أخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير عن وابن المنذر قال : عطاء بن أبي رباح قال المسلمون : يا رسول الله، بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا، كانوا إذا أذنب أحدهم ذنبا أصبح كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه، اجدع أنفك اجدع أذنك، افعل كذا وكذا، فسكت، فنزلت هؤلاء الآيات : وسارعوا إلى مغفرة من ربكم إلى قوله : والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «ألا أخبركم بخير من ذلكم؟» ثم تلا هؤلاء الآيات عليهم .
وأخرج عن ابن المنذر في قوله : أنس بن مالك وسارعوا إلى مغفرة من ربكم قال : التكبيرة الأولى .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : سعيد بن جبير وسارعوا يقول : سارعوا بالأعمال الصالحة إلى مغفرة من ربكم قال : لذنوبكم وجنة عرضها السماوات والأرض يعني : عرض سبع سموات وسبع أرضين لو لصق بعضهن إلى بعض فالجنة في عرضهن .
[ ص: 6 ] وأخرج من طريق ابن جرير عن السدي في الآية قال : تقرن السماوات السبع والأرضون السبع كما تقرن الثياب بعضها إلى بعض، فذاك عرض الجنة . ابن عباس
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم كريب قال : أرسلني إلى رجل من أهل الكتاب أسأله عن هذه الآية : ابن عباس وجنة عرضها السماوات والأرض فأخرج أسفار موسى فجعل ينظر، قال : سبع سماوات وسبع أرضين تلفق كما تلفق الثياب بعضها إلى بعض، هذا عرضها، وأما طولها فلا يقدر قدره إلا الله .
وأخرج عن ابن جرير التنوخي رسول هرقل قال : هرقل وفيه : إنك كتبت تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، فأين النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سبحان الله، فأين الليل إذا جاء النهار» . قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب
وأخرج البزار وصححه عن والحاكم قال : أبي هريرة جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت قوله : وجنة عرضها السماوات والأرض فأين النار؟ قال : قال : حيث شاء الله . قال : «فكذلك حيث شاء الله» . «أرأيت الليل إذا لبس كل شيء فأين النهار؟»
[ ص: 7 ] وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير عن وابن المنذر أن ناسا من اليهود سألوا طارق بن شهاب عن : ( جنة عرضها السماوات والأرض ) فأين النار؟ فقال عمر بن الخطاب إذا جاء الليل فأين النهار، وإذا جاء النهار أين الليل؟ فقالوا : لقد نزعت مثلها من التوراة . عمر :
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير أن رجلا من أهل الكتاب قال يزيد بن الأصم : تقولون : لابن عباس وجنة عرضها السماوات والأرض فأين النار؟ فقال له إذا جاء الليل فأين النهار؟ وإذا جاء النهار فأين الليل؟ ابن عباس :
وأخرج مسلم، وابن المنذر وصححه عن والحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أنس بدر : عمير بن الحمام الأنصاري : يا رسول الله، جنة عرضها السموات والأرض؟ قال : «نعم» قال : بخ بخ، لا والله يا رسول الله لا بد أن أكون من أهلها . قال : «فإنك من أهلها» فأخرج تميرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال : لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل . «قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض» فقال
[ ص: 8 ] قوله تعالى : الذين ينفقون في السراء والضراء الآية .
أخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس الذين ينفقون في السراء والضراء يقول : في العسر واليسر، والكاظمين الغيظ يقول : كاظمون على الغيظ، كقوله : وإذا ما غضبوا هم يغفرون [الشورى : 37] يغضبون في الأمر لو وقعوا فيه كان حراما، فيغفرون ويعفون يلتمسون وجه الله بذلك، والعافين عن الناس كقوله : ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة الآية [النور : 22]، يقول : لا تقسموا على أن لا تعطوهم من النفقة واعفوا واصفحوا .
وأخرج في كتاب الوقف والابتداء عن ابن الأنباري أن ابن عباس نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قول الله : والكاظمين الغيظ ما الكاظمون؟ قال : الحابسون الغيظ . قال عبد المطلب بن هاشم :
فخضضت قومي واحتسبت قتالهم والقوم من خوف قتالهم كظم
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : أبي العالية والعافين عن الناس قال : عن المملوكين .
وأخرج ، ابن المنذر عن وابن أبي حاتم في قوله : [ ص: 9 ] مقاتل بن حيان والعافين عن الناس قال : يغيظون في الأمر فيغفرون ويعفون عن الناس، ومن فعل ذلك فهو محسن والله يحب المحسنين بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند ذلك : «إن هؤلاء في أمتي قليل إلا من عصمه الله، وقد كانوا كثيرا في الأمم التي مضت» .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن جرير عن وابن المنذر في قوله : أبي هريرة والكاظمين الغيظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله أمنا وإيمانا» .
وأخرج أحمد في "الشعب" بسند حسن عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس «ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظم عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا» .
وأخرج عن البيهقي ، مثله . ابن عمر
وأخرج وعبد بن حميد أحمد، وأبو داود وحسنه والترمذي في "الشعب" عن والبيهقي معاذ بن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور [ ص: 10 ] شاء» .
وأخرج عبد بن حميد والبخاري عن ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «ليس الشديد بالصرعة، ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب» .
وأخرج عن البيهقي عامر بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بناس يتجاذون مهراسا، فقال : «أتحسبون الشدة في حمل الحجارة؟ إنما الشدة أن يمتلئ الرجل غيظا ثم يغلبه» .
وأخرج عن ابن جرير قال : يقال يوم القيامة : ليقم من كان له على الله أجر . فما يقوم إلا إنسان عفا . الحسن
وأخرج عن الحاكم : أبي بن كعب أن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال : «من سره أن يشرف له البنيان، وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه، ويعط من حرمه، ويصل من قطعه» .
وأخرج عن البيهقي أن جارية جعلت تسكب عليه الماء [ ص: 11 ] يتهيأ للصلاة فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجه، فرفع رأسه إليها فقالت : إن الله يقول : علي بن الحسين والكاظمين الغيظ قال : كظمت غيظي . قالت : والعافين عن الناس قال : قد عفا الله عنك . قالت : والله يحب المحسنين قال : اذهبي فأنت حرة .
وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عائشة «وجبت محبة الله على من أغضب فحلم» .
وأخرج في "شعب الإيمان" عن البيهقي عمرو بن عبسة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : ما الإيمان؟ فقال : «الصبر والسماحة وخلق حسن» .
وأخرج عن البيهقي كعب بن مالك أن رجلا من بني سلمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فقال : «حسن الخلق» ثم راجعه الرجل فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «حسن الخلق» حتى بلغ خمس مرات .
وأخرج في "الأوسط" الطبراني وضعفه، عن والبيهقي قال : جابر قالوا : يا رسول الله، ما الشؤم؟ قال : «سوء الخلق» .
وأخرج في "الأوسط" الطبراني في "الشعب" وضعفه عن [ ص: 12 ] والبيهقي مرفوعا قال : عائشة «الشؤم سوء الخلق» .
وأخرج في "مكارم الأخلاق" عن الخرائطي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس بن مالك «إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد» .
وأخرج عن البيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنس «الخلق السوء يفسد الإيمان كما يفسد الصبر الطعام» . قال أنس : وكان يقال : إن المؤمن أحسن شيء خلقا .
وأخرج والطبراني ابن عدي وضعفه عن والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس «حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، وإن الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل» .
وأخرج وضعفه عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «إن حسن الخلق يذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد، وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الصبر العسل» .
وأخرج وضعفه عن طريق البيهقي سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى [ ص: 13 ] الأشعري عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «حسن الخلق زمام من رحمة الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الملك، والملك يجره إلى الخير، والخير يجره إلى الجنة، وسوء الخلق زمام من عذاب الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الشيطان، والشيطان يجره إلى الشر، والشر يجره إلى النار» .
وأخرج في "الأوسط" الطبراني عن والبيهقي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي هريرة «والله ما حسن الله خلق رجل ولا خلقه فتطعمه النار» .
وأخرج الخرائطي، ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر «من سعادة ابن آدم حسن الخلق، ومن شقوته سوء الخلق» .
وأخرج الخرائطي عن والبيهقي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء، يقول : ابن عمرو «اللهم إني أسألك الصحة والعفة والأمانة وحسن الخلق والرضا بالقدر» .
وأخرج أحمد بسند جيد عن والبيهقي قالت : عائشة كان من دعاء [ ص: 14 ] النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم كما حسنت خلقي فأحسن خلقي» .
وأخرج الخرائطي عن والبيهقي قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أبي مسعود البدري «اللهم حسنت خلقي فأحسن خلقي» .
وأخرج ابن أبي شيبة والبزار وأبو يعلى عن والحاكم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «إنكم لا تسعون الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق» .
وأخرج ابن حبان وصححه والحاكم عن والبيهقي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه» .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأبو داود ، والترمذي وصححاه، والحاكم ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» .
وأخرج وصححه عن الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «من كان [ ص: 15 ] هينا قريبا حرمه الله على النار» .
وأخرج البخاري في "الشعب" عن والبيهقي قال : أبي هريرة جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : مرني ولا تكثر فلعلي أعقله . فقال : «لا تغضب» . فأعاد عليه فقال : «لا تغضب» .
وأخرج الحاكم عن والبيهقي جارية بن قدامة قال : قلت : يا رسول الله، قل لي قولا ينفعني وأقلل لعلي أعقله . قال : «لا تغضب» .
وأخرج عن البيهقي قال : عبد الله بن عمرو سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يبعدني عن غضب الله؟ قال : «لا تغضب» .
وأخرج الطيالسي وأحمد وحسنه والترمذي والحاكم عن والبيهقي قال : أبي سعيد الخدري
ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم، ألم تروا إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه؟ فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئا فليلزق بالأرض، ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب سريع الفيء، وشر الرجال من كان بطيء الفيء سريع الغضب، فإذا كان الرجل سريع الغضب سريع الفيء فإنها بها، وإذا كان بطيء الغضب بطيء الفيء فإنها بها، ألا وإن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب، وشر التجار من كان سيئ القضاء سيئ الطلب، فإذا كان الرجل حسن القضاء سيئ الطلب فإنها بها، وإذا كان الرجل سيئ القضاء حسن الطلب فإنها بها، ألا لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يقول بالحق إذا علمه، ألا إن لكل غادر لواء بقدر غدرته يوم القيامة، ألا وإن أكبر الغدر غدر أمير العامة، ألا وإن أفضل الجهاد من قال كلمة الحق عند سلطان جائر» فلما كان عند مغيربان الشمس قال : «ألا إن ما بقي من الدنيا فيما مضى منه كمثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى» . خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة إلى مغيربان الشمس، حفظها من حفظها، ونسيها من نسيها، وأخبر ما هو كائن إلى يوم القيامة، حمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أما بعد، فإن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى؛ فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم من [ ص: 16 ] يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافرا، ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت مؤمنا .
وأخرج في "نوادر الأصول" الحكيم الترمذي عن والبيهقي عن أبيه عن جده قال : بهز بن حكيم قلت : يا رسول الله، أخبرني بوصية قصيرة فألزمها . قال : «لا تغضب يا بن حيدة؛ إن الغضب ليفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل» . معاوية
وأخرج الحكيم عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود «إن الغضب [ ص: 17 ] ميسم من نار جهنم يضعه الله على نياط أحدهم، ألا ترى أنه إذا غضب احمرت عيناه واربد وجهه وانتفخت أوداجه» .
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن «إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه، فمن حس من ذلك شيئا فإن كان قائما فليقعد، وإن كان قاعدا فليضطجع» .
وأخرج ، عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن «ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ كظمها رجل أو جرعة صبر عند مصيبة، وما قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع من خشية الله، أو قطرة دم في سبيل الله» .
وأخرج عن عبد بن حميد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر : أبي هريرة «ثلاث كلهن حق : ما من أحد يظلم مظلمة فيغض عنها إلا زاده الله بها عزا، وما من أحد يفتح باب مسألة ليزداد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة، وما من أحد يفتح باب عطية أو صلة إلا زاده الله بها كثرة» .
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن والترمذي [ ص: 18 ] قال : ابن عمرو لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول : «إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا» .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأبو داود وصححه والترمذي والبزار، وابن حبان في "الأسماء والصفات" عن والبيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي الدرداء «من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير» . وقال : «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة» .
وأخرج وصححه، الترمذي وابن حبان وصححه والحاكم في "الزهد" عن والبيهقي قال : أبي هريرة سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : «تقوى الله وحسن الخلق» وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال : «الأجوفان : الفم والفرج» .
وأخرج ابن أبي شيبة وحسنه، والترمذي وصححه عن والحاكم قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة «إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله» .
[ ص: 19 ] وأخرج أحمد ، وأبو داود وابن حبان وصححه عن والحاكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عائشة : «إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجات القائم الليل الصائم النهار» .
وأخرج في "الأوسط" الطبراني وصححه عن والحاكم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة» .
وأخرج والخرائطي عن الطبراني : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس «إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة، وشرفات المنازل وإنه لضعيف العبادة، وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم» .
وأخرج والطبراني أحمد عن والخرائطي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ابن عمرو : «إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته» .
[ ص: 20 ] وأخرج في الصمت عن ابن أبي الدنيا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صفوان بن سليم «ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن؟ الصمت وحسن الخلق» .
وأخرج في كتاب "الصلاة" عن محمد بن نصر المروزي العلاء بن الشخير أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقال : يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال : «حسن الخلق» ثم أتاه عن يمينه فقال : أي العمل أفضل؟ قال : «حسن الخلق» . ثم أتاه عن شماله فقال : أي العمل أفضل؟ قال : «حسن الخلق» . ثم أتاه من بعده - يعني من خلفه - فقال : يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «ما لك لا تفقه؛ حسن الخلق أفضل، لا تغضب إن استطعت» .
وأخرج أبو داود وحسنه، والترمذي عن وابن ماجه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي أمامة «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه» .
[ ص: 21 ] وأخرج وحسنه الترمذي في "مكارم الأخلاق"، عن والخرائطي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جابر «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا» .
وأخرج عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمار بن ياسر «حسن الخلق خلق الله الأعظم» .
وأخرج عن الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة إبراهيم عليه السلام : يا خليلي، حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مع الأبرار؛ فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي وأن أسقيه من حظيرة قدسي، وأن أدنيه من جواري» . «أوحى الله إلى
وأخرج أحمد، عن وابن حبان أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ابن عمرو «ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟» قالوا : نعم يا رسول الله، قال : «أحسنكم خلقا» .
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى بسند جيد عن والطبراني قال : أنس فقال : «يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف [ ص: 22 ] على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟» قال : بلى يا رسول الله . قال : «عليك بحسن الخلق وطول الصمت؛ فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلها» . أبا ذر، لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخرج في "الثواب" بسند واه، عن أبو الشيخ بن حيان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ذر ألا أدلك على أفضل العبادة وأخفها على البدن وأثقلها في الميزان وأهونها على اللسان؟ قلت : بلى فداك أبي وأمي . قال : عليك بطول الصمت وحسن الخلق فإنك لست بعامل بمثلهما» . أبا ذر، «يا
وأخرج عن أبو الشيخ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أبي الدرداء «يا ألا أنبئك بأمرين خفيف مؤنتهما عظيم أجرهما، لم تلق الله عز وجل بمثلهما : طول الصمت وحسن الخلق» . أبا الدرداء،
وأخرج البزار، عن وابن حبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «ألا أخبركم بخياركم؟» قالوا : بلى يا رسول الله، قال : «أطولكم أعمارا، وأحسنكم أخلاقا» .
وأخرج الطبراني، عن وابن حبان أسامة بن شريك، أن ناسا قالوا : يا [ ص: 23 ] رسول الله، من أحب عباد الله إلى الله؟ قال : «أحسنهم خلقا» .
أخرج ، ابن أبي شيبة وابن حبان وصححه والحاكم عن والبيهقي أسامة بن شريك قال : قالوا : يا رسول الله، ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال : «خلق حسن» .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد بسند جيد، عن والطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر بن سمرة «إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء، وإن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا» .
وأخرج ابن حبان وصححه والحاكم في "مكارم الأخلاق" عن والخرائطي ابن عمرو أراد سفرا فقال : يا نبي الله، أوصني . قال : «اعبد الله ولا تشرك به شيئا» . قال : يا نبي الله، زدني . قال : «إذا أسأت فأحسن»، قال : يا نبي الله، زدني . قال : «استقم وليحسن خلقك» . معاذ بن جبل أن
وأخرج أحمد والترمذي وصححاه والحاكم عن والخرائطي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ذر «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن» .
[ ص: 24 ] وأخرج في "الأوسط" عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «إن هذه الأخلاق من الله، فمن أراد به خيرا منحه خلقا حسنا، ومن أراد به سوءا منحه خلقا سيئا» .
وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد وابن حبان عن والطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ثعلبة الخشني «إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوأكم أخلاقا، الثرثارون المتشدقون المتفيقهون» .
وأخرج البزار والخرائطي عن والطبراني قال : أنس يا رسول الله، المرأة يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون؟ للأول أو للآخر؟ قال : «تخير فتختار أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا يكون زوجها في الجنة، يا أم حبيبة، ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة» . أم حبيبة : قالت
[ ص: 25 ] وأخرج في "الصغير" عن الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عائشة «ما من شيء إلا له توبة إلا صاحب سوء الخلق؛ فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شر منه» .
وأخرج أبو داود عن والنسائي أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو : «اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق» .
وأخرج عن الخرائطي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : جرير بن عبد الله «إنك امرؤ قد حسن الله خلقك فحسن خلقك» .
وأخرج أحمد، ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، عن وابن حبان ابن عمرو، والخرائطي، عن والخطيب، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس «خياركم أحاسنكم أخلاقا» .
وأخرج عن الخرائطي قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة «لو كان حسن الخلق رجلا يمشي في الناس لكان رجلا صالحا» .
وأخرج عن الخرائطي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس «ثلاث من لم [ ص: 26 ] يكن فيه أو واحدة منهن فلا يعتدن بشيء من عمله : تقوى تحجزه عن معاصي الله عز وجل، أو حلم يكف به السفيه، أو خلق يعيش به في الناس» .
وأخرج عن الخرائطي قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة «اليمن حسن الخلق» .
وأخرج عن الخرائطي إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من سعادة ابن آدم حسن الخلق» .
وأخرج في "مسند الشهاب" عن القضاعي رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن بن علي بن أبي طالب «إن أحسن الحسن الخلق الحسن» .
وأخرج عن الخرائطي قال : إذا خالطت الناس فخالط الحسن الخلق؛ فإنه لا يدعو إلا إلى خير . الفضيل بن عياض
وأخرج عن أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : عائشة «إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الدنيا والآخرة، وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن [ ص: 27 ] الجوار يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار» .
وأخرج في "الأسماء والصفات" عن البيهقي قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : عائشة «الرفق يمن، والخرق شؤم، وإذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم باب الرفق، إن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، وإن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شانه، وإن الحياء من الإيمان، وإن الإيمان في الجنة، ولو كان الحياء رجلا كان رجلا صالحا، وإن الفحش من الفجور، وإن الفجور في النار، ولو كان الفحش رجلا يمشي في الناس لكان رجلا سوءا» .
وأخرج في "الزهد" عن أحمد قالت : بات أم الدرداء ليلة يصلي فجعل يبكي ويقول : اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي، حتى إذا أصبح فقلت : يا أبو الدرداء أما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق؟ فقال : يا أبا الدرداء، إن العبد المسلم يحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة، ويسوء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار . أم الدرداء،
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا، وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم» .
[ ص: 28 ] وأخرج تمام في "فوائده"، عن وابن عساكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمر «خيار أمتي خمسمائة، والأبدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون، ولا الأربعون ينقصون، وكلما مات بدل أدخل الله عز وجل من الخمسمائة مكانه، وأدخل في الأربعين مكانهم فلا الخمسمائة ينقصون، ولا الأربعون ينقصون» فقالوا : يا رسول الله، دلنا على أعمال هؤلاء فقال : «هؤلاء يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويواسون مما آتاهم الله» قال : وتصديق ذلك في كتاب الله : والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين .
وأخرج ابن لال عن والديلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس «رأيت ليلة أسري بي قصورا مستوية على الجنة فقلت : يا جبريل، لمن هذا فقال : والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين » .