الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما بين سبحانه جملا من أمهات الدين، وأتبعها الإعانة لأهله على المعتدين، وختم بما بعد الموت للمهاجرين، ترغيبا في منابذة الكافرين، وعرف بما له من تمام العلم وشمول القدرة، ومثل ذلك بأنواع من التصرف في خلق السماوات والأرضين، وأنهاه بالدلالة على أنه كله لنفع الآدميين نعمة منه، تلا ذلك بما هو أكبر منه نعمة عليهم فقال: وهو أي وحده الذي أحياكم أي عن الجمادية بعد أن أوجدكم من العدم بعد أن لم تكونوا شيئا، منة منه عليكم مستقلة، لزم منها المنة بما تقدم ذكره من المنافع الدنيوية لتستمر حياتكم أولا، الدينية لتنتفعوا بالبقاء ثانيا ثم يميتكم ليكون الموت واعظا لأولي البصائر منكم، وزاجرا لهم عما طبعوا عليه من الأخلاق المذمومة ثم يحييكم للتحلي بفصل القضاء وإظهار العدل في الجزاء.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما علم أن كل ما في الوجود من جوهر وعرض نعمة على [ ص: 87 ] الإنسان حتى الحياة والموت، وكان من أجلى الأشياء، وكانت أفعاله معرضة عن رب هذه النعم بالعبادة لغيره، أو التقصير في حقه على عموم فضله وخيره، ختم الآية سبحانه بقوله: إن الإنسان لكفور أي بليغ الكفر حيث لم يشكر على هذه النعم المحيطة به.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية