وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون .
قوله تعالى : " ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر " قال : الضر هاهنا : الجوع الذي نزل بأهل ابن عباس مكة حين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " قريش بسنين كسني يوسف " ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشكا إليه الضر وأنهم قد أكلوا القد والعظام ، فنزلت هذه الآية والتي بعدها ، وهو العذاب المذكور في قوله : " أبو سفيان ولقد أخذناهم بالعذاب " . اللهم أعني على
قوله تعالى : " حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد " فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه يوم بدر ، رواه ابن أبي طلحة عن . [ ص: 486 ] ابن عباس
والثاني : أنه الجوع الذي أصابهم ، قاله . مقاتل
والثالث : باب من عذاب جهنم في الآخرة ، حكاه . الماوردي
قوله تعالى : " إذا هم فيه مبلسون " وقرأ ، أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو المتوكل وأبو نهيك ، ومعاذ القارئ : ( مبلسون ) بفتح اللام . وقد شرحنا معنى المبلس في ( الأنعام : 45 ) .