الثامن عشر : في بيان غريب ما سبق :
«علمتم» بضم العين المهملة وتشديد اللام وكسرها .
يطلق مرة على نفس المصدر وهو الهدى بمعنى الاهتداء ، ومرة على المفعول وهو المهدي ، وعليه يحمل هذا الحديث ونحوه؛ لأنه فسره من بعد ، ولأن فيه زيادة ذكر المفعول به ، والهدي ما يتقرب به إلى المهدى إليه توددا وتكرما . زاد بعضهم : من غير قصد دفع ضرر دنيوي بل لقصد ثواب الآخرة ، وأكثر ما يستعمل في الأجسام ، لا سيما والهدية فيما نقل من مكان إلى آخر ، وقد تستعمل في المعاني ، كالعلوم والأدعية ونحو ذلك مجازا . ألا أهدي لك : «بضم الهمزة ، وتفتح . هدية من الهدي الثلاثي .
الذرية : بذال معجمة مضمومة ، وقد تكسر ، والأولى أفصح . قال في المشارق : أهل الذريئة بالهمزة من الذرء وهو الخلق؛ لأن الله ذرأهم أي خلقهم . والذرية النسل . قال المنذري : من ذكر وأنثى ، وهل يدخل فيها أولاد البنات ؟ وهو مذهب مالك وإحدى الروايتين عن الإمام والشافعي لإجماع المسلمين على دخول أولاد أحمد ، فاطمة في ذرية النبي- صلى الله عليه وسلم- المطلوب لهم من الله الصلاة ، والرواية الثانية عن الإمام أنهم لا يدخلون؛ وهو مذهب أحمد : ويستثنى أولاد سيدتنا أبي حنيفة فاطمة لشرف هذا الأصل الأصيل . [ ص: 444 ]