الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=28908_30356_30362_30364_34513nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وأشرقت الأرض بنور ربها ؛ معناها: لما أراد الله الحساب؛ والمجازاة؛ أشرقت الأرض؛ وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قيل له: nindex.php?page=hadith&LINKID=676028أنرى ربنا يا رسول الله؟ فقال: " أتضارون في رؤية الشمس والقمر في غير سحاب؟ " ؛ قالوا: لا؛ قال: " فإنكم لا تضارون في رؤيته " . [ ص: 363 ] وجاء في الحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=650521 " لا تضامون في رؤيته " ؛ والذي جاء في الحديث مخفف " تضارون " ؛ و " تضامون " ؛ وله وجه حسن في العربية؛ وهذا موضع يحتاج إلى أن يستقصى تفسيره؛ لأنه أصل في السنة والجماعة؛ ومعناه: " لا ينالكم ضير؛ ولا ضيم في رؤيته " ؛ أي: " ترونه حتى تستووا في الرؤية؛ فلا يضيم بعضكم بعضا؛ ولا يضير بعضكم بعضا " ؛ وقال أهل اللغة قولين آخرين؛ قالوا: " لا تضارون " ؛ بتشديد الراء؛ و " لا تضامون " بتشديد الميم؛ مع ضم التاء في " تضامون " ؛ و " تضارون " ؛ وقال بعض أهل اللغة - بفتح التاء؛ وتشديد الراء -: " تضارون في رؤيته " ؛ و " لا تضامون " ؛ على معنى: " تتضارون " ؛ و " تتضامون " ؛ وتفسير هذا أنه لا يضام بعضكم بعضا؛ ولا يخالف بعضكم بعضا في ذلك؛ يقال: " ضاررت الرجل؛ أضاره؛ مضارة؛ وضرارا " ؛ إذا خالفته؛ قال نابغة بني جعدة:
وخصمي ضرار ذوي تدرإ ... متى يأت سلمها يشغب
ومعنى " لا تضامون في رؤيته " : لا ينضم بعضكم إلى بعض؛ ويقول واحد للآخر: أرنيه؛ كما تفعلون عند النظر إلى الهلال؛ فهذا تفسير بين؛ وكل ما قيل في هذا " وأشرقت الأرض " : ألبست الإشراق بنور الله.