واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون
واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ضرب المثل يستعمل تارة في تطبيق حالة غريبة بحالة أخرى مثلها، كما في قوله تعالى: ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط وأخرى في ذكر حالة غريبة، وبيانها للناس من غير قصد إلى تطبيقها بنظيرة لها، كما في قوله تعالى: وضربنا لكم الأمثال على أحد الوجهين، أي: بينا لكم أحوالا بديعة هي في الغرابة كالأمثال، فالمعنى على الأول: اجعل أصحاب القرية مثلا لهؤلاء في الغلو في الكفر، والإصرار على تكذيب الرسل، أي: طبق حالهم بحالهم على أن "مثلا" مفعول ثان لـ"اضرب" و"أصحاب القرية" مفعوله الأول أخر عنه ليتصل به ما هو شرحه وبيانه.
وعلى الثاني: اذكر وبين لهم قصة هي في الغرابة كالمثل، وقوله تعالى: "أصحاب القرية" بدل منه بتقدير المضاف، أو بيان له، والقرية: أنطاكية إذ جاءها المرسلون بدل اشتمال من أصحاب القرية، وهم رسل عيسى - عليه السلام - إلى أهلها، ونسبة إرسالهم إليه تعالى في قوله: