ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون
[ ص: 80 ] قوله تعالى : " ولئن أخرنا عنهم العذاب " قال المفسرون : هؤلاء كفار مكة ، والمراد بالأمة المعدودة : الأجل المعلوم ، والمعنى : إلى مجيء أمة وانقراض أخرى قبلها . " ليقولن ما يحبسه " وإنما قالوا ذلك تكذيبا واستهزاء .
قوله تعالى : " ألا يوم يأتيهم " وقال : " ليس مصروفا عنهم " . وقال بعضهم : لا يصرف عنهم العذاب إذا أتاهم . وقال آخرون : إذا أخذتهم سيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تغمد عنهم حتى يباد أهل الكفر وتعلو كلمة الإخلاص .
قوله تعالى : " وحاق بهم " قال : نزل بهم وأصابهم . أبو عبيدة
وفي قوله : " ما كانوا به يستهزئون " قولان : أحدهما : أنه الرسول والكتاب ، قاله عن أبو صالح . فيكون المعنى : حاق بهم جزاء استهزائهم . والثاني : أنه العذاب ، كانوا يستهزئون بقولهم : " ما يحبسه " ، وهذا قول ابن عباس . مقاتل