[ التنبيه ] السادس
أنه وهو معرفة اختلاف أبنية الكلمة وما يعرض لها من زيادة ونقص وقلب وبدل وإدغام ، ليعرف الأصلي من الزيادة ، ويرد المقلوب إلى أصله ويعرف البدل من المبدل منه ، والمدغم من المدغم فيه . لا بد في معرفة الاشتقاق من التصريف
وحروف الزيادة عشرة يجمعها قولك : سألتمونيها ، فإذا عرف الأصلي والزائد قابل في ميزان التصريف الأصلي بفاء فعل وعينه ولامه ، والزائد بلفظه . [ ص: 333 ] تقول : وزن ضارب فاعل ، فالألف زائد مذكور بلفظه ، والضاد والراء والباء أصول مقابلة بالفاء والعين واللام ، وكذلك مضروب مفعول من الضرب فالواو والميم زائدتان ، وميعاد وميزان مفعال من الوعد والوزن فالميم والألف زائدتان والياء هي منقلبة عن واو ، لظهورها فيما منه الاشتقاق . فإن قيل : جعلتم معرفة الاشتقاق متوقفة على معرفة التصريف وأهل التصريف يجعلون معرفته متوقفة على معرفة الاشتقاق لتعريف الزائد فيحكم ، بزيادته فإنا لا نعلم أن كوثرا مشتق من الكثرة حتى يعلم أن الواو زائدة ، ولا نعرف أنها زائدة حتى نعلم أنه مشتق من الكثرة ، وذلك دور فيمتنع .
قلنا : إذا عرفنا الأصلي من الزائد حكمنا باشتقاقه من الأصلية ، فكل من التصريف والاشتقاق يفتقر إلى الآخر ولا يتوقف عليه .