المسألة الثانية : قالوا : أضغاث أحلام يعني : أخلاطا مجموعة ، واحدها ضغث : وهو مجموع من حشيش أو حطب . ومنه قوله تعالى : { وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث }
. وقد روي : { } . وقد قالوا أضغاث أحلام ، ولم يكن من صحيح الكلام ، ولا قطع الرؤيا لأول عابر إذ لم يأتها من بابها . ألا ترى أن تفسير الرؤيا الصديق لما أخطأ في تفسير الرؤيا لم يكن ذلك حكما عليها ، وإنما ذلك إذا احتملت وجوها من التفسير ، فعين بتأويله أحدها جاز ، ومن تكلم بجهل لا يكون حكما عليها ، وإن أصاب . والحديث الصحيح : { } . وهذا معنى الرؤيا لأول عابر ، فإنه [ ص: 57 ] إذا تحدث بها ففسرت نفذ حكمها إذا كان بحق عن علم ، لا كما قال أصحاب الملك ، وأيضا فإنهم لم يقصدوا تفسيرا ، وإنما أرادوا أن يمحوها عن صدر الملك حتى لا تشغل له بالا . الرؤيا على رجل طائر ما لم تتحدث بها ، فإذا تحدثت بها سقطت ، ولا تحدث بها إلا حبيبا أو لبيبا