الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ولا يقلد غيره ، وإن كان أعلم منه ) . ويحرم عليه أن يقلد غيره . على الصحيح من المذهب ، وإن كان أعلم منه نقل ابن الحكم : عليه أن يجتهد . ونقل أبو الحارث : لا تقلد أمرك أحدا . وعليك بالأثر . وقال للفضل بن زياد : لا تقلد دينك الرجال . فإنهم لن يسلموا أن يغلطوا ، وعليه جماهير الأصحاب . وجزم به في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والمغني ، والشرح ، وشرح ابن منجا ، والوجيز ، والمحرر ، والنظم ، والمنور ، ومنتخب الأدمي ، وتذكرة ابن عبدوس ، والرعاية الصغرى ، وغيرهم . وقدمه في الفروع . وعنه : يجوز . قال أبو الخطاب : وحكى أبو إسحاق الشيرازي : أن مذهبنا جواز تقليد العالم . قال : وهذا لا نعرفه عن أصحابنا . واختار أبو الخطاب : إن كانت العبادة مما لا يجوز تأخيرها كالصلاة فعلها بحسب حاله ، ويعيد إذا قدر ، كمن عدم الماء والتراب . فلا ضرورة إلى التقليد . وقال في الرعاية الكبرى : وإن كان الخصم مسافرا يخاف فوت رفقته : احتمل وجهين . [ ص: 209 ] وتقدم ذلك في أوائل أحكام المفتي في الباب الذي قبله . فائدة :

لو حكم ولم يجتهد ، ثم بان بأنه حكم بالحق : لم يصح . ذكره ابن عقيل في القصر من الفصول . قلت : لو خرج الصحة على قول القاضي أبي الحسين ، فيما إذا اشتبه الطاهر بالطهور ، وتوضأ من واحد فقط ، فظهر أنه الطهور : لكان له وجه .

التالي السابق


الخدمات العلمية