الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقوله تعالى : وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا يجوز أن يريد به الماء الذي خلق منه أصل الحيوان في قوله : وجعلنا من الماء كل شيء حي وقوله : والله خلق كل دابة من ماء ويجوز أن يريد به النطفة التي خلق منها ولد آدم .

وقوله : فجعله نسبا وصهرا قال طاوس : " الرضاعة من الصهر " وقال الضحاك رواية : ( النسب الرضاع والصهر الختونة ) وقال الفراء : ( النسب الذي لا يحل نكاحه والصهر النسب الذي يحل نكاحه كبنات العم ) . وقيل : ( إن النسب ما رجع إلى ولادة قريبة والصهر خلطة تشبه القرابة ) . وقال الضحاك : " النسب [ ص: 212 ] سبعة أصناف " ذكروا في قوله : حرمت عليكم أمهاتكم إلى قوله : وبنات الأخت والصهر خمسة أصناف ذكروا في قوله : وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم إلى قوله : وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم

قال أبو بكر : والتعارف في الأصهار أنهم كل ذي رحم محرم من نساء من أضيف إليه ذلك ؛ ولذلك قال أصحابنا فيمن أوصى لأصهار فلان أنه لكل ذي رحم محرم لنساء فلان ، وهو المتعارف من مفهوم كلام الناس ، قال : والأختان أزواج البنات وكل ذات محرم من المضاف إليه الختن ، وكل ذي رحم محرم من الأزواج أيضا ؛ وقد يستعمل الصهر في موضع الختن فيسمون الختن صهرا ، قال الشاعر :

سميتها إذ ولدت تموت والقبر صهر ضامن زميت

فأقام الصهر مقام الختن ، وهو محمول على المتعارف من ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية