[ ص: 498 ] سورة الحشر
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29030_28723_33133nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=1سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم nindex.php?page=treesubj&link=29030_25035_29677_30475_30539_30868_32427_32438nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار nindex.php?page=treesubj&link=29030_30437_30539_30550_30868nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=3ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار nindex.php?page=treesubj&link=29030_30532_30539_32426_34090nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=4ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب nindex.php?page=treesubj&link=29030_30539_30868nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=5ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب يعني يهود
بني النضير. nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2من ديارهم يعني من منازلهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2لأول الحشر أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من
أحد إلى
أذرعات [ ص: 499 ] الشام، وأعطى كل ثلاثة بعيرا يحملون عليه ما استقل إلا السلاح، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد عاهدهم حين هاجر إلى
المدينة أن لا يقاتلوا معه ولا عليه ، فكفوا يوم
بدر لظهور المسلمين ، وأعانوا المشركين يوم
أحد حين رأوا ظهورهم على المسلمين ، فقتل رئيسهم
كعب بن الأشرف ، قتله
nindex.php?page=showalam&ids=80محمد بن مسلمة غيلة. ثم سار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم ثلاثا وعشرين ليلة محاربا حتى أجلاهم عن
المدينة.
في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2لأول الحشر ثلاثة أوجه:
أحدها: لأنهم أول من أجلاه النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان.
الثاني: لأنه أول حشرهم ، لأنهم يحشرون بعدها إلى أرض المحشر في القيامة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه لما أجلى بني النضير قال لهم (امضوا فهذا أول الحشر وأنا على الأثر).
الثالث: أنه أول حشرهم لما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة أنه يأتي عليهم بعد ذلك من مشرق الشمس نار تحشرهم إلى مغربها تبيت معهم إذا باتوا [وتقيل معهم حيث قالوا] وتأكل منهم من تخلف.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2ما ظننتم أن يخرجوا يعني من ديارهم لقوتهم وامتناعهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله أي من أمر الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا فيه وجهان:
أحدهما: لم يحتسبوا بأمر الله.
الثاني: قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : من حيث لم يحتسبوا بقتل
nindex.php?page=showalam&ids=13710ابن الأشرف. nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وقذف في قلوبهم الرعب فيه وجهان:
أحدهما: لخوفهم من رسول الله.
الثاني: بقتل
كعب بن الأشرف. nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فيه خمسة أوجه:
أحدها: بأيديهم بنقض الموادعة، وأيدي المؤمنين بالمقاتلة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري. [ ص: 500 ] الثاني: بأيديهم في تركها، وأيدي المؤمنين في إجلائهم عنها، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء.
الثالث: بأيديهم في إخراب دواخلها وما فيها لئلا يأخذها المسلمون ، وبأيدي المؤمنين في إخراب ظواهرها ليصلوا بذلك إليهم. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : كانت منازلهم مزخرفة فحسدوا المسلمين أن يسكنوها فخربوها من داخل ، وخربها المسلمون من خارج.
الرابع: معناه: أنهم كانوا كلما هدم المسلمون عليهم من حصونهم شيئا نقضوا من بيوتهم ما يبنون به من حصونهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الخامس: أن تخريبهم بيوتهم أنهم لما صولحوا على حمل ما أقلته إبلهم جعلوا ينقضون ما أعجبهم من بيوتهم حتى الأوتار ليحملوها على إبلهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد.
وفي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2يخربون قراءتان: بالتخفيف ، وبالتشديد ، وفيهما وجهان:
أحدهما: أن معناهما واحد وليس بينهما فرق.
الثاني: أن معناهما مختلف. وفي الفرق بينهما وجهان:
أحدهما: أن من قرأ بالتشديد أراد إخرابها بأفعالهم ، ومن قرأ بالتخفيف أراد إخرابها بفعل غيرهم قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو.
الثاني: أن من قرأ بالتشديد أراد إخرابها بهدمهم لها. وبالتخفيف أراد فراغها بخروجهم عنها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء. ولمن تعمق بغوامض المعاني في تأويل ذلك وجهان:
أحدهما: يخربون بيوتهم أي يبطلون أعمالهم بأيديهم ، يعني باتباع البدع ، وأيدي المؤمنين في مخالفتهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=3ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء فيه وجهان:
أحدهما: يعني بالجلاء الفناء
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=3لعذبهم في الدنيا بالسبي.
[ ص: 501 ] والثاني: يعني بالجلاء الإخراج عن منازلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=3لعذبهم في الدنيا يعني بالقتل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة. والفرق بين الجلاء والإخراج - وإن كان معناهما في الإبعاد واحد - من وجهين:
أحدهما: أن الجلاء ما كان مع الأهل والولد ، والإخراج قد يكون مع بقاء الأهل والولد.
الثاني: أن الجلاء لا يكون إلا لجماعة ، والإخراج يكون لجماعة ولواحد.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=5ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وذلك
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل على حصون بني النضير وهي البويرة حين نقضوا العهد بمعونة قريش عليه يوم أحد قطع المسلمون من نخلهم وأحرقوا ست نخلات ، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق أنهم قطعوا نخلة وأحرقوا نخلة ، وكان ذلك عن إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بأمره ، إما لإضعافهم بها أو لسعة المكان بقطعها ، فشق ذلك عليهم فقالوا وهم يهود أهل كتاب: يا
محمد ألست تزعم أنك نبي تريد الإصلاح؟ أفمن الصلاح حرق الشجر وقطع النخل؟ وقال شاعرهم
سماك اليهودي ألسنا ورثنا كتاب الحكيم على عهد موسى ولم نصدف وأنتم رعاء لشاء عجاف
بسهل تهامة والأخيف ترون الرعاية مجدا لكم
لدى كل دهر لكم مجحف فيا أيها الشاهدون انتهوا
عن الظلم والمنطق المؤنف لعل الليالي وصرف الدهور
يدلن عن العادل المنصف بقتل النضير وإجلائها
وعقر النخيل ولم تقطف
فأجابه
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت رضي الله عنه
هم أوتوا الكتاب فضيعوه وهم عمي عن التوراة بور
كفرتم بالقرآن وقد أتيتم بتصديق الذي قال النذير
وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير
[ ص: 502 ] ثم إن المسلمين جل في صدورهم ما فعلوه ، فقال بعضهم: هذا فساد ، وقال آخرون منهم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب: هذا مما يجزي الله به أعداءه وينصر أولياءه فقالوا يا رسول الله هل لنا فيما قطعنا من أجر؟ وهل علينا فيما تركنا من وزر؟ فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنزل الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=5ما قطعتم من لينة الآية. وفيه دليل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=21694كل مجتهد مصيب.
وفي اللينة خمسة أقاويل:
أحدها: النخلة من أي الأصناف كانت ،
قاله ابن حبان.
الثاني: أنها كرام النخل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان.
الثالث: أنها العجوة خاصة ، قاله
جعفر بن محمد وذكر أن العتيق والعجوة كانا مع
نوح في السفينة، والعتيق الفحل، وكانت العجوة أصل الإناث كلها ولذلك شق على اليهود قطعها.
الرابع: أن اللينة الفسيلة لأنها ألين من النخلة ، ومنه قول الشاعر
غرسوا لينها بمجرى معين ثم حفوا النخيل بالآجام
الخامس: أن اللينة جميع الأشجار للينها بالحياة ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة طراق الخوافي واقع فوق لينة ندى ليلة في ريشه يترقرق
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش: سميت لينة اشتقاقا من اللون لا من اللين.
[ ص: 498 ] سُورَةُ الْحَشْرِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29030_28723_33133nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=1سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=29030_25035_29677_30475_30539_30868_32427_32438nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ nindex.php?page=treesubj&link=29030_30437_30539_30550_30868nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=3وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ nindex.php?page=treesubj&link=29030_30532_30539_32426_34090nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=4ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ nindex.php?page=treesubj&link=29030_30539_30868nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=5مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ يَعْنِي يَهُودَ
بَنِي النَّضِيرِ. nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2مِنْ دِيَارِهِمْ يَعْنِي مِنْ مَنَازِلِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2لأَوَّلِ الْحَشْرِ أَجْلَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ
أُحُدٍ إِلَى
أَذْرُعَاتِ [ ص: 499 ] الشَّامِ، وَأَعْطَى كُلَّ ثَلَاثَةٍ بِعِيرًا يَحْمِلُونَ عَلَيْهِ مَا اسْتَقَلَّ إِلَّا السِّلَاحَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ عَاهَدَهُمْ حِينَ هَاجَرَ إِلَى
الْمَدِينَةِ أَنْ لَا يُقَاتِلُوا مَعَهُ وَلَا عَلَيْهِ ، فَكَفُّوا يَوْمَ
بَدْرٍ لِظُهُورِ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَعَانُوا الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ
أُحُدٍ حِينَ رَأَوْا ظُهُورَهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَقَتَلَ رَئِيسُهُمْ
كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ ، قَتَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=80مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ غِيلَةً. ثُمَّ سَارَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَاصَرَهُمْ ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً مُحَارِبًا حَتَّى أَجْلَاهُمْ عَنِ
الْمَدِينَةِ.
فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2لأَوَّلِ الْحَشْرِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: لِأَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ أَجْلَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْيَهُودِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنُ حِبَّانَ.
الثَّانِي: لِأَنَّهُ أَوَّلُ حَشْرِهِمْ ، لِأَنَّهُمْ يُحْشَرُونَ بَعْدَهَا إِلَى أَرْضِ الْمَحْشَرِ فِي الْقِيَامَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ . وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ لَمَّا أَجْلَى بَنِي النَّضِيرِ قَالَ لَهُمُ (امْضُوا فَهَذَا أَوَّلُ الْحَشْرِ وَأَنَا عَلَى الْأَثَرِ).
الثَّالِثُ: أَنَّهُ أَوَّلُ حَشْرِهِمْ لِمَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ أَنَّهُ يَأْتِي عَلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ نَارٌ تَحْشُرُهُمْ إِلَى مَغْرِبِهَا تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا [وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا] وَتَأْكُلُ مِنْهُمْ مَنْ تَخَلَّفَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا يَعْنِي مِنْ دِيَارِهِمْ لِقُوَّتِهِمْ وَامْتِنَاعِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ أَيْ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا فِيهِ وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: لَمْ يَحْتَسِبُوا بِأَمْرِ اللَّهِ.
الثَّانِي: قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ : مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا بِقَتْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=13710ابْنِ الْأَشْرَفِ. nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فِيهِ وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: لِخَوْفِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ.
الثَّانِي: بِقَتْلِ
كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ. nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فِيهِ خَمْسَةُ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: بِأَيْدِيهِمْ بِنَقْضِ الْمُوَادَعَةِ، وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ بِالْمُقَاتَلَةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ. [ ص: 500 ] الثَّانِي: بِأَيْدِيهِمْ فِي تَرْكِهَا، وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فِي إِجْلَائِهِمْ عَنْهَا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ.
الثَّالِثُ: بِأَيْدِيهِمْ فِي إِخْرَابِ دَوَاخِلِهَا وَمَا فِيهَا لِئَلَّا يَأْخُذَهَا الْمُسْلِمُونَ ، وَبِأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فِي إِخْرَابِ ظَوَاهِرِهَا لِيَصِلُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِمْ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ : كَانَتْ مَنَازِلُهُمْ مُزَخْرَفَةً فَحَسَدُوا الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَسْكُنُوهَا فَخَرَّبُوهَا مِنْ دَاخِلٍ ، وَخَرَّبَهَا الْمُسْلِمُونَ مِنْ خَارِجٍ.
الرَّابِعُ: مَعْنَاهُ: أَنَّهُمْ كَانُوا كُلَّمَا هَدَمَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ حُصُونِهِمْ شَيْئًا نَقَضُوا مِنْ بُيُوتِهِمْ مَا يَبْنُونَ بِهِ مِنْ حُصُونِهِمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
الْخَامِسُ: أَنَّ تَخْرِيبَهِمْ بُيُوتَهُمْ أَنَّهُمْ لَمَّا صُولِحُوا عَلَى حِمْلٍ مَا أَقَلَّتْهُ إِبِلُهُمْ جَعَلُوا يَنْقُضُونَ مَا أَعْجَبَهُمْ مِنْ بُيُوتِهِمْ حَتَّى الْأَوْتَارِ لِيَحْمِلُوهَا عَلَى إِبِلِهِمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ.
وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2يُخْرِبُونَ قِرَاءَتَانِ: بِالتَّخْفِيفِ ، وَبِالتَّشْدِيدِ ، وَفِيهِمَا وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا فَرْقٌ.
الثَّانِي: أَنَّ مَعْنَاهُمَا مُخْتَلِفٌ. وَفِي الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ مَنْ قَرَأَ بِالتَّشْدِيدِ أَرَادَ إِخْرَابَهَا بِأَفْعَالِهِمْ ، وَمَنْ قَرَأَ بِالتَّخْفِيفِ أَرَادَ إِخْرَابَهَا بِفِعْلِ غَيْرِهِمْ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو.
الثَّانِي: أَنَّ مَنْ قَرَأَ بِالتَّشْدِيدِ أَرَادَ إِخْرَابَهَا بِهَدْمِهِمْ لَهَا. وَبِالتَّخْفِيفِ أَرَادَ فَرَاغَهَا بِخُرُوجِهِمْ عَنْهَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ. وَلِمَنْ تَعَمَّقَ بِغَوَامِضِ الْمَعَانِي فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ أَيْ يُبْطِلُونَ أَعْمَالَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ ، يَعْنِي بِاتِّبَاعِ الْبِدَعِ ، وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فِي مُخَالَفَتِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=3وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ فِيهِ وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: يَعْنِي بِالْجَلَاءِ الْفَنَاءَ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=3لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا بِالسَّبْيِ.
[ ص: 501 ] وَالثَّانِي: يَعْنِي بِالْجَلَاءِ الْإِخْرَاجَ عَنْ مَنَازِلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=3لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا يَعْنِي بِالْقَتْلِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةُ. وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْجَلَاءِ وَالْإِخْرَاجِ - وَإِنْ كَانَ مَعْنَاهُمَا فِي الْإِبْعَادِ وَاحِدٌ - مِنْ وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْجَلَاءَ مَا كَانَ مَعَ الْأَهْلِ وَالْوَلَدِ ، وَالْإِخْرَاجَ قَدْ يَكُونُ مَعَ بَقَاءِ الْأَهْلِ وَالْوَلَدِ.
الثَّانِي: أَنَّ الْجَلَاءَ لَا يَكُونُ إِلَّا لِجَمَاعَةٍ ، وَالْإِخْرَاجَ يَكُونُ لِجَمَاعَةٍ وَلِوَاحِدٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=5مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَذَلِكَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَ عَلَى حُصُونِ بَنِي النَّضِيرِ وَهِيَ الْبُوَيْرَةُ حِينَ نَقَضُوا الْعَهْدَ بِمَعُونَةِ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ قَطَعَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ نَخْلِهِمْ وَأَحْرَقُوا سِتَّ نَخْلَاتٍ ، وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16903مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنَّهُمْ قَطَعُوا نَخْلَةً وَأَحْرَقُوا نَخْلَةً ، وَكَانَ ذَلِكَ عَنْ إِقْرَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ بِأَمْرِهِ ، إِمَّا لِإِضْعَافِهِمْ بِهَا أَوْ لِسَعَةِ الْمَكَانِ بِقَطْعِهَا ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا وَهُمْ يَهُودُ أَهْلِ كِتَابٍ: يَا
مُحَمَّدُ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِيٌّ تُرِيدُ الْإِصْلَاحَ؟ أَفَمِنَ الصَّلَاحِ حَرْقُ الشَّجَرِ وَقَطْعُ النَّخْلِ؟ وَقَالَ شَاعِرُهُمْ
سِمَاكٌ الْيَهُودِيُّ أَلَسْنَا وَرِثْنَا كِتَابَ الْحَكِيمِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى وَلَمْ نَصْدِفِ وَأَنْتُمْ رِعَاءٌ لِشَاءٍ عِجَافٍ
بِسَهْلِ تِهَامَةَ وَالْأَخْيَفِ تَرَوْنَ الرِّعَايَةَ مَجْدًا لَكُمْ
لَدَى كُلِّ دَهْرٍ لَكُمْ مُجْحِفٌ فَيَا أَيُّهَا الشَّاهِدُونَ انْتَهُوا
عَنِ الظُّلْمِ وَالْمَنْطِقِ الْمُؤْنِفِ لَعَلَّ اللَّيَالِي وَصَرْفَ الدُّهُورِ
يُدَلْنَ عَنِ الْعَادِلِ الْمُنْصِفِ بِقَتْلِ النَّضِيرِ وَإِجْلَائِهَا
وَعَقْرِ النَّخِيلِ وَلَمْ تُقْطَفْ
فَأَجَابَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=144حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
هُمْ أُوتُوُا الْكِتَابَ فَضَيَّعُوهُ وَهُمْ عُمْيٌ عَنِ التَّوْرَاةِ بُورُ
كَفَرْتُمْ بِالْقُرْآنِ وَقَدْ أَتَيْتُمْ بِتَصْدِيقِ الَّذِي قَالَ النَّذِيرُ
وَهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ حَرِيقٌ بِالْبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ
[ ص: 502 ] ثُمَّ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ جَلَّ فِي صُدُورِهِمْ مَا فَعَلُوهُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا فَسَادٌ ، وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: هَذَا مِمَّا يَجْزِي اللَّهُ بِهِ أَعْدَاءَهُ وَيَنْصُرُ أَوْلِيَاءَهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَنَا فِيمَا قَطَعْنَا مِنْ أَجْرٍ؟ وَهَلْ عَلَيْنَا فِيمَا تَرَكْنَا مِنْ وِزْرٍ؟ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=5مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ الْآيَةَ. وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=21694كُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبٌ.
وَفِي اللِّينَةِ خَمْسَةُ أَقَاوِيلَ:
أَحَدُهَا: النَّخْلَةُ مِنْ أَيِّ الْأَصْنَافِ كَانَتْ ،
قَالَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
الثَّانِي: أَنَّهَا كِرَامُ النَّخْلِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ.
الثَّالِثُ: أَنَّهَا الْعَجْوَةُ خَاصَّةً ، قَالَهُ
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَذَكَرَ أَنَّ الْعَتِيقَ وَالْعَجْوَةَ كَانَا مَعَ
نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ، وَالْعَتِيقُ الْفَحْلُ، وَكَانَتِ الْعَجْوَةُ أَصْلَ الْإِنَاثِ كُلِّهَا وَلِذَلِكَ شَقَّ عَلَى الْيَهُودِ قَطْعُهَا.
الرَّابِعُ: أَنَّ اللِّينَةَ الْفَسِيلَةُ لِأَنَّهَا أَلْيَنُ مِنَ النَّخْلَةِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ
غَرَسُوا لِينَهَا بِمَجْرَى مَعِينٍ ثُمَّ حَفُّوا النَّخِيلَ بِالْآجَامِ
الْخَامِسُ: أَنَّ اللِّينَةَ جَمِيعُ الْأَشْجَارِ لِلِينِهَا بِالْحَيَاةِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذِي الرُّمَّةِ طِرَاقُ الْخَوَافِي وَاقِعٌ فَوْقَ لِينَةٍ نَدَى لَيْلَةٍ فِي رِيشِهِ يَتَرَقْرَقُ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13674الْأَخْفَشُ: سُمِّيَتْ لِينَةً اشْتِقَاقًا مِنَ اللَّوْنِ لَا مِنَ اللِّينِ.