الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ التنبيه ] السابع القياس يقتضي أن المعنى المشتق منه كالعلة في القياس والعلاقة في المجاز حيث وجد الاشتقاق ، كما أن العلة حيث وجدت وجد الحكم ، لكن لم يطرد ذلك في الاشتقاق فإنا رأيناهم سموا الأسد ضيغما من الضغم ، ولم يسموا الجمل به ، وأن الضغم هو العض الشديد موجودا فيه وسموا المنزل الذي بعد الثريا دبرانا لاستدباره إياها أو القبلة ، ولم يسموا كل مستدبر للثريا أو القبلة دبرانا ، وسموا الثريا باسمها لاشتقاقها من الثروة وهي الكثرة لاجتماع نجومها ، ولم يسموا كل أعداد مجتمعة ثريا ، وسموا القارورة وهي الوعاء الخاص لاستقرار الماء فيها ولم يسموا كل مستقر لمائع أو غيره كالحوض ونحوه قارورة .

                                                      والضابط في ذلك : أنه إما أن يجعل وجود معنى الأصل في محل التسمية من حيث إنه داخل فيها والمراد ذات مع اعتبار نسبته إليها ، فهذا يطرد في [ ص: 334 ] كل ذات ، فهذا هو المطرد ، وإن كان المراد ذاتا مخصوصة على شخصه امتنع التعدية ، لأن الاشتقاق من الثروة والاستدبار والضيغم والاستقرار بمنزلة جزء العلة المركبة من القياس ، والجزء الآخر كون هذا المشتق علما لهذا الوضع أو خاصا به .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية