nindex.php?page=treesubj&link=29435_31931_32423_32427_32429_32431_34190_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون nindex.php?page=treesubj&link=18650_19775_31048_32429_32431_33179_34513_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين nindex.php?page=treesubj&link=19999_32429_34135_34513_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=84وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين nindex.php?page=treesubj&link=19797_29680_30386_30387_30415_32429_34135_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين nindex.php?page=treesubj&link=29786_30428_30437_30539_30549_32409_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=86والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم
(82) يقول تعالى في بيان أقرب الطائفتين إلى المسلمين، وإلى ولايتهم
[ ص: 441 ] ومحبتهم، وأبعدهم من ذلك:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا فهؤلاء الطائفتان على الإطلاق أعظم الناس معاداة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم سعيا في إيصال الضرر إليهم، وذلك لشدة بغضهم لهم، بغيا وحسدا وعنادا وكفرا.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى وذكر تعالى لذلك عدة أسباب:
منها: أن
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82منهم قسيسين ورهبانا أي: علماء متزهدين، وعبادا في الصوامع متعبدين. والعلم مع الزهد وكذلك العبادة مما يلطف القلب ويرققه، ويزيل عنه ما فيه من الجفاء والغلظة، فلذلك لا يوجد فيهم غلظة اليهود، وشدة المشركين.
ومنها: " أنهم لا يستكبرون " أي: ليس فيهم تكبر ولا عتو عن الانقياد للحق، وذلك موجب لقربهم من المسلمين ومن محبتهم، فإن المتواضع أقرب إلى الخير من المستكبر.
(83) ومنها: أنهم " إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول "
محمد صلى الله عليه وسلم، أثر ذلك في قلوبهم وخشعوا له، وفاضت أعينهم بسبب ما سمعوا من الحق الذي تيقنوه، فلذلك آمنوا وأقروا به فقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وهم أمة
محمد صلى الله عليه وسلم، يشهدون لله بالتوحيد، ولرسله بالرسالة وصحة ما جاءوا به، ويشهدون على الأمم السابقة بالتصديق والتكذيب.
وهم عدول، شهادتهم مقبولة، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا .
(84) فكأنهم ليموا على إيمانهم ومسارعتهم فيه، فقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=84وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين أي: وما الذي يمنعنا من الإيمان بالله، والحال أنه قد جاءنا الحق من ربنا، الذي لا يقبل الشك والريب، ونحن إذا آمنا واتبعنا الحق طمعنا أن يدخلنا الله الجنة مع القوم الصالحين، فأي مانع يمنعنا؟ أليس ذلك موجبا للمسارعة والانقياد للإيمان وعدم التخلف عنه.
(85) قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85فأثابهم الله بما قالوا أي: بما تفوهوا به من الإيمان ونطقوا به من التصديق بالحق
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين وهذه الآيات
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28862نزلت في النصارى الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، [ ص: 442 ] nindex.php?page=showalam&ids=888كالنجاشي وغيره ممن آمن منهم. وكذلك لا يزال يوجد فيهم من يختار دين الإسلام، ويتبين له بطلان ما كانوا عليه، وهم أقرب من اليهود والمشركين إلى دين الإسلام.
(86) ولما ذكر ثواب المحسنين، ذكر عقاب المسيئين قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=86والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم لأنهم كفروا بالله، وكذبوا بآياته المبينة للحق.
nindex.php?page=treesubj&link=29435_31931_32423_32427_32429_32431_34190_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=18650_19775_31048_32429_32431_33179_34513_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19999_32429_34135_34513_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=84وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19797_29680_30386_30387_30415_32429_34135_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29786_30428_30437_30539_30549_32409_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=86وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
(82) يَقُولُ تَعَالَى فِي بَيَانِ أَقْرَبِ الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، وَإِلَى وِلَايَتِهِمْ
[ ص: 441 ] وَمَحَبَّتِهِمْ، وَأَبْعَدِهِمْ مِنْ ذَلِكَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا فَهَؤُلَاءِ الطَّائِفَتَانِ عَلَى الْإِطْلَاقِ أَعْظَمُ النَّاسِ مُعَادَاةً لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَكْثَرُهُمْ سَعْيًا فِي إِيصَالِ الضَّرَرِ إِلَيْهِمْ، وَذَلِكَ لِشِدَّةِ بُغْضِهِمْ لَهُمْ، بَغْيًا وَحَسَدًا وَعِنَادًا وَكُفْرًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى وَذَكَرَ تَعَالَى لِذَلِكَ عِدَّةَ أَسْبَابٍ:
مِنْهَا: أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا أَيْ: عُلَمَاءَ مُتَزَهِّدِينَ، وَعُبَّادًا فِي الصَّوَامِعِ مُتَعَبِّدِينَ. وَالْعِلْمُ مَعَ الزُّهْدِ وَكَذَلِكَ الْعِبَادَةُ مِمَّا يُلَطِّفُ الْقَلْبَ وَيُرَقِّقُهُ، وَيُزِيلُ عَنْهُ مَا فِيهِ مِنَ الْجَفَاءِ وَالْغِلْظَةِ، فَلِذَلِكَ لَا يُوجَدُ فِيهِمْ غِلْظَةُ الْيَهُودِ، وَشِدَّةُ الْمُشْرِكِينَ.
وَمِنْهَا: " أَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ " أَيْ: لَيْسَ فِيهِمْ تَكَبُّرٌ وَلَا عُتُوٌّ عَنِ الِانْقِيَادِ لِلْحَقِّ، وَذَلِكَ مُوجِبٌ لِقُرْبِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَمِنْ مَحَبَّتِهِمْ، فَإِنَّ الْمُتَوَاضِعَ أَقْرَبُ إِلَى الْخَيْرِ مِنَ الْمُسْتَكْبِرِ.
(83) وَمِنْهَا: أَنَّهُمْ " إِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ "
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَثَّرَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ وَخَشَعُوا لَهُ، وَفَاضَتْ أَعْيُنُهُمْ بِسَبَبِ مَا سَمِعُوا مِنَ الْحَقِّ الَّذِي تَيَقَّنُوهُ، فَلِذَلِكَ آمَنُوا وَأَقَرُّوا بِهِ فَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَهُمْ أُمَّةُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَشْهَدُونَ لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ، وَلِرُسُلِهِ بِالرِّسَالَةِ وَصِحَّةِ مَا جَاءُوا بِهِ، وَيَشْهَدُونَ عَلَى الْأُمَمِ السَّابِقَةِ بِالتَّصْدِيقِ وَالتَّكْذِيبِ.
وَهُمْ عُدُولٌ، شَهَادَتُهُمْ مَقْبُولَةٌ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا .
(84) فَكَأَنَّهُمْ لِيمُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ وَمُسَارَعَتِهِمْ فِيهِ، فَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=84وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ أَيْ: وَمَا الَّذِي يَمْنَعُنَا مِنَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَالْحَالُ أَنَّهُ قَدْ جَاءَنَا الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا، الَّذِي لَا يَقْبَلُ الشَّكَّ وَالرَّيْبَ، وَنَحْنُ إِذَا آمَنَّا وَاتَّبَعْنَا الْحَقَّ طَمِعْنَا أَنْ يُدْخِلَنَا اللَّهُ الْجَنَّةَ مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ، فَأَيُّ مَانِعٍ يَمْنَعُنَا؟ أَلَيْسَ ذَلِكَ مُوجِبًا لِلْمُسَارَعَةِ وَالِانْقِيَادِ لِلْإِيمَانِ وَعَدَمِ التَّخَلُّفِ عَنْهُ.
(85) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا أَيْ: بِمَا تَفَوَّهُوا بِهِ مِنَ الْإِيمَانِ وَنَطَقُوا بِهِ مِنَ التَّصْدِيقِ بِالْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ وَهَذِهِ الْآيَاتُ
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28862نَزَلَتْ فِي النَّصَارَى الَّذِينَ آمَنُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [ ص: 442 ] nindex.php?page=showalam&ids=888كَالنَّجَاشِيِّ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ آمَنَ مِنْهُمْ. وَكَذَلِكَ لَا يَزَالُ يُوجَدُ فِيهِمْ مَنْ يَخْتَارُ دِينَ الْإِسْلَامِ، وَيَتَبَيَّنُ لَهُ بُطْلَانُ مَا كَانُوا عَلَيْهِ، وَهُمْ أَقْرَبُ مِنَ الْيَهُودِ وَالْمُشْرِكِينَ إِلَى دِينِ الْإِسْلَامِ.
(86) وَلَمَّا ذَكَرَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ، ذَكَرَ عِقَابَ الْمُسِيئِينَ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=86وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ لِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ، وَكَذَّبُوا بِآيَاتِهِ الْمُبَيِّنَةِ لِلْحَقِّ.