ولما ذكر إنزاله، سبب عنه الدليل القرب على البعث فقال: فأنشأنا أي فأخرجنا وأحيينا لكم خاصة، لا لنا به أي بذلك الماء الذي جعلنا منه كل شيء حي جنات أي بساتين تجن - أي تستر - داخلها بما فيها من نخيل وأعناب صرح بهذين الصنفين لشرفهما، ولأنهما أكثر ما عند العرب من الثمار، سمي الأول باسم [ ص: 122 ] شجرته لكثرة ما فيهما من المنافع المقصودة بخلاف الثاني فإنه المقصود من شجرته; وأشار إلى غيرهما بقوله: لكم أي خاصة فيها أي الجنات فواكه كثيرة ولكم فيها غير ذلك.
ولما كان التقدير: منها - وهي طرية - تتفكهون، عطف عليه قوله: ومنها أي بعد اليبس والعصر تأكلون أي يتجدد لكم الأكل بالادخار، ولعله قدم الظرف تعظيما للامتنان بها.