[ ص: 1723 ] nindex.php?page=treesubj&link=30364_30394_30530_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=21والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين nindex.php?page=treesubj&link=29680_30387_30413_34135_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=22وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون nindex.php?page=treesubj&link=29680_30387_34135_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=23يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم nindex.php?page=treesubj&link=29680_30387_34135_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=24ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون nindex.php?page=treesubj&link=30412_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=25وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون nindex.php?page=treesubj&link=19995_30412_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=26قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين nindex.php?page=treesubj&link=29680_30412_30428_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=27فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم nindex.php?page=treesubj&link=28723_30412_32063_33179_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=28إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم
وهذا من تمام نعيم أهل الجنة، أن ألحق الله بهم ذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان أي: الذين لحقوهم بالإيمان الصادر من آبائهم، فصارت الذرية تبعا لهم بالإيمان، ومن باب أولى إذا تبعتهم ذريتهم بإيمانهم الصادر منهم أنفسهم، فهؤلاء المذكورون، يلحقهم الله بمنازل آبائهم في الجنة وإن لم يبلغوها، جزاء لآبائهم، وزيادة في ثوابهم، ومع ذلك، لا ينقص الله الآباء من أعمالهم شيئا، ولما كان ربما توهم متوهم أن أهل النار كذلك، يلحق الله بهم ذريتهم، أخبر أنه ليس حكم الدارين حكما واحدا، فإن النار دار العدل، ومن عدله تعالى أن لا يعذب أحدا إلا بذنب، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=21كل امرئ بما كسب رهين أي: مرتهن بعمله، فلا تزر وازرة وزر أخرى، ولا يحمل على أحد ذنب أحد، فهذا اعتراض من فوائده إزالة الوهم المذكور.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=22وأمددناهم أي: أمددنا أهل الجنة من فضلنا الواسع ورزقنا العميم،
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=22بفاكهة من العنب والرمان والتفاح، وأصناف الفواكه اللذيذة الزائدة على ما به يتقوتون،
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=22ولحم مما يشتهون من كل ما طلبوه واشتهته أنفسهم، من لحوم الطير وغيرها.
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=23يتنازعون فيها كأسا أي: تدور كاسات الرحيق والخمر عليهم، ويتعاطونها فيما بينهم، وتطوف عليهم الولدان المخلدون بأكواب وأباريق وكأس
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=23لا لغو فيها ولا تأثيم أي: ليس في الجنة كلام لغو، وهو الذي لا فائدة فيه ولا تأثيم، وهو الذي فيه إثم ومعصية، وإذا انتفى الأمران، ثبت الأمر الثالث، وهو أن كلامهم فيها سلام طيب طاهر، مسر للنفوس، مفرح للقلوب، يتعاشرون أحسن
[ ص: 1724 ] عشرة، ويتنادمون أطيب المنادمة، ولا يسمعون من ربهم، إلا ما يقر أعينهم، ويدل على رضاه عنهم ومحبته لهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=24ويطوف عليهم غلمان لهم أي: خدم شباب
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=24كأنهم لؤلؤ مكنون من حسنهم وبهائهم، يدورون عليهم بالخدمة وقضاء أشغالهم وهذا يدل على كثرة نعيمهم وسعته، وكمال راحتهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=25وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون عن أمور الدنيا وأحوالها.
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=26قالوا في ذكر بيان الذي أوصلهم إلى ما هم فيه من الحبرة والسرور:
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=26إنا كنا قبل أي: في دار الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=26في أهلنا مشفقين أي: خائفين وجلين، فتركنا من خوفه الذنوب، وأصلحنا لذلك العيوب.
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=27فمن الله علينا بالهداية والتوفيق،
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=27ووقانا عذاب السموم أي: العذاب الحار الشديد حره.
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=28إنا كنا من قبل ندعوه أن يقينا عذاب السموم، ويوصلنا إلى النعيم، وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة أي: لم نزل نتقرب إليه بأنواع العبادات وندعوه في سائر الأوقات،
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=28إنه هو البر الرحيم فمن بره بنا ورحمته إيانا، أنالنا رضاه والجنة، ووقانا سخطه والنار.
[ ص: 1723 ] nindex.php?page=treesubj&link=30364_30394_30530_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=21وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30387_30413_34135_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=22وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30387_34135_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=23يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30387_34135_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=24وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ nindex.php?page=treesubj&link=30412_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=25وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19995_30412_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=26قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30412_30428_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=27فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30412_32063_33179_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=28إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ
وَهَذَا مِنْ تَمَامِ نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَنْ أَلْحَقَ اللَّهُ بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِيمَانٍ أَيِ: الَّذِينَ لَحِقُوهُمْ بِالْإِيمَانِ الصَّادِرِ مِنْ آبَائِهِمْ، فَصَارَتِ الذُّرِّيَّةُ تَبَعًا لَهُمْ بِالْإِيمَانِ، وَمِنْ بَابِ أَوْلَى إِذَا تَبِعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانِهِمِ الصَّادِرِ مِنْهُمْ أَنْفُسِهِمْ، فَهَؤُلَاءِ الْمَذْكُورُونَ، يُلْحِقُهُمُ اللَّهُ بِمَنَازِلِ آبَائِهِمْ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ لَمْ يَبْلُغُوهَا، جَزَاءً لِآبَائِهِمْ، وَزِيَادَةً فِي ثَوَابِهِمْ، وَمَعَ ذَلِكَ، لَا يَنْقُصُ اللَّهُ الْآبَاءَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ شَيْئًا، وَلَمَّا كَانَ رُبَّمَا تَوَهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أَنَّ أَهْلَ النَّارِ كَذَلِكَ، يُلْحِقُ اللَّهُ بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ، أَخْبَرَ أَنَّهُ لَيْسَ حُكْمُ الدَّارَيْنِ حُكْمًا وَاحِدًا، فَإِنَّ النَّارَ دَارُ الْعَدْلِ، وَمِنْ عَدْلِهِ تَعَالَى أَنْ لَا يُعَذِّبُ أَحَدًا إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=21كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ أَيْ: مُرْتَهَنٌ بِعَمَلِهِ، فَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وَلَا يُحْمَلُ عَلَى أَحَدٍ ذَنْبُ أَحَدٍ، فَهَذَا اعْتِرَاضٌ مِنْ فَوَائِدِهِ إِزَالَةُ الْوَهْمِ الْمَذْكُورِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=22وَأَمْدَدْنَاهُمْ أَيْ: أَمْدَدْنَا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ فَضْلِنَا الْوَاسِعِ وَرِزْقِنَا الْعَمِيمِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=22بِفَاكِهَةٍ مِنَ الْعِنَبِ وَالرُّمَّانِ وَالتُّفَّاحِ، وَأَصْنَافِ الْفَوَاكِهِ اللَّذِيذَةِ الزَّائِدَةِ عَلَى مَا بِهِ يَتَقَوَّتُونَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=22وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ مَنْ كُلِّ مَا طَلَبُوهُ وَاشْتَهَتْهُ أَنْفُسُهُمْ، مِنْ لُحُومِ الطَّيْرِ وَغَيْرِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=23يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا أَيْ: تَدُورُ كَاسَاتُ الرَّحِيقِ وَالْخَمْرِ عَلَيْهِمْ، وَيَتَعَاطَوْنَهَا فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَتَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْوِلْدَانُ الْمُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=23لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ أَيْ: لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ كَلَامُ لَغْوٍ، وَهُوَ الَّذِي لَا فَائِدَةَ فِيهِ وَلَا تَأْثِيمَ، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ إِثْمٌ وَمَعْصِيَةٌ، وَإِذَا انْتَفَى الْأَمْرَانِ، ثَبَتَ الْأَمْرُ الثَّالِثُ، وَهُوَ أَنَّ كَلَامَهُمْ فِيهَا سَلَامٌ طَيِّبٌ طَاهِرٌ، مُسِرٌّ لِلنُّفُوسِ، مُفْرِحٌ لِلْقُلُوبِ، يَتَعَاشَرُونَ أَحْسَنَ
[ ص: 1724 ] عِشْرَةٍ، وَيَتَنَادَمُونَ أَطْيَبَ الْمُنَادَمَةِ، وَلَا يَسْمَعُونَ مِنْ رَبِّهِمْ، إِلَّا مَا يُقِرُّ أَعْيُنَهُمْ، وَيَدُلُّ عَلَى رِضَاهُ عَنْهُمْ وَمَحَبَّتِهِ لَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=24وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ أَيْ: خَدَمٌ شَبَابٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=24كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ مِنْ حُسْنِهِمْ وَبَهَائِهِمْ، يَدُورُونَ عَلَيْهِمْ بِالْخِدْمَةِ وَقَضَاءِ أَشْغَالِهِمْ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى كَثْرَةِ نَعِيمِهِمْ وَسِعَتِهِ، وَكَمَالِ رَاحَتِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=25وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَأَحْوَالِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=26قَالُوا فِي ذَكْرِ بَيَانِ الَّذِي أَوْصَلَهُمْ إِلَى مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْحَبْرَةِ وَالسُّرُورِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=26إِنَّا كُنَّا قَبْلُ أَيْ: فِي دَارِ الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=26فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ أَيْ: خَائِفِينَ وَجِلِينَ، فَتَرَكْنَا مِنْ خَوْفِهِ الذُّنُوبَ، وَأَصْلَحْنَا لِذَلِكَ الْعُيُوبَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=27فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا بِالْهِدَايَةِ وَالتَّوْفِيقِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=27وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ أَيِ: الْعَذَابَ الْحَارَّ الشَّدِيدَ حَرُّهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=28إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ أَنْ يَقِينَا عَذَابَ السَّمُومِ، وَيُوَصِّلَنَا إِلَى النَّعِيمِ، وَهَذَا شَامِلٌ لِدُعَاءِ الْعِبَادَةِ وَدُعَاءِ الْمَسْأَلَةِ أَيْ: لَمْ نَزَلْ نَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِأَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ وَنَدْعُوهُ فِي سَائِرِ الْأَوْقَاتِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=28إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ فَمِنْ بِرِّهِ بِنَا وَرَحْمَتِهِ إِيَّانَا، أَنَالَنَا رِضَاهُ وَالْجَنَّةَ، وَوَقَانَا سُخْطَهُ وَالنَّارَ.