الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 506 ] ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ادع إلى سبيل ربك " قال ابن عباس : نزلت مع الآية التي بعدها ، وسنذكر هناك السبب . فأما السبيل ، فقال مقاتل : هو دين الإسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي المراد بالحكمة ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : أنها القرآن ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : الفقه ، قاله الضحاك عن ابن عباس . والثالث : النبوة ، ذكره الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي " الموعظة الحسنة " قولان :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : مواعظ القرآن ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : الأدب الجميل الذي يعرفونه ، قاله الضحاك عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وجادلهم " في المشار إليه قولان :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : أنهم أهل مكة ، قاله أبو صالح . والثاني : أهل الكتاب ، قاله مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله : " بالتي هي أحسن " ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : جادلهم بالقرآن . والثاني : بـ " لا إله إلا الله " روي القولان عن ابن عباس . والثالث : جادلهم غير فظ ولا غليظ ، وألن لهم جانبك ، قاله الزجاج . وقال بعض علماء التفسير : وهذا منسوخ بآية السيف .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " إن ربك هو أعلم " المعنى : هو أعلم بالفريقين ، فهو يأمرك فيهما بما فيه الصلاح .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية