[ ص: 158 ] 36- سورة يس
(سورة يس مكية، وعنه صلى الله عليه وسلم: "تدعى المعمة تعم صاحبها خير الدارين، والدافعة والقاضية تدفع عنه كل سوء وتقضي له كل حاجة" وآياتها ثلاث وثمانون)
بسم الله الرحمن الرحيم
يس
يس إما مسرود على نمط التعديد فلا حظ له من الإعراب، أو اسم السورة كما نص عليه الخليل -وعليه الأكثر - فمحله الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو النصب على أنه مفعول لفعل مضمر، وعليهما مدار قراءة (يس) بالرفع والنصب، أي: هذه يس، أو اقرأ يس، ولا مساغ للنصب بإضمار فعل القسم؛ لأن ما بعده مقسم به، وقد أبوا الجمع بين قسمين على شيء واحد قبل انقضاء الأول، ولا مجال للعطف لاختلافهما إعرابا، وقيل: هو مجرور بإضمار باء القسم مفتوح لكونه غير منصرف - كما سلف في فاتحة سورة البقرة - من أن ما كانت من هذه الفواتح مفردة مثل: صاد، وقاف، ونون، أو كانت موازنة لمفرد نحو طس ويس وحم الموازنة وسيبويه لقابيل وهابيل يتأتى فيها الإعراب اللفظي، ذكره في باب أسماء السور من كتابه، وقيل: هما حركتا بناء، كما في "حيث" و"أين" حسبما يشهد بذلك قراءة يس بالكسر كجير، وقيل: الفتح والكسر تحريك للجد في الهرب من التقاء الساكنين. سيبويه
وعن - رضي الله عنهما -أن معناه يا إنسان في لغة ابن عباس طيء، قالوا: المراد به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولعل أصله يا أنيسين، فاقتصر على شطره كما قيل: من الله في أيمن الله.