الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ؛ هذا رجل كان يعبد الله في غار في جبل؛ فلما سمع بالمرسلين جاء يسعى؛ أي: يعدو إليهم؛ فقال: " أتريدون أجرا على ما جئتم به؟ " ؛ فقال المرسلون: " لا " ؛ وكان يقال لهذا الرجل - فيما روي -: " حبيب النجار " ؛ [ ص: 283 ] فأقبل على قومه فقال: يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ؛ إلى قوله: فاسمعون ؛ فأشهد الرسل على إيمانه؛ قال قتادة: " هذا رجل دعا قومه إلى الله ومحضهم النصيحة؛ فقتلوه على ذلك؛ وأقبلوا يرجمونه؛ وهو يقول: اللهم اهد قومي اللهم اهد قومي " ؛ فأدخله الله الجنة؛ فهو حي فيها يرزق؛ والمعنى: " فلما عذبه قومه؛ قيل: " ادخل الجنة " ؛ فلما شاهدها قال: يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ؛ أي: بمغفرة ربي لي؛ " من المكرمين " ؛ أي: من المدخلين الجنة؛ وقيل أيضا: " بما غفر لي ربي " ؛ أي: ليتهم يعلمون بالعمل والإيمان الذي غفر لي به ربي؛ ويجوز " بم غفر لي ربي " ؛ على معنى: " بأي شيء غفر لي ربي " ؛ ويجوز أن يكون " بما " ؛ في هذا المعنى بإثبات الألف؛ تقول: " قد علمت بما صنعت هذا " ؛ وقد علمت بم صنعت هذا " ؛ أي: " قد علمت بأي شيء صنعت هذا " ؛ وحذف الألف في هذا المعنى أجود.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية