ودخل أبو تمام على
إبراهيم بن شكلة بأبيات امتدحه بها ، فوجده عليلا ، فقبل منه المدحة ، وأمر حاجبه بنيله ما يصلحه ، وقال :
عسى أن أقوم من مرضي فأكافئه ، فأقام شهرين فأوحشه ، طول المقام ، فكتب إليه يقول .
إن حراما قبول مدحتنا وترك ما نرتجي من الصفد كما الدراهم والدنانير في البيع
حرام إلا يدا بيد .
فلما وصل البيتان إلى
إبراهيم ، قال لحاجبه : كم أقام بالباب ? قال : شهرين ، قال : أعطه ثلاثين ألفا ، وجئني بدواة ، فكتب إليه .
أعجلتنا فأتاك عاجل برنا قلا ولو أمهلتنا لم نقلل
فخذ القليل وكن كأنك لم تقل ونقول نحن كأننا لم نفعل
وروي أنه
nindex.php?page=treesubj&link=31291كان لعثمان على طلحة رضي الله عنهما خمسون ألف درهم فخرج nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان يوما إلى المسجد ، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة : قد تهيأ nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك فاقبضه ، فقال : هو لك يا أبا محمد ، معونة لك على مروءتك وقالت سعدى بنت عوف دخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة فرأيت منه ثقلا ، فقلت له مالك فقال : اجتمع عندي مال وقد ، غمني ، فقلت : وما يغمك ادع قومك ، فقال : يا غلام علي بقومي ، فقسمه فيهم فسألت الخادم كم كان ? قال : أربعمائة ألف .
وجاء أعرابي إلى
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة فسأله ، وتقرب إليه برحم ، فقال : إن هذه الرحم ما سألني بها أحد قبلك ، إن لي أرضا قد أعطاني بها عثمان ثلثمائة ألف ، فإن شئت فاقبضها ، وإن شئت بعتها من
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، ودفعت إليك الثمن ، فقال : الثمن ، فباعها من
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، ودفع إليه الثمن .
وقيل : بكى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله وجهه يوما ، فقيل : ما يبكيك ? فقال : لم يأتني ضيف منذ سبعة أيام ; أخاف أن يكون الله قد أهانني .
وأتى رجل صديقا له فدق عليه الباب ، فقال : ما جاء بك ? قال : علي أربعمائة درهم دين : فوزن أربعمائة درهم وأخرجها إليه ، وعاد يبكي ، فقالت امرأته : لم أعطيته إذ شق عليك فقال : إنما أبكي ; لأني لم أتفقد حاله حتى احتاج إلى مفاتحتي فرحم الله من هذه صفاتهم وغفر لهم أجمعين .
وَدَخَلَ أَبُو تَمَّامٍ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَكْلَةَ بِأَبْيَاتٍ امْتَدَحَهُ بِهَا ، فَوَجَدَهُ عَلِيلًا ، فَقَبِلَ مِنْهُ الْمِدْحَةَ ، وَأَمَرَ حَاجِبَهُ بِنَيْلِهِ مَا يُصْلِحُهُ ، وَقَالَ :
عَسَى أَنْ أَقُومَ مِنْ مَرَضِي فَأُكَافِئَهُ ، فَأَقَامَ شَهْرَيْنِ فَأَوْحَشَهُ ، طُولُ الْمَقَامِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَقُولُ .
إِنَّ حَرَامًا قَبُولُ مَدْحَتِنَا وَتَرْكُ مَا نَرْتَجِي مِنَ الصَّفَدِ كَمَا الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ فِي الْبَيْعِ
حَرَامٌ إِلَّا يَدًا بِيَدٍ .
فَلَمَّا وَصَلَ الْبَيْتَانِ إِلَى
إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ لِحَاجِبِهِ : كَمْ أَقَامَ بِالْبَابِ ? قَالَ : شَهْرَيْنِ ، قَالَ : أَعْطِهِ ثَلَاثِينَ أَلْفًا ، وَجِئْنِي بِدَوَاةٍ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ .
أَعْجَلْتَنَا فَأَتَاكَ عَاجِلُ بِرِّنَا قِلًّا وَلَوْ أَمْهَلَتَنَا لَمْ نُقَلِّلْ
فَخُذِ الْقَلِيلَ وَكُنْ كَأَنَّكَ لَمْ تَقُلْ وَنَقُولُ نَحْنُ كَأَنَّنَا لَمْ نَفْعَلْ
وَرُوِيَ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=31291كَانَ لِعُثْمَانَ عَلَى طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا خَمْسُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَخَرَجَ nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ يَوْمًا إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ لَهُ nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةُ : قَدْ تَهَيَّأَ nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالُكَ فَاقْبِضْهُ ، فَقَالَ : هُوَ لَكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَعُونَةٌ لَكَ عَلَى مُرُوءَتِكَ وَقَالَتْ سُعْدَى بِنْتُ عَوْفِ دَخَلْتُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةَ فَرَأَيْتُ مِنْهُ ثِقْلًا ، فَقُلْتُ لَهُ مَالَكَ فَقَالَ : اجْتَمَعَ عِنْدِي مَالٌ وَقَدْ ، غَمَّنِي ، فَقُلْتُ : وَمَا يَغُمُّكَ ادْعُ قَوْمَكَ ، فَقَالَ : يَا غُلَامٌ عَلَيَّ بِقَوْمِي ، فَقَسَّمَهُ فِيهِمْ فَسَأَلْتُ الْخَادِمَ كَمْ كَانَ ? قَالَ : أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفٍ .
وَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةَ فَسَأَلَهُ ، وَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِرَحِمٍ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ الرَّحِمَ مَا سَأَلَنِي بِهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ ، إِنَّ لِي أَرْضًا قَدْ أَعْطَانِي بِهَا عُثْمَانُ ثَلَثَمِائَةِ أَلْفٍ ، فَإِنْ شِئْتَ فَاقْبِضْهَا ، وَإِنْ شِئْتَ بِعْتُهَا مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ ، وَدَفَعْتُ إِلَيْكَ الثَّمَنَ ، فَقَالَ : الثَّمَنُ ، فَبَاعَهَا مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ الثَّمَنَ .
وَقِيلَ : بَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ كَرَّمَ اللَّهِ وَجْهَهُ يَوْمًا ، فَقِيلَ : مَا يُبْكِيكَ ? فَقَالَ : لَمْ يَأْتِنِي ضَيْفٌ مُنْذُ سَبْعَةِ أَيَّامٍ ; أَخَافُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ أَهَانَنِي .
وَأَتَى رَجُلٌ صَدِيقًا لَهُ فَدَقَّ عَلَيْهِ الْبَابَ ، فَقَالَ : مَا جَاءَ بِكَ ? قَالَ : عَلَيَّ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ دَيْنٌ : فَوَزَنَ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَأَخْرَجَهَا إِلَيْهِ ، وَعَادَ يَبْكِي ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : لِمَ أَعْطَيْتَهُ إِذْ شَقَّ عَلَيْكَ فَقَالَ : إِنَّمَا أَبْكِي ; لَأَنِّي لَمْ أَتَفَقَّدْ حَالَهُ حَتَّى احْتَاجَ إِلَى مُفَاتَحَتِي فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ هَذِهِ صِفَاتُهُمْ وَغَفَرَ لَهُمْ أَجْمَعِينَ .