وقوله تعالى : وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها يعني به أرض بني قريظة . وعلى تأويل من تأوله على بني النضير فالمراد أرض بني النضير .
وقوله تعالى : وأرضا لم تطئوها قال : ( أرض الحسن فارس والروم ) . وقال : ( قتادة مكة ) . وقال يزيد بن رومان : ( خيبر ) .
قال : من الناس من يحتج به في أن أبو بكر ولا يجوز للإمام أن يقر أهلها عليها على أنها ملك لهم ، لقوله : الأرضين العنوية التي يظهر عليها الإمام يملكها الغانمون وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وظاهره يقتضي إيجاب الملك لهم . ولا دلالة فيه على ما ذكروا ؛ لأن ظاهر قوله : وأورثكم لا يختص بإيجاب الملك دون الظهور والغلبة وثبوت اليد ومتى وجد أحد هذه الأشياء فقد صح معنى اللفظ ، قال الله تعالى : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ولم يرد بذلك الملك .
وأيضا فلو صح أن المراد الملك كان ذلك في أرض بني قريظة في قوله : وأورثكم أرضهم وأما قوله : وأرضا لم تطئوها فإنه يقتضي أرضا واحدة لا جميع الأرضين ؛ فإن كان المراد خيبر فقد ملكها المسلمون ، وإن كان المراد أرض فارس والروم لقد ملك المسلمون بعض أرض فارس والروم فقد وجد مقتضى الآية ولا دلالة فيه على أن سبيلهم أن يملكوا جميعها ؛ إذ كان قوله : وأرضا لم تطئوها لم يتناول إلا أرضا واحدة ، فلا دلالة فيه على قول المخالف .