملوا على حالتكم التي أنتم عليها .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ( مكاناتكم ) على الجمع في كل القرآن وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي أن الوجه الإفراد وفيه نظر والمعنى اثبتوا على كفركم ومعاداتكم لي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135إني عامل على مكانتي أي ثابت على الإسلام وعلى مصابرتكم .
[ ص: 31 ] والأمر بالتهديد وإيراده بصيغة الأمر كما قال غير واحد مبالغة في الوعيد كأن المهدد يريد تعذيبه مجمعا عازما عليه فيحمله بالأمر على ما يؤدي إليه وتسجيل بأن المهدد لا يتأتى منه إلا الشر كالمأمور به الذي لا يقدر أن يتفصى عنه وجعل العلامة الثاني ذلك من قبيل الاستعارة التمثيلية تشبيها لذلك المعنى بالمعنى المأمور به الواجب الذي لا بد أن يكون ممن ضربت عليه الشقوة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار أي إنكم لتعلمون ذلك لا محالة فسوف لتأكيد مضمون الجملة والعلم عرفاني فيتعدى إلى واحد ومن استفهامية معلقة لفعل العلم محلها الرفع على الابتداء والجملة بعدها خبرها ومجموعهما ساد مسد مفعول العلم .
والمراد بالدار الدنيا لا دار السلام كما قيل وبالعاقبة العاقبة الحسنى أي عاقبة الخير لأنها الأصل فإنه تعالى جعل الدنيا مزرعة الآخرة وقنطرة المجاز إليها وأراد من عباده أعمال الخير لينالوا حسن الخاتمة .
وأما عاقبة الشر فلا اعتداد بها لأنها من نتائج تحريف الفجار أي فسوف تعلمون أينا تكون له العاقبة الحسنى التي خلق الله تعالى هذه الدار لها ويجوز أن تكون ما موصولة فمحلها النصب على أنها مفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135تعلمون أي فسوف تعلمون الذي له عاقبة الدار وفيه مع الإنذار المستفاد من التهديد إنصاف في المقال وتنبيه على كمال وثوق المنذر بأمره وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( يكون ) بالتحتية لأن تأنيث العاقبة غير حقيقي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135إنه أي الشأن
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135لا يفلح الظالمون (135) أي لا يظفروا بمطلوبهم وإنما وضع الظلم موضع الكفر لأنه أعم منه وهو أكثر فائدة لأنه إذا لم يفلح الظالم فكيف الكافر المتصف بأعظم أفراد الظلم.
nindex.php?page=treesubj&link=25987_30532_30614_34190_34199_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135قُلْ يَا قَوْمِ أَمْرٌ لَهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُوَاجِهَ الْكَفَّارَ بِتَشْدِيدِ التَّهْدِيدِ وَتَكْرِيرِ الْوَعِيدِ وَيُظْهِرَ لَهُمْ مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ غَايَةِ التَّصَلُّبِ فِي الدِّينِ وَنِهَايَةِ الْوُثُوقِ بِأَمْرِهِ وَعَدَمِ الْمُبَالَاةِ بِهِمْ أَصْلًا إِثْرَ مَا بَيَّنَ لَهُمْ حَالَهُمْ وَمَآلَهُمْ أَيْ قُلْ يَا
مُحَمَّدُ لِهَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ أَيْ عَلَى غَايَةِ تَمَكُّنِكُمْ وَاسْتِطَاعَتِكُمْ عَلَى أَنَّ الْمَكَانَةَ مَصْدَرُ مَكَّنَ إِذْ تَمَكَّنَ أَبْلَغُ التَّمَكُّنِ وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا بِمَعْنَى الْمَكَانِ كَالْمَقَامِ وَالْمَقَامَةِ وَمِنْ هُنَا فَسَرَّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا كَمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ بِالنَّاحِيَةِ وَتَجَوَّزُ بِهِ عَنْ ذَلِكَ مَنْ فَسَّرَهُ بِالْحَالَةِ أَيِ اعْمَلُوا عَلَى حَالَتِكُمُ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبُو بَكْرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ ( مَكَانَاتِكُمْ ) عَلَى الْجَمْعِ فِي كُلِّ الْقُرْآنِ وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=15466الْوَاحِدِيُّ أَنَّ الْوَجْهَ الْإِفْرَادُ وَفِيهِ نَظَرٌ وَالْمَعْنَى اثْبُتُوا عَلَى كُفْرِكُمْ وَمُعَادَاتِكُمْ لِي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135إِنِّي عَامِلٌ عَلَى مَكَانَتِي أَيْ ثَابِتٌ عَلَى الْإِسْلَامِ وَعَلَى مُصَابَرَتِكُمْ .
[ ص: 31 ] وَالْأَمْرُ بِالتَّهْدِيدِ وَإِيرَادُهُ بِصِيغَةِ الْأَمْرِ كَمَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مُبَالَغَةٌ فِي الْوَعِيدِ كَأَنَّ الْمُهَدِّدَ يُرِيدُ تَعْذِيبَهُ مَجْمِعًا عَازِمًا عَلَيْهِ فَيَحْمِلُهُ بِالْأَمْرِ عَلَى مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ وَتَسْجِيلٌ بِأَنَّ الْمُهَدِّدَ لَا يَتَأَتَّى مِنْهُ إِلَّا الشَّرُّ كَالْمَأْمُورِ بِهِ الَّذِي لَا يَقْدِرُ أَنْ يَتَفَصَّى عَنْهُ وَجَعَلَ الْعَلَّامَةُ الثَّانِي ذَلِكَ مِنْ قَبِيلِ الِاسْتِعَارَةِ التَّمْثِيلِيَّةِ تَشْبِيهًا لِذَلِكَ الْمَعْنَى بِالْمَعْنَى الْمَأْمُورِ بِهِ الْوَاجِبِ الَّذِي لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ ضُرِبَتْ عَلَيْهِ الشِّقْوَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ أَيْ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَسَوْفَ لِتَأْكِيدِ مَضْمُونِ الْجُمْلَةِ وَالْعِلْمُ عِرْفَانِيٌّ فَيَتَعَدَّى إِلَى وَاحِدٍ وَمَنِ اسْتِفْهَامِيَّةٌ مُعَلَّقَةٌ لِفِعْلِ الْعِلْمِ مَحَلُّهَا الرَّفْعُ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْجُمْلَةُ بَعْدَهَا خَبَرُهَا وَمَجْمُوعُهُمَا سَادٌّ مَسَدَّ مَفْعُولِ الْعِلْمِ .
وَالْمُرَادُ بِالدَّارِ الدُّنْيَا لَا دَارَ السَّلَامِ كَمَا قِيلَ وَبِالْعَاقِبَةِ الْعَاقِبَةُ الْحُسْنَى أَيْ عَاقِبَةُ الْخَيْرِ لِأَنَّهَا الْأَصْلُ فَإِنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ الدُّنْيَا مَزْرَعَةَ الْآخِرَةِ وَقَنْطَرَةَ الْمَجَازِ إِلَيْهَا وَأَرَادَ مِنْ عِبَادِهِ أَعْمَالَ الْخَيْرِ لِيَنَالُوا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ .
وَأَمَّا عَاقِبَةُ الشَّرِّ فَلَا اعْتِدَادَ بِهَا لِأَنَّهَا مِنْ نَتَائِجِ تَحْرِيفِ الْفُجَّارِ أَيْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ أَيُّنَا تَكُونُ لَهُ الْعَاقِبَةُ الْحُسْنَى الَّتِي خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الدَّارَ لَهَا وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَا مَوْصُولَةً فَمَحَلُّهَا النَّصْبُ عَلَى أَنَّهَا مَفْعُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135تَعْلَمُونَ أَيْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ الَّذِي لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ وَفِيهِ مَعَ الْإِنْذَارِ الْمُسْتَفَادِ مِنَ التَّهْدِيدِ إِنْصَافٌ فِي الْمَقَالِ وَتَنْبِيهٌ عَلَى كَمَالِ وُثُوقِ الْمُنْذِرِ بِأَمْرِهِ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( يَكُونُ ) بِالتَّحْتِيَّةِ لِأَنَّ تَأْنِيثَ الْعَاقِبَةِ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135إِنَّهُ أَيِ الشَّأْنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135) أَيْ لَا يَظْفَرُوا بِمَطْلُوبِهِمْ وَإِنَّمَا وُضِعَ الظُّلْمُ مَوْضِعَ الْكَفْرِ لِأَنَّهُ أَعَمُّ مِنْهُ وَهُوَ أَكْثَرُ فَائِدَةً لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يُفْلِحِ الظَّالِمُ فَكَيْفَ الْكَافِرُ الْمُتَّصِفُ بِأَعْظَمِ أَفْرَادِ الظُّلْمِ.