المطلب السادس والعشرون : خلط الولي ماله بمال اليتيم
إذا كان خلط مال اليتيم بمال الولي أرفق به، وألين في الجبر، وإن كان إفراده أرفق به أفرده; لقوله تعالى: ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم .
أي: ضيق عليكم وشدد، من قولهم: أعنت فلان فلانا; إذا ضيق عليه وشدد.
(340) وروي عن -رضي الله عنهما- قال: « لما أنزل الله عز وجل: [ ص: 342 ] ابن عباس ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ، و إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انطلق من كان عنده يتيم، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فجعل يفضل من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله عز وجل: ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم فخلطوا طعامهم بطعامه، وشرابهم بشرابه».
ولا يخلط ماله بمال اليتيم إلا ما كان مأكولا كالدقيق واللحم ونحوه مما لا بد للإرفاق، وعليه حملت الآية.
* * *
[ ص: 343 ]