[ ص: 16 ] فصل قال الله تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وقال الله تعالى { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله } { من يطع الرسول فقد أطاع الله } وقال تعالى : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } وقال تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } وقال تعالى : { يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول } { وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل } { ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا } وقال تعالى : { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } . فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله فأجره على الله . ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم ; وإن [ ص: 17 ] منعوه عصاهم : فما له في الآخرة من خلاق . وقد روى فطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد ; وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم البخاري ومسلم عن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أبي هريرة } . ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ; ولا يزكيهم ; ولهم عذاب أليم . رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل ; ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لآخذها بكذا وكذا فصدقه وهو غير ذلك ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا ; فإن أعطاه منها وفى ; وإن لم يعطه منها لم يف